استخبارات السيسي تختار "درويشاً" لرئاسة ائتلاف أغلبية البرلمان

استخبارات السيسي تختار "درويشاً" لرئاسة ائتلاف أغلبية البرلمان

16 سبتمبر 2018
القصبي مقرب من دوائر النظام (العربي الجديد)
+ الخط -



استقرت أجهزة الاستخبارات المصرية، الموالية للرئيس عبد الفتاح السيسي، على اختيار شيخ مشايخ الطرق الصوفية، عبد الهادي القصبي، لرئاسة ائتلاف الأغلبية في مجلس النواب، بدلاً من رجل الأعمال، محمد زكي السويدي، الذي أعلن عدم ترشحه مجدداً لرئاسته بناءً على "تعليمات سيادية"، في إطار خطة النظام لتفكيك الائتلاف، لصالح تصعيد حزب "مستقبل وطن" إلى واجهة الحياة السياسية.

والقصبي هو أحد مؤسسي الحزب، ورئيس لجنة التضامن الاجتماعي في البرلمان، وصاحب مشروع قانون الجمعيات الأهلية، الذي مرره البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ويواجه رفضاً دولياً واسعاً، دفع الحكومة إلى عدم إصدار لائحته التنفيذية إلى الآن، ومعروف بين أوساط الصحافيين، وزملائه البرلمانيين، بـ"الدرويش"، على اعتبار أنه أحد قادة الطرق الصوفية في البلاد، واستطاع نيل رضاء جميع الأنظمة المتعاقبة.

والقصبي محاسب في الأصل، وشغل في السابق منصب مدير البنك العربي الأفريقي (فرع طنطا)، إلى أن تزعم طريقة صوفية تدعى "القصبية"، وتنتسب لمؤسسها الشيخ حسن القصبي، والذي يقام على شرفه مولد كبير كل عام، وذلك على ضوء علاقاته الوطيدة مع قيادات جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني حالياً)، في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك.

وفي عام 2008، اجتمع قادة الطرق الصوفية المعتمدة، لانتخاب محمد أبو العزايم، شيخاً للطريقة العزمية، التزاماً بمنح الأولوية للأكبر سناً، غير أنه في اللحظات الأخيرة، ووفقاً لتعليمات صادرة عن جهاز أمن الدولة، وقع الاختيار على القصبي الأصغر سناً، وهو الأمر الذي رفضه أبو العزايم، ولجأ حينها إلى ساحات القضاء، ليدخل المجلس الأعلى للصوفية في دوامة من الخلافات.

وعُين القصبي في مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) عن الحزب الوطني "المنحل" في العام 2007، وشغل منصب أمين لجنة الشباب بالحزب عن محافظة الغربية، وعضو لجنة السياسات بالمحافظة، إلا أن 15 طريقة صوفية تمردت عليه في أعقاب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، ونجح في تجاوز التمرد بتنظيمه مؤتمرا صوفيا "عالميا"، في حضور ممثلين عن الأزهر.

وانتخبت أغلبية مجلسي الشعب والشورى، القصبي، عضوًا في اللجنة التأسيسية لوضع دستور 2012، وبعدها عينه الرئيس المعزول، محمد مرسي، عضواً في مجلس الشورى، ومع اندلاع أحداث 30 يونيو/حزيران 2013، قفز القصبي من مركب الإخوان، عازياً سقوطهم إلى "بركة الأولياء"، و"تجرئهم على المساس بالأضرحة".