المرزوقي عن الأزمة التركية: واشنطن تريد توابع في المنطقة

المرزوقي عن الأزمة التركية: واشنطن لا تريد حلفاء وإنما توابع

19 اغسطس 2018
المرزوقي: الرهان يكمن بتحديد مصير المنطقة (جون ماكدوغال/فرانس برس)
+ الخط -
علّق الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، على الأزمة بين أنقرة وواشنطن، معتبراً أنّ "الإدارة الأميركية لا تريد حلفاء أو أصدقاء، وإنما توابع وملحقات"، مشيراً إلى أنّ مصير المنطقة " تتنازعه رغبة الشعوب في الحرية، ورغبة الدول الكبرى في إخضاعها".

ورأى المرزوقي، في مقابلة مع "الأناضول"، اليوم السبت، أنّ قصّة القسّ الأميركي أندرو برانسون "مجرد ذريعة"، معتبراً أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، "كانت ستجد عذراً آخر للهجوم على تركيا".

وتُطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن برانسون، الذي وضع قيد الإقامة الجبرية في تركيا، بعد اعتقاله عاماً ونصف العام، لاتهامه بـ"الإرهاب" و"التجسس".

وأوقف القس المتحدر من كارولاينا الشمالية، والمقيم في تركيا منذ عشرين عاماً، في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2016، في إطار حملات تطهير نفّذتها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب في يوليو/تموز من العام نفسه.

وقال المرزوقي إنّ "الموقف التركي يمثّل موقف دولة مستقلّة ذات أنفة، وأعتقد أنّ هذا سيزيد من الأزمة، فالإدارة الأميركية لا تريد حلفاء أو أصدقاء، وإنّما توابع وملحقات وهذا لن تجده في تركيا".

وفي قراءة لأبعاد الأزمة، رأى المرزوقي الذي تولّى رئاسة تونس بعد الثورة بين عامي 2011 و2014، أنّ "الرهان يكمن في تحديد مصير المنطقة، والأخير تتنازعه رغبة الشعوب في الحرية والتنمية العادلة، ورغبة الدول الكبرى في إخضاعها لمصالحها".

وتابع رئيس تونس السابق: "ما أظهرته القوى المعادية لتحرّر الشعوب من وحشية في سورية واليمن وليبيا ومصر، يظهر أنّها لن تتراجع أمام أي عمل، لكن أسنانها ستتكسّر على إرادة شعوبنا".

وفي ذات الصدد، أعلن أنه يتفق مع التحليلات القائلة إنّ "الصراع القائم بين واشنطن وأنقرة هو صراع اقتصادي يتعلق برغبة الغرب في السيطرة، ومنع العالم العربي والإسلامي من اكتساب التقنيات وناصية العلم والتقدم".


ورجّح المرزوقي أنّ عالماً آخر "قد يكون بصدد التشكّل تحت أعيننا، لكنّ الفاعل الرئيسي في هذا التغيير ليس العالم العربي ولا الإسلامي وإنما الصين وغداً الهند".

هذا التوجه اعتبره الرئيس التونسي السابق، "أعمق من أن توقفه مناورات ترامب ولا عقوباته الاقتصادية التي تعود على بلاده بالضرر أكثر مما تعود بها على الصين".

ودخلت رسوم أميركية بنسبة 25 بالمائة على 34 مليار دولار من الواردات الصينية حيز التنفيذ في 6 يوليو/تموز الماضي، مستهدفة 818 سلعة، وردّت الصين بفرض رسوم مماثلة على سلع أميركية، وسط تحذيرات خبراء من اندلاع حرب اقتصاية بين واشنطن وبكين.

(الأناضول، العربي الجديد)