منظمة دولية تطالب سيول بالامتناع عن ترحيل معارض مصري

منظمة دولية تطالب سيول بعدم ترحيل معارض مصري

04 اغسطس 2018
أحمد المقدم (تويتر)
+ الخط -
وجّهت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" في بريطانيا (منظمة غير حكومية دولية تعمل على المستوى الإقليمي في الوطن العربي) رسالة عاجلة إلى وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية، كانغ كيونغ وا، اليوم السبت، حول ملابسات اعتقال السلطات في بلادها المواطن المصري، أحمد المقدم (38 عاماً)، ورفض السماح له بتقديم طلب لجوء سياسي.

وحذّرت المنظمة الحقوقية من اعتزام سيول ترحيل الشاب المصري إلى دولة الإمارات، كونها بطبيعة الحال ستقوم بتسليمه إلى مصر، لوجود العديد من اتفاقيات التسليم بين البلدين، وذلك بعد إلقاء الأمن الكوري الجنوبي القبض عليه، فور وصوله إلى مطار "إنشون"، قادماً من دولة السودان، مروراً بالإمارات (ترانزيت).

وأشارت المنظمة إلى الاعتداء على المقدم بالضرب، مع رفض السماح له بتقديم طلب لجوء سياسي، على الرغم من إثباته أنه عضو بحزب "الحرية والعدالة" المعارض في مصر، وكونه مطلوباً على خلفية سياسية، مشيرة إلى إجباره على التوقيع على ورقة لم يستطع فهم محتواها لكتابتها باللغة الكورية، واكتشافه في ما بعد أنها موافقة منه على الترحيل إلى دولة الإمارات.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً للشاب المصري المحتجز في أحد المطارات الكورية، وهو يستغيث لوقف عملية ترحيله إلى الإمارات عقب القبض عليه، الذي أوضح فيه أنه تمكن من الخروج من مصر في عام 2014، بعد تضييق السلطات عليه، وعلى أسرته، وتوجهه إلى السودان، ومنه إلى كوريا الجنوبية.

وأشارت المنظمة الدولية، في رسالتها، إلى أن المقدم مطلوب في بلاده على خلفية قضايا معارضة للسلطات الحاكمة، وقد تمّت مداهمة منزله أكثر من مرة لاعتقاله، بوصفه أحد أعضاء الحزب المعارض (حل بقرار قضائي في أعقاب انقلاب الجيش عام 2013)، علاوة على أن العديد من أفراد أسرته رهن الاعتقال التعسفي داخل سجون النظام المصري، على خلفية معارضتهم له.



وحذرت المنظمة من ترحيل المقدم إلى الإمارات، لما يعرض حياته وسلامته للخطر، خاصة مع تفشي عمليات التصفية الجسدية للمعارضين، وكذلك مقتل العشرات تحت وطأة التعذيب في مقار الاحتجاز المصرية، مشيرة إلى أن مصر تمر بواحدة من أسوأ أزمات حقوق الإنسان في تاريخها، إذ تتفشّى الممارسات القمعية للنظام بحق المعارضين، ممثلة في القتل خارج إطار القانون، والاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب.

ولفتت المنظمة كذلك إلى إصدار القضاء المصري أحكاماً قاسية بحق عشرات الآلاف من المعارضين، من ضمنها مئات الأحكام بالإعدام، مع حرمان المعتقلين من أي فرصة للانتصاف بالقانون أو التمتع بمحاكمة عادلة، مستشهدة بواقعة مقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، وتعرضه للاعتقال، والإخفاء القسري، والتعذيب على يد الأجهزة الأمنية في 25 يناير/ كانون الثاني 2016.

وأشارت إلى أنه "عثر على جثة ريجيني ملقاة على جانب الطريق في فبراير/ شباط من العام ذاته، وعليها آثار تعذيب وحشي، وحتى الآن لم يتم تحديد الجناة في تلك الواقعة، أو يعلن النظام المصري أي مسؤولية له عن الحادث، رغم ثبوت تورطه في عملية تعذيبه وقتله بالأدلة"، محملة السلطات الكورية الجنوبية مسؤولية سلامة المقدم، باعتبار أنه لا يزال رهن اعتقالها.

وطالبت المنظمة بضمان سلامة المعارض المصري الشاب، وعدم تسليمه إلى بلدان يشكل وجوده فيها خطراً على حياته، كما طالبت بالإفراج الفوري عنه، وقبول طلب لجوئه، أو السماح له بالسفر إلى بلد يختاره.

دلالات