حوارات الفرصة الأخيرة بالعراق: احتمالات مفتوحة لجلسة البرلمان الأولى

حوارات الفرصة الأخيرة بالعراق: احتمالات مفتوحة لجلسة البرلمان الأولى

02 سبتمبر 2018
ينتظر العراقيون الجلسة الأولى للبرلمان غداً (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -


من المقرر أن يعقد البرلمان العراقي الجديد، يوم غد الإثنين، جلسته الأولى برئاسة أكبر الأعضاء سناً، محمد علي زيني، من أجل انتخاب رئيس جديد للبرلمان، وتكليف مرشح الكتلة الكبرى في مجلس النواب بتشكيل الحكومة الجديدة خلال شهر واحد. وهذا الأمر يضع الكتل السياسية أمام الفرصة الأخيرة لحسم الأغلبية البرلمانية التي يستوجب على الكتلة الكبرى الحصول عليها (نصف عدد أعضاء البرلمان زائد واحد)، أي ما يعادل 165 نائباً من مجموع النواب البالغ عددهم 329، فضلا عن أغلبية الثلثين التي يتطلبها انتخاب الرئيس العراقي الجديد.

الجلسة الأولى للبرلمان الجديد ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات، وفقا لما رآه القيادي في ائتلاف دولة القانون، سعد المطلبي الذي قال لـ"العربي الجديد"، إن "الجلسة ستكون هادئة في حال تمكن أي من المعسكرين تحقيق الأغلبية البرلمانية اليوم أو غداً"، في اشارة إلى محور (النصر – سائرون – الحكمة – الوطنية) من جهة، وتحالف (ائتلاف دولة القانون – الفتح) من جهة أخرى.

وأضاف أنه "أما في حال عدم الاتفاق فإن الجلسة الأولى للبرلمان قد تحمل معها كثيراً من المفاجآت، وقد يتم الإعلان عن الكتلة الكبرى خلال جلسة البرلمان"، مبيناً أن "محور نوري المالكي ــ هادي العامري، يواصل حواراته مع الأطراف الكردية والسنية من أجل إقناعهم بالانضمام لمعسكره". وتابع أن "اليوم وغداً يمثلان آخر فرصة للاتفاق على تشكيل الكتلة الكبرى قبل جلسة البرلمان الأولى"، مشيراً إلى "وجود اختلاف في وجهات النظر بشأن الانفتاح على تحالف سائرون التابع للتيار الصدري".

وأوضح أن "بعض قيادات تحالف الفتح برئاسة هادي العامري يميلون باتجاه فتح قنوات للحوار مع تحالف سائرون، في حين يرى آخرون، ومنهم أعضاء بائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، أن المعارضة هي الأنسب لتحالف الصدر"، داعياً إلى "عدم شخصنة مسألة رئيس الوزراء الجديد، لأن الوضع العراقي لا يتحمل في ظل وجود أوضاع متأزمة في جنوب البلاد، وخصوصاً في البصرة".

وبيّن أن "تحالف المالكي ــ العامري يسعى لحسم مسألة الكتلة الكبرى، اليوم أو غداً، بعد حصوله على توقيعات لثلاثين نائباً انشقوا عن تحالف العبادي (النصر)". إلا أن عضو البرلمان العراقي السابق، القيادي في تحالف "النواة" الذي يضم النصر وسائرون والحكمة والوطنية حيدر الملا، أكد أن "تحالف المالكي ــ العامري مجرد شيء نظري لا وجود له على أرض الواقع"، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن "هذا التحالف غير قادر على تشكيل الكتلة الكبرى".

وأشار إلى أن "تحالف النواة يوشك على تحقيق الأغلبية البرلمانية"، مبيناً أن "زيارات قيادات بالتحالف كنائب الرئيس العراقي إياد علاوي، ورئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، ونائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك، ومرشح ائتلاف الوطنية لرئاسة البرلمان الجديد طلال الزوبعي، إلى إقليم كردستان، ولقائهم برئيس الإقليم السابق، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البرازني، قد يغيّر كثيراً من الأمور. وأكد أن "الحوارات مع الأكراد، ولا سيما مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وصلت إلى مراحل متقدمة"، لافتاً إلى أن "هذه الحوارات تهدف إلى توسيع تحالف النواة".

وبشأن الجلسة الأولى للبرلمان المقرر عقدها يوم غد الاثنين، قال الملا "كل الاحتمالات واردة"، مشيراً إلى أن "عدم قدرة أي من الأطراف على تشكيل الكتلة الكبرى، يعني أن تحالف سائرون سيكون هو الكتلة الكبرى في البرلمان، لحصوله على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية". وتابع أن "هذا الأمر سيمنح تحالف سائرون فرصة أكبر من أجل الاتفاق مع كتل سياسية أخرى لتشكيل الأغلبية البرلمانية".



إلى ذلك، أوضح عضو تحالف سائرون المتحالف مع العبادي، أيمن الشمري، أن "تحالف النواة حصل على إشارات إيجابية من بعض الأحزاب والقيادات السياسية الأخرى"، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن "الحوارات تجري على أساس البرنامج الحكومي الذي يدعو إلى تشكيل حكومة وطنية بعيدة عن المحاصصة التي لم تنفع البلاد خلال المرحلة الماضية".

في هذا السياق، قالت عضو البرلمان العراقي الجديد عن تحالف النصر، ندى شاكر جودت، إن "تحالفها متمسك بترشح العبادي لرئاسة الوزراء"، موضحة خلال تصريح صحافي أن "حظوظ رئيس تحالف النصر قوية في الحصول على ولاية ثانية".

ووصل أمس السبت وفد رفيع المستوى ممثل لتحالف "النواة" ضم علاوي والجبوري والمطلك والزوبعي إلى إربيل (عاصمة اقليم كردستان)، والتقى رئيس الإقليم السابق مسعود البرزاني، وقيادات كردية أخرى.

جاء ذلك في وقت زار فيه وفد آخر ممثل لتحالف المحور الوطني "السني" محافظة السليمانية، والتقى قيادات بالاتحاد الوطني الكردستاني. وقال عضو بالاتحاد الوطني الكردستاني إن "الحوارات مع وفد المحور كانت إيجابية"، مبيناً في حديث لـ "العربي الجديد" أن "الطرفين اتفقا على الانضواء ضمن الكتلة الوطنية الكبرى التي تحقق مصالح الجميع، وتنهي عهد التفرد بالسلطة".

وقالت القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني نيرمين عثمان إن "الاجتماع مع وفد المحور الوطني بحث مسألة تشكيل حكومة وطنية جديدة، قادرة على حل جميع المشاكل"، موضحة، خلال مؤتمر صحافي عقدته في السليمانية، أن "الأكراد شددوا على ضرورة تطبيق المادة 140 من الدستور، المتعلقة بالأزمات العالقة بين حكومة إقليم كردستان، والحكومة العراقية في بغداد". وأشارت إلى "تشكيل لجان مشتركة بين الجانبين من أجل تسريع ما تم الاتفاق عليه"، مبينة أن "الاتحاد الوطني الكردستاني سيشارك في الحكومة الجديدة في حال تمت الاستجابة لشروطه".

من جهته، قال عضو وفد المحور الوطني النائب السابق قتيبة الجبوري إن "زيارة السليمانية تأتي ضمن إطار الحراك السياسي لتشكيل الحكومة الجديدة"، معتبراً خلال المؤتمر الصحافي ذاته أن "المحور يريد أن يعمل بروح الفريق الواحد مع الأحزاب الكردية". وأضاف أن "المحور الوطني منفتح على الجميع، ولا خطوط حمراء لديه على الكتل الفائزة".



المساهمون