ماي "تهدئ" اليمين البريطاني بشأن بريكست قبيل جولة أفريقية

ماي تهدئ اليمين البريطاني بشأن بريكست: الخروج دون اتفاق ليس نهاية العالم

28 اغسطس 2018
جولة ماي تشمل ثلاث دول أفريقية (كارل كورث/Getty)
+ الخط -

قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، اليوم الثلاثاء، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق لن يكون "نهاية العالم"، وإنها على ثقة في "قدرة بريطانيا على النجاح والازدهار". 

ووردت تصريحات رئيسة الوزراء، خلال حديثها للصحافيين على متن الطائرة التي أقلتها لجنوب أفريقيا، في أولى محطات جولتها التي تشمل ثلاث دول أفريقية وتستغرق خمسة أيام، بعد أن كان وزير المالية، فيليب هاموند، قد حذر نهاية الأسبوع الماضي من أن البريكست من دون صفقة سيؤدي إلى فجوة في الميزانية البريطانية قدرها ثمانون مليار جنيه إسترليني خلال العقد المقبل. 

وأقرّت ماي بأن مثل هذا الوضع "لن يكون نزهة"، ولكنها أصرت على أن بلادها قادرة على تحقيق النجاح الاقتصادي في مثل هذا الوضع غير المسبوق. 

وتسعى ماي لتهدئة روع مؤيدي البريكست المتشدد في صفوف حزبها، والذين ثارت ثائرتهم على خلفية تصريحات هاموند، إذ يتهمونه بمحاولة تقويض عملية البريكست من خلال تخويف البريطانيين من تبعاته.

وتسعى رئيسة الحكومة البريطانية، منذ الانتخابات العامة السنة الماضية، لكبح جماح متطرفي البريكست في حزبها، والذين يدفعون موقفها من بريكست إلى التطرف بمزايدتهم المستمرة وهم خارج مواقع المسؤولية، على ضرورة استعادة بريطانيا "استقلال قرارها" وعدم خضوعها لـ"الوصاية الأوروبية". 

ودفعت الضغوط رئيسة الوزراء إلى القول إن جولتها الحالية في القارة الأفريقية ستهدف لضمان أن تكون المساعدات الخارجية البريطانية متماشية مع "الأولويات الأمنية الوطنية الأكبر"، بالإضافة إلى التخفيف من وطأة الفقر وتحسين ظروف مواطني الدول الأفريقية التي ستقوم بزيارتها. 

ونأت ماي بنفسها عن الأرقام التي اعتمد عليها وزير المالية في توقعاته لمستقبل الاقتصاد البريطاني، حيث علقت بأنها تعتقد أن الوزارة اعتمدت أرقاماً تعود لبداية العام الحالي، ووصفتها بأنها "كانت في إطار التطوير في ذلك الوقت". 

كما نفت ماي تصريحات نائبها ديفيد ليدينغتون، والتي قال فيها إن مفاوضات بريكست لن تكتمل في موعدها المحدد في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وقالت إن الحكومة البريطانية تعمل بناء على الموعد المحدد، لأنه "من وجهة نظرنا هناك تشريعات يجب أن نقوم بتمريرها في البرلمان" لإتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس/ آذار المقبل.


 

وكان رئيس الوفد الأوروبي المفاوض، ميشيل بارنييه، قد أكد الأسبوع الماضي أن المباحثات قد تمتد حتى نوفمبر/ تشرين الثاني.

كما تجنبت ماي الإفصاح عن نتيجة مفاوضاتها الخاصة مع القادة الأوروبيين، حيث حاولت جهدها التليين من موقفهم من أجل الحصول على دعمهم لصالح "خطة تشيكرز" التي طرحتها الشهر الماضي. 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وجه ضربة لهذه الآمال عندما رفض تفضيل العلاقة مع بريطانيا على حساب نجاح الاتحاد الأوروبي وتكامله، وتعهد بـ"حمايته مهما كان الثمن". 

ومن جهتها، تسعى ماي لدعم حظوظ بلادها في مرحلة ما بعد بريكست، حيث ستستغل جولتها الأفريقية، والتي تشمل جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا، لتعزيز علاقات بلادها التجارية معها. 

وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس وزراء بريطاني إلى أفريقيا جنوب الصحراء منذ زيارة ديفيد كاميرون لجنوب أفريقيا لحضور جنازة زعيمها الراحل نيلسون مانديلا. 

وتسعى رئيسة الوزراء البريطانية لأن تصبح بلادها أكثر الاقتصادات السبعة الكبرى استثماراً في القارة الأفريقية، حيث دعت القطاع الخاص البريطاني إلى زيادة استثماراته لتتجاوز الولايات المتحدة، وتبقى أمام فرنسا. 

وقالت ماي: "أود أن أرى بريطانيا بحلول عام 2022 في صدارة الدول السبع الكبرى من حيث الاستثمار في أفريقيا، بحيث تكون شركات القطاع الخاص البريطاني في الصدارة". 

ويتوقع أن تلتزم ماي بنسبة 0.7 المائة من الناتج المحلي الإجمالي البريطاني للمساعدات الخارجية، والتي كان حددها ديفيد كاميرون، ولكنها ستسعى لتجنب الانتقادات من جانب حزبها لتصور هذه المساعدات على أنها "استثمار في مستقبل بريطانيا وأمنها بعد بريكست". 

المساهمون