إحباط إسرائيلي من اتفاق إيران ونظام الأسد وتوعّد بإفشاله

إحباط إسرائيلي من اتفاق إيران ونظام الأسد وتوعّد بإفشاله

29 اغسطس 2018
نتنياهو يعزم إفشال اتفاق إيران ونظام الأسد (ليور مزرحي/Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي هددت بإحباط الاتفاق الذي وقعته إيران ونظام بشار الأسد بشأن تنظيم التعاون الأمني بينهما، باتت إسرائيل تعي أن وقتاً طويلاً سيمرّ قبل أن تتمكن من طرد الإيرانيين من سورية، هذا إن كان هذا الهدف قابلاً للتحقيق أصلا.

لقد رأت إسرائيل في الاتفاق بين نظام الأسد وإيران محاولة من الأخيرة لإضفاء شرعية على وجودها العسكري في سورية، وتوفير مسوغ قانوني ينسف المسوغات التي تقدمها تل أبيب لاستهدافه. 

ومما يزيد من الإحباط الإسرائيلي حقيقة أن المزيد من محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، بات يقر بمحدودية الرهان على التنسيق مع روسيا في توفير بيئة تسمح بطرد الإيرانيين من سورية.

وفي السياق، اعترف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، بأن توقيع الاتفاق بين نظام الأسد وإيران يدل على أن المعركة التي تخوضها إسرائيل لطرد الإيرانيين ستكون طويلة. 

وفي مقابلة أجراها معه موقع "يديعوت أحرنوت" ونشرها اليوم، أضاف أردان، العضو في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن: "لقد علمنا أن الإيرانيين لن يرفعوا الراية البيضاء بسهولة، ومن أجل إنجاز مهمة طردهم من سورية يتوجب علينا دائماً جمع معلومات استخبارية دقيقة، كما أن الأمر يتطلب اتخاذ القرارات بحذر شديد بسبب وجود القوات الروسية في سورية"، على حد تعبيره.

ووصف الوزير الإسرائيلي الاتفاق بين إيران ونظام الأسد بأنه "مؤامرة لضمان بقاء القوات الإيرانية بالقرب من الحدود مع إسرائيل"، مشدداً على أن الطرفين توصلا للاتفاق من أجل ضمان منح "شرعية للوجود الإيراني العسكري هناك".

وكما سائر المسؤولين الإسرائيليين الذين علقوا على الاتفاق، فقد توعد أردان بتكثيف الهجمات داخل سورية من أجل إحباط تنفيذ الاتفاق؛ حيث تعهد بـ"جباية ثمن كبير" من نظام الأسد في حال سمح ببقاء القوات الإيرانية في سورية في أعقاب إنجاز مهمة السيطرة على البلاد، وهدد بأن إسرائيل ستضطر لخوض مواجهات داخل سورية "وعلى الأرض التي يسيطر عليها الأسد في حال لم يدرك أننا لن نسلم بالوجود الإيراني هناك".

من ناحيته، اعتبر الجنرال يوسي كوبرفاسور، القائد الأسبق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، أن الاتفاق يمثل دليلا آخر على محدودية الرهان على التنسيق مع روسيا في تحقيق خارطة المصالح الإسرائيلية في سورية.

ونقل موقع المركز اليوم عن كوبرفاسور قوله إنه على الرغم من عوائد التنسيق بين إسرائيل وروسيا، إلا أن موسكو غير قادرة على إخراج القوات الإيرانية من سورية، فضلا عن أن هناك ما يدلل على أن الروس ما زالوا يرون أن متطلبات ضمان استقرار نظام الأسد تفرض إبقاء القوات الإيرانية في سورية.

 

وحذر المتحدث ذاته من تعاظم فرص اندلاع مواجهة شاملة بين تل أبيب وطهران في أعقاب التوقيع على الاتفاق، على افتراض أن إسرائيل ستكثف من هجماتها ضد الوجود الإيراني في العمق السوري، مشددا على ضرورة التعاطي بجدية مع التهديد الإيراني، بالرد على الهجمات الإسرائيلية. 

من ناحيته، قال مصدر سياسي مقرب من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إن الأخير عازم على إفشال الاتفاق بين نظام الأسد وإيران تماما كما "نجح" في إفشال الاتفاق النووي بين الدول العظمى وطهران.

ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم، عن المصدر، قوله إن إسرائيل ستفشل الاتفاق تماماً، كما نجحت في إبطال الاتفاق النووي مع إيران "الذي كان يبدو إبطاله مستحيلا في البداية".

وتعهد المسؤول ذاته باستخدام الوسائل العسكرية والسياسية لإحباط تكريس الاتفاق، مشددا على تصميم تل أبيب على العمل "بكل قوة ضد أية محاولة إيرانية لنقل قوات ومنظومات سلاح متطورة لسورية"، مشيراً إلى أن نتنياهو يرى في إفشال مخطط إيران للتمركز عسكريا في سورية هدفاً استراتيجياً مركزياً.

وأوضح المصدر أن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية على إيران من شأنها أن تسهم أيضاً في تقليص هامش المناورة أمام القيادة في طهران، وتدفعها للانسحاب من سورية.

وفي سياق متصل، نقل موقع "وللا" اليوم الأربعاء عن مصادر سياسية في إسرائيل، قولها إن تل أبيب تشعر بالقلق من موقف الدول الأوروبية إزاء نظام الأسد والوجود الإيراني في سورية. 

وقالت المصادر إن كل المؤشرات تدل على أن الدول الأوروبية لن تتردد في استثمار أموال طائلة في إعادة إعمار سورية، من أجل ضمان توفير ظروف تسمح بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. 

وأشارت المصادر إلى أن ما يفاقم خطورة هذا السيناريو حقيقة أنه يتزامن مع تعاظم المؤشرات على تعاظم الارتباط بين نظام الأسد وإيران، محذرة من أن النظام قد يستغل أموال الدعم الأوروبي في استعادة ترسانته العسكرية.

 

المساهمون