مبادرة تونسية لحل الأزمة الليبية

مبادرة تونسية تدعو إلى المصالحة الشاملة في ليبيا

13 سبتمبر 2018
المبادرة تحذر من تدهور الأوضاع بطرابلس (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، بتونس عن مبادرة لحل الأزمة الليبية وجمع الفرقاء السياسيين في ظل الأوضاع الخطيرة التي تعرفها، وتعطل أغلب المبادرات السابقة.

وحملت المبادرة التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر صحافي شعار المصالحة الشاملة حيث جمعت شخصيات ما قبل وما بعد الثورة الليبية، إلا أن أهم ما طالبت به هذه المبادرة هو الوقف الفوري لإطلاق النار في طرابلس ووضع حد للمليشيات المسلحة.


وقال المتحدث الرسمي باسم المبادرة، باسم عوض العرفي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن المبادرة تضم مختلف التيارات الليبية التي تعتبر ممثلة وحاضرة بشكل علني. وأوضح أنه تجتمع مختلف هذه الأطراف لأول مرة على طاولة الحوار، مبينا أن ما جمعهم اليوم هو المصالحة الوطنية الشاملة وما تمر به ليبيا من أزمة وخطر حقيقي.

وقال إن المبادرة طالبت وبشكل عاجل بإيقاف إطلاق النار وحل جميع التشكيلات المسلحة في طرابلس وغيرها من المدن، وتشكيل حكومة حقيقية تخرج البلاد من الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية التي تعيشها، مشيرا إلى أنهم يأملون الوصول إلى ملتقى للمصالحة الوطنية لتحقيق طموحات وأحلام الشعب الليبي.

وأوضح العرفي أن ما تمر به ليبيا خطير جدا من انعدام للأمن وتأزم الوضع الاقتصادي والزعزعة السياسية والانقسام وتشتت المؤسسات، مؤكدا أن رسالتهم للمسؤولين في ليبيا هي التعامل بجدية مع الملف الأمني والاقتصادي في ليبيا. وأضاف أن المبادرة التي أعلن عنها اليوم مختلفة عن باقي المبادرات لأنها تضم مختلف التيارات السياسية من ممثلين من الكرامة و17 فبراير وشخصيات من النظام السابق.

وبين أن مختلف الفرقاء السياسيين جلسوا وتحاوروا وخرجوا بهذه المبادرة التي يأملون تفاعل الشارع الليبي معها إذ هي موجهة بالأساس إلى عموم الليبيين، حيث إنهم لم يتواصلوا مع بعثة الأمم المتحدة ولا مع الجهات الرسمية في الوقت الراهن، مضيفا أنهم يعرضون هذه المبادرة للشارع الليبي وكجزء من الحل ومع ذلك قد يتم تطويرها أو تعديلها وهم منفتحون على كافة الأطراف السياسية والشخصيات التي تؤمن بأن الحوار هو الحل وأن ليبيا في خطر حقيقي، وبالتالي أي طرف من أي تيار هو مرحب به.

وقال رئيس لجنة المبادرة الليبية للسلام، يوسف شكورة، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنه بقطع النظر عن أي توجه سياسي فإن هذه المبادرة هي لكل الليبيين حيث تضم وجوها من النظام السابق وشخصيات من النظام الحالي ومن الشرق والغرب ومن الجنوب والأمازيغ والعرب كل بقناعاته ومواقفه الوطنية.

ولفت إلى أن من حضروا اليوم يمثلون أكثر من 16 منطقة ليبية وتضم اللجنة قيادات وشيوخ القبائل وعلى رأسها شيوخ تورغة ومصراتة، مؤكدا أن هذه المبادرة سبقتها جهود كبيرة استمرت لأكثر من 3 أشهر للتواصل مع الليبيين في الداخل والخارج والخروج بنقاط حول المسألة الأمنية والسياسية.

وبين أن الأولوية بالنسبة إليهم إيقاف الاقتتال في طرابلس لأنه إذا انهارت طرابلس تنهار ليبيا، ثم المرور إلى وضع تغييرات أمنية لأن بقاء الوضع على ما هو عليه لن يقود إلى انتخابات، وبالتالي لابد من إخراج المليشيات المسلحة من المدن، ثم الدفع لتشكيل الحكومة لحل المشاكل اليومية الحياتية التي يعيشها المواطن ثم الانتقال إلى المؤتمر الوطني وإلى الانتخابات.

وأضاف أن لجنة المبادرة ستنطلق في الدفع لتشكيل حكومة أزمة وحكومة تكنوقراط تعالج الإشكاليات الحياتية للمواطن، وإلى الدفع في اتجاه يكون إما باعتماد الدستور أو سند دستوري والدعوة للانتخابات، مبينا أنه سيتم الدعوة لمؤتمر ليبي ليبي يضم كل القوى المجتمعية الفاعلة في ليبيا في غضون 3 أو 6 أشهر على الأكثر للخروج بميثاق شرف ليبي تكون فيه المبادئ الأساسية والمرجع لأي برنامج سياسي مستقبلا.

وقال مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا، صلاح الدين الجمالي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن المبادرة إيجابية لأنها حملت أفكارا عملية وجدية وجريئة، مبينا أن هدفها إحياء الوعي في ليبيا ودفع الشعب للأخذ بزمام الأمور. وأضاف أن كل المبادرات تكمل بعضها البعض وتصب في اتجاه المصالحة والسلم والاستقرار.


وبين أن المبادرة جمعت الليبيين وشخصيات ما قبل الثورة وبعدها، مؤكداً أن الجامعة العربية عبرت عن استحسانها لهذه الخطوة وأملها بالوصول إلى إيقاف إطلاق النار في طرابلس واستئناف الحوار.