محافظ شمال سيناء الجديد... جنرال عدم تمليك الأراضي لأبنائها

محافظ شمال سيناء الجديد... جنرال عدم تمليك الأراضي لأبنائها

01 سبتمبر 2018
أزمات كثيرة تنتظر المحافظ في سيناء (العربي الجديد)
+ الخط -

عاد اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظاً لشمال سيناء شرق مصر، لتبرز مخاوف من أن يعيد الأجواء في سيناء إلى ما كانت عليه خلال حكمه للمحافظة في ظل نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2008، فلا يمكن لأهالي سيناء أن ينسوا وجه هذا الجنرال الذي لطالما رفض تمليك أرض سيناء لأبنائها، طيلة فترة حكمه للمحافظة، ولا يبدو أنه غيّر رأيه اليوم.

وقال مصدر حكومي في مدينة العريش، لـ"العربي الجديد"، إن حالة من الامتعاض تسود أروقة محافظة شمال سيناء بعد الإعلان عن تولي شوشة رئاستها، نظراً إلى شخصيته، لجهة التشدد في التعامل وإصدار القرارات من دون الرجوع إلى المجلس المحيط به، وإنزال العقوبات بحق الموظفين من دون مراعاة الظروف المحيطة بهم، بالإضافة إلى أنه أحد كوادر "الحزب الوطني" المنحل الذي كان يرأسه مبارك، وهذا ما كان يُكسبه قوة في مواجهة الجميع في سيناء خلال فترة إدارته للمحافظة عام 2008.

وأضاف المصدر أن الوضع اليوم مختلف تماماً عما كان عليه الحال في 2008، فالظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ليست نفسها، في ظل حالة الاستنفار الأمني الدائم، والعمليات العسكرية التي لا تنتهي منذ انطلاقها في عام 2013. واعتبر أنه لن يكون بمقدوره أن يفعل أكثر مما فعل المحافظ السابق، اللواء عبد الفتاح حرحور، الذي بقي في منصبه طيلة السنوات الخمس الماضية، في ظل تعقيدات المشهد في سيناء، والسيطرة الكلية للمؤسسة العسكرية وأجهزة المخابرات، فيما تبقى كلمة إدارة المحافظة في أسفل درجات الاهتمام من الناحية الحكومية، مقارنةً بتوصيات المؤسسة العسكرية والأمنية.

وينتظر المحافظَ الجديد عدد من الملفات المهمة التي يتطلع المواطنون في سيناء إلى حلها على يده، بعد تعثُّر المحافظ السابق في حل أيٍّ منها. ووفقاً لأحد وجهاء مدينة العريش، فإن المواطنين ينتظرون من اللواء شوشة، حل أزمات الكهرباء والمياه والطرق المغلقة، وحالة الاستنفار والتفتيش الدائمة، وإنهاء أزمة التنقل بين سيناء وبقية محافظات مصر، وفتح محطات الوقود أمام سيارات المواطنين، وتعويض أصحاب المهن التي تعرضت للتوقف منذ بدء العملية العسكرية الشاملة في 9 فبراير/شباط الماضي، عدا عن إيقاف تجريف المزارع والمنازل في مناطق العريش والشيخ زويد على الأقل.


وأضاف الشيخ القبلي، الذي رفض الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المحافظ الجديد يُعتبر من أهم الداعين إلى عدم تمليك أراضي سيناء لأبنائها، وهو صاحب مقولة إن تمليك الأرض للسيناويين قد يؤدي إلى تسريبها وتمليكها لليهود كما فعل الفلسطينيون بأراضيهم، حسب زعمه. هذه المقولة عاد المواطنون لترديدها فور سماعهم بقرار إعادة اللواء شوشة لإدارة المحافظة، وهذا ما يتوقع أن ينعكس سلباً على معاملات المواطنين بخصوص أراضيهم، خصوصاً سكان مناطق رفح والشيخ زويد كمرحلة أولى.

وفور صدور قرار تعيين اللواء شوشة محافظاً لشمال سيناء، نشط عدد كبير من مؤيدي "الحزب الوطني" المنحل في سيناء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونشروا صوراً قديمة تجمعهم به خلال فترة إدارته للمحافظة عام 2008. ويُتوقع أن يعقد المحافظ لقاءً مع وجهاء ومشايخ شمال سيناء خلال الأيام المقبلة، بهدف كسب ولائهم، والقدرة على ممارسة عمله بأريحية، من دون معوّقات قد تواجهه، في ظل حالة الغليان في صفوف المواطنين تجاه سياسة تعامل الحكومة معهم، عن بقية محافظات مصر، على الرغم من الحالة الأمنية التي ما زالوا يعيشونها منذ الانقلاب العسكري صيف عام 2013.

يُذكر أن السيسي أجرى، الخميس، حركة تغيير محافظين واسعة، ولم ينس شوشة أثناء تأديته اليمين الدستورية محافظاً لشمال سيناء أمام السيسي، أن يؤدي التحية العسكرية باللباس المدني. ومن المعلومات الواردة في سيرته الذاتية، أنه من مواليد إبريل/نيسان 1952، تخرّج من الكلية الحربية دفعة "62 حربية" في سبتمبر/أيلول 1972، بالإضافة إلى أنه خبير أمني حاصل على درجة الدكتوراه في "تنمية سيناء في ضوء الأمن القومي"، فيما تولى العديد من المناصب القيادية في القوات المسلحة، من بينها قيادة وحدات "الصاعقة" ورئيس الأركان فيها، ومنصب قائد قوات حرس الحدود، وحصوله على بعثة دورة قوات خاصة في الولايات المتحدة. كما أن شوشة شارك في حرب أكتوبر 1973، ونال ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وحصل على دورة كلية الحرب العليا وأركان حرب، والعديد من الفرق في سلاح المشاة، فيما كان يشغل منصب محافظ شمال سيناء عام 2008، ثم شغل منصب محافظ جنوب سيناء في إبريل 2010.