القضاء العسكري الجزائري يلاحق خمسة من كبار قادة الجيش

القضاء العسكري الجزائري يلاحق خمسة من كبار قادة الجيش

16 سبتمبر 2018
العسكريون المعنيون شغلوا مناصب رفيعة (Getty)
+ الخط -
قررت المحكمة العسكرية بالبليدة قرب العاصمة الجزائرية منع سفر خمسة من كبار قادة الجيش السابقين وتجريدهم من جوازات سفرهم إلى حين انتهاء التحقيق في اتهامهم بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ والسلطة.

وقال مصدر عسكري رفيع لـ"العربي الجديد" إن "المعلومات التي تم تسريبها بشأن سحب جوازات خمسة من كبار قادة الجيش السابقين الذين تمت تنحيتهم من مناصبهم قبل أسابيع صحيحة للأسف".

وأضاف أن "قاضيا عسكريا في محكمة تتبع قيادة المنطقة العسكرية الأولى بالبليدة التي تشمل العاصمة الجزائرية (الجزائر مقسمة عسكريا إلى ست مناطق عسكرية)، أمر يوم أمس، بسحب جوازات سفر الضباط السامين الخمسة وهم برتبة لواء".

وأوضح أن حظر السفر يتعلق بـ"القائد السابق للناحية العسكرية الثانية سعيد باي، والقائد السابق للناحية العسكرية الرابعة عبد الرزاق شريف، والقائد السابق للناحية العسكرية الأولى اللواء الحبيب شنتوف، إضافة إلى مدير الشؤون المالية في وزارة الدفاع الوطني بوجمعة بودوار، والذين تمت إقالتهم من مناصبهم قبل أسبوعين".

وتابع أن "قرار القاضي العسكري يشمل القائد السابق للدرك الوطني اللواء مناد نوبة"، الذي أقيل من منصبه في 29 يونيو/ حزيران الماضي في خضم قضية فضيحة "كوكايين غيت" ومحاولة بارون مخدرات نافذ إدخال 701 كيلو غرام من الكوكايين إلى الجزائر.

وكان موقع "الجزائر 24" قد كشف، في وقت سابق اليوم الأحد، أن قرار سحب جوازات سفر الضباط الخمسة جاء بعد مغادرة اللواء سعيد باي الجزائر رغم قرار منعه من السفر، وذلك بتواطؤ مسؤول المصالح الأمنية لمطار الجزائر الدولي، الذي أقيل قبل يومين لهذا السبب.

وتحقق المحكمة العسكرية في قضية استغلال النفوذ والثراء غير المشروع واستغلال المنصب والوظيفة من قبل العسكريين الخمسة والحصول على مزايا وامتيازات غير مستحقة.

ولمح قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، إلى هذه القضية في خطاب ألقاه، اليوم الأحد، خلال اجتماعه مع القيادات المركزية وكبار الموظفين بوزارة الدفاع، شدد خلاله على ضرورة تحمل كل مسؤول عسكري مسؤولية سلوكه أو تجاوزه للقانون واستغلاله منصبه.

وقال إن "القيادة المسؤولة، والكلام موجه للجميع، هي فن الاستفادة من التجارب المكتسبة، وفن الاستغلال والاستعمال العقلاني والأمثل للقدرات البشرية والمادية والاستعلامية المتوفرة، وأيضا هي فن اغتنام الفرص المناسبة في الزمان والمكان المناسبين، وفن تقييم وتحليل المعطيات المتوفرة، وفن البحث عن المعطيات التطويرية والتسييرية الضرورية حتى لا يصبح الشروع في أي عمل من الأعمال، شكلا من أشكال المغامرة غير محسوبة العواقب والنتائج".


وأضاف قائد أركان الجيش الجزائري أن "العمل العقلاني المتروي والمخلص الذي يدرك أثناءه صاحبه بأن المسؤولية ليست تشريف بل هي تكليف، ومعنى ذلك أن الإنسان المسؤول في أي موقع كان، ومهما كان مستوى المسؤولية التي يتحمل وزرها، يتعين عليه أن يتحمل نتائج أعماله بالتمام والكمال".