قمة أردنية فلسطينية تحت ضغط الإملاءات الأميركية

قمة أردنية فلسطينية تحت ضغط الإملاءات الأميركية

08 اغسطس 2018
تصميم على حل عادل وشامل (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة، مؤكدا أن لا سلام ولا استقرار في المنطقة من دون التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يستند إلى حل الدولتين.


جاء ذلك خلال لقاء الملك عبد الله الثاني، في عمان اليوم الأربعاء، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحضور ولي العهد الأمير الحسين، حيث جرى استعراض التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية، والمساعي المستهدفة لإعادة تحريك عملية السلام.

ويأتي لقاء القمة وسط ضغوط أميركية كبيرة على الأطراف العربية، لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق إملاءاتها وبالشكل الذي تريد، من خلال ممارسة الضغط المالي ذي الأبعاد السياسية على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومحاولات تمرير صفقة القرن، في ظل تحالف أميركي عربي جديد يلعب الأردن فيه دور ثانوي.

وأكد العاهل الأردني والرئيس عباس، خلال لقاء موسع سبقه آخر ثنائي، ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين حيال التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والقدس، مشددا على وقوف الأردن بكل طاقاته وإمكاناته إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة والعادلة، ولافتا إلى أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة، وهي دوما على رأس أولويات السياسة الخارجية للمملكة.

وأكد الملك عبد الله استمرار الأردن في بذل جميع الجهود، وبالتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية، لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي الإطار ذاته، أشار العاهل الأردني إلى أن لقاءاته الأخيرة مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وأركان الإدارة ولجان الكونغرس، ركزت على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الذي يؤكد أن لا سلام ولا استقرار في المنطقة من دون التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يستند إلى حل الدولتين.

وجدد الملك التأكيد على أن مسألة القدس يجب تسويتها ضمن قضايا الوضع النهائي، باعتبارها مفتاح تحقيق السلام في المنطقة، مشددا على أن الأردن، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، مستمر في القيام بدوره التاريخي في حماية هذه المقدسات. وتناول اللقاء الدور الذي تقوم به "أونروا"، وضرورة دعمها من قبل المجتمع الدولي، لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية للاجئين.

وأعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره لمواقف الأردن التاريخية والراسخة تجاه القضية الفلسطينية، مثمنا الجهود الكبيرة التي يبذلها العاهل الأردني في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في جميع المحافل الدولية.

وتعليقا على ذلك، قال النائب الأردني مصطفى ياغي، لـ"العربي الجديد" إنه "لا بد من وجود مواقف تنسيقية بين الدولة الأردنية والسلطة الفلسطينية، فهم أصحاب الحق في التوقيع على قضايا الحل النهائي"، مضيفا "الشعب الفلسطيني هو المعني بإنهاء الاحتلال، والأردن هو الشريك المباشر للشعب الفلسطيني. يجب مواجهة الضغوطات الأميركية المتعلقة بتمويل "أونروا"، وصفقة القرن، في ظل وجود دول عربية تهرول للتطبيع مع العدو الإسرائيلي".

وتابع قائلا: "يجب الوصول إلى الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، والحل العادل هو إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب المحتل وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين، والتعويض"، مضيفا "نثق في القيادتين الأردنية والفلسطينية بأنهما لن يفرطا في ثوابت الأمة في إطار الصراع العربي الإسرائيلي".

وطالب "الجميع، خاصة الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس، بدعم القيادة الفلسطينية في هذا الوقت بالذات، والذي تحاول فيه إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة تصفية القضية الفلسطينية".

ويرى مراقبون أن موقف الأردن ليس قويا بما فيه الكفاية، فحلفاء الأردن التاريخيون، كالولايات المتحدة والدول العربية الحليفة جميعها تصطف إلى جانب صفقة القرن، مع بعض التحفظات الخجولة هنا أو هناك عند بعض الأطراف العربية المشاركة فيها.

وكان مسؤول في البيت الأبيض قد دعا مؤخرا إلى تغيير تفويض "أونروا"، بعد أن اعتبر أنها "أدت إلى استمرار وتفاقم أزمة اللاجئين". وجاءت أقوال المسؤول بعد أيام من كشف مجلة "فورين بوليسي" الأميركية عن رسائل بريد إلكتروني كتبها كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر، تدعو إلى إنهاء عمل الوكالة.
وأوضحت مصادر فلسطينية أن المباحثات الأردنية الفلسطينية تأتي في مرحلة حرجة للغاية، إزاء ما يتردد حول ما يواجه وجود وعمل الوكالة من تحديات.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، عن مسؤول في البيت الأبيض (لم تذكر اسمه) قوله إن الخطة (صفقة القرن) "مفصلة إلى حد ما ومطوّلة"، مشيراً إلى أن "منظمة التحرير الفلسطينية لن تكون سعيدة في بعض صفحاتها". وأضاف المسؤول الأميركي: "عند قراءة الخطة، فإن منظمة التحرير الفلسطينية لن تكون سعيدة في بعض الصفحات، وسعيدة في صفحات أخرى، مثلما سيكون الإسرائيليون راضين عن بعض الصفحات وغير مرتاحين في صفحات أخرى".



وتابع أن الخطة ستتجاوز "المعايير العامة التي لم تحل المشكلة في الماضي"، في إشارة إلى الخطط التي قدمتها الإدارات الأميركية السابقة لحل الصراع من دون أن تنجح. وذكر المسؤول الأميركي: "علينا أن نوضح للطرفين طريقة واقعية لحل النزاع، وليس فقط لمناقشة نقاط الحوار غير المفيدة والمتكلسة". وأضاف: "سيركز جزء كبير من الخطة على تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وعلاقاته بإسرائيل". ونقلت "هآرتس" عن مصادر أميركية من خارج البيت الأبيض قولها: إن الحديث يدور عن "وثيقة تصل إلى عشرات الصفحات".