اتساع حدة الأزمة العراقية: لا اتفاق قريباً في الأفق

اتساع حدة الأزمة العراقية لتشكيل الكتلة الكبرى: لا اتفاق قريباً في الأفق

31 اغسطس 2018
بعض الكتل لم تحدد موقفها بعد(Getty)
+ الخط -

تشهد الساحة العراقية تصعيداً غير مسبوق في المواقف بين القوى السياسية "الشيعية" على خلفية قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إقالة رئيس مليشيا "الحشد الشعبي" فالح الفياض من منصبه، بعد أنباء شبه مؤكدة تفيد بالتحاقه بجبهة (المالكي – العامري) المدعومة من إيران.

انسحاب فالح الفياض من ائتلاف العبادي (النصر)، والتحاقه بمحور (ائتلاف دولة القانون – الفتح) يعني أن ائتلاف النصر سيخسر ما لا يقل عن عشرة نواب، الأمر الذي يجعل الكفة متساوية بين الجبهتين.

ووفقاً لما يؤكده مصدر سياسي مقرب من تحالف النصر، لـ "العربي الجديد"، فإن عدد مقاعد محور المالكي والعامري سيرتفع من 98 مقعداً إلى نحو 110، بعد انسحاب كتلة عطاء وانسحاب وشيك لحزب الفضيلة من قائمة النصر بزعامة العبادي.

وأشار المصدر إلى أن الرهان سيكون على الكتل الكردية و"السنية"، التي لم تحسم موقفها إلى غاية الآن، مبيناً أن ائتلاف النصر "سيبذل جهوداً مكثفة خلال الساعات المقبلة، من أجل تعويض الخسارة التي تسبب بها انشقاق فالح الفياض والنواب التابعين له".

وهذا ما أكده عضو تحالف النصر عقيل الرديني، الذي قال إن حوارات تحالف "النواة" الرباعي الذي يضم تحالفات "سائرون، والنصر، والحكمة، والوطنية" مفتوحة على الجميع، لافتاً خلال تصريح صحافي إلى تشكيل لجان مشتركة، للانفتاح على بقية الكتل السياسية.

وأضاف "هناك آراء مختلفة وتقارب وتباعد في وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي يحصل خلال أية حوارات"، مشيراً إلى استمرار المفاوضات مع القوى الكردية، والمحور الوطني "السني"، من أجل تشكيل الكتلة الكبرى، خلال التوقيتات الدستورية.

وفي السياق، قال القيادي بتحالف سائرون المتحالف مع العبادي أيمن الشمري إن البرنامج الحكومي "هو الأساس في الحوار مع الكتل الأخرى"، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن تحالفه مضى بخطوات متقدمة على طريق تشكيل الكتلة الكبرى.

في المقابل، قال عضو بتحالف الفتح، إن خطوة رئيس الوزراء حيدر العبادي بإقالة فالح الفياض قطعت جميع خطوط التواصل مع تحالف النصر، معتبراً في حديث لـ "العربي الجديد" أن هذا القرار الذي يعتبر استهدافاً سياسياً للفياض ينبغي أن لا يمر من دون اتخاذ خطوات سياسية عقابية للعبادي.

ولفت إلى قرب إعلان انضمام فالح الفياض المنشق عن معسكر العبادي إلى تحالف المالكي – العامري، وأن هذا الأمر يندرج ضمن نطاق سياسة المصالح، وليس فيه أي أمر يستفز العبادي، الذي بدا متوتراً خلال الساعات الماضية، من خلال الخطوات المتسرعة وغير المدروسة التي قام بها.

من جهته، رأى القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي أن الكفة الآن بدأت تميل لجبهة المالكي، موضحاً في حديث لـ "العربي الجديد" أن تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى بات أمراً قريباً.

ويسعى نواب عن تحالف سائرون إلى إثارة ملفات قضائية ضد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، بالتزامن مع حراك تشكيل الكتلة الكبرى.

وقالت عضوة البرلمان الجديد عن تحالف سائرون مناهل الحميداوي أن الأيام المقبلة "ستشهد فتح ملفات فساد كبيرة، ومحاسبة المتسببين بسقوط الموصل بيد تنظيم "داعش" الارهابي منتصف عام 2014"، مشددة في بيان على ضرورة تطبيق القانون العراقي على الجميع.

ويعد القائد العام للقوات العراقية المسلحة السابق نوري المالكي المتهم الأول بسقوط الموصل بيد تنظيم "داعش".

الأحزاب الكردية غير مستعجلة

في غضون ذلك، لم تحدد الكتل السياسية الكردية و"السنية" موقفها النهائي من الانضمام لأي من المعسكرين.

وأكد عضو بالحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني، أن الأحزاب الكردية لا تريد الاستعجال بحسم موقفها، موضحاً لـ "العربي الجديد" أنها ستكون قريبة من الكتلة الكبرى التي ستلبي مطالب الأكراد.

وأضاف أن "اللقاء الأخير بين تحالف النواة والبارزاني توصل إلى تفاهمات مهمة، إلا أنه لم يصل إلى مستوى الاتفاق"، مبيناً أن الأيام القليلة المقبلة "ستشهد الإعلان عن الوجهة النهائية" للقوى الكردية.

كذلك، أوضحت عضوة البرلمان العراقي السابق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني نجيبة نجيب أن على الأكراد "الانضواء ضمن كتلة موحدة قوية قبل الذهاب إلى بغداد للتفاوض من أجل تشكيل الحكومة"، مؤكدة لـ "العربي الجديد" أن الأكراد "سيطالبون بحقوقهم المشروعة وفقاً للدستور".

وعلى الرغم من الحديث عن وجود انشقاق داخل تحالف المحور الوطني "السني"، إلا أن موقفاً رسمياً لم يصدر بشأن هذا الأمر.

 

إلى ذلك، تستمر الخلافات بسبب النزاع على منصب رئيس البرلمان العراقي، وفقاً لما يؤكده قيادي بتحالف المحور الوطني لـ "العربي الجديد" قائلاً إن حزب الحل الذي يتزعمه جمال الكربولي، ما يزال يصر على ترشيح محمد الحلبوسي (محافظ الأنبار) للمنصب.

وأضاف "مقابل ذلك، يرهن تحالف القرار وحدة المحور الوطني بترشيح أسامة النجيفي لرئاسة البرلمان"، مبيناً أن تحالف القرار يصر على تقديم النجيفي كمرشح وحيد لرئاسة مجلس النواب الجديد.

يأتي ذلك في وقت يستعد فيه البرلمان العراقي الجديد لعقد جلسته الأولى يوم الإثنين المقبل.

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين علي البدري أن جلسة البرلمان الجديد "ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات"، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن "عجز أي طرف عن تشكيل الكتلة الكبرى سيفتح باب المفاجآت على مصراعيه".

كما حذر من أن التوتر السياسي الأخير الذي يشهده العراق بشأن تشكيل الكتلة الكبرى "يقود البلاد إلى مستقبل مجهول"، مرجحاً أن تحتدم الصراعات داخل أروقة البرلمان الجديد.

المساهمون