تظاهرات في البصرة تزامناً مع تشييع أحد قتلى الاحتجاجات

توتر في البصرة وتظاهرات تزامناً مع تشييع أحد قتلى الاحتجاجات

16 اغسطس 2018
انتشار أمني مكثف(حيدر علي/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت مناطق عدّة من محافظة البصرة جنوب العراق تظاهرات حاشدة، صباح اليوم الخميس، بالتزامن مع بدء تشييع أحد المتظاهرين الذي قتل، أمس، عقب اعتقاله من قبل قوات الأمن، ويقول ذووه إنه تعرض لتعذيب على يد قوات تابعة للجيش العراقي.

وقال شهود عيان في البصرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الآلاف شاركوا بتشيع المواطن حارث السلمي 21 عاماً، الذي توفي، أمس، بعد اعتقاله وتعرضه للضرب بآلة حادة على رأسه أثناء فض الجيش اعتصاما نظمه المتظاهرون في منطقة قرب حقل القرنة النفطي شمال البصرة.

وشارك في التشييع الذي تحول فيما بعد إلى تظاهرة واسعة، شيوخ وزعماء قبائل وأعيان البصرة، الذين طالبوا بـ"طرد قادة الجيش وفتح تحقيق سريع للكشف عن المتورطين في الجريمة".

وقال رئيس عشيرة "آل كشكول"، الشيخ ذياب الحجاج، إنّ "الضحية تعرض للتعذيب بعد اعتقاله من قبل قيادة عمليات البصرة والقوات الأمنية الأخرى، إثر اقتحام موقع الاعتصام أمام حقل القرنة وحرق خيمتهم فضلاً عن حرق الدراجات النارية العائدة للمعتصمين".

وحذّر الحجاج، في كلمة له خلال التشييع، "من مغبة حصول فتنة كبيرة لا تحمد عقباها على خلفية الجريمة".

في هذه الأثناء، قالت قيادات بارزة في التظاهرات، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهالي البصرة يستعدون للخروج بتظاهرات واسعة في حال صدور التقرير الطبي النهائي بخصوص أسباب وفاة المتظاهر، حارث السلمي".

بدوره، قال الناشط أحمد العودة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية تنتشر في بلدة الهوير شمالي البصرة، وهي المنطقة التي يسكنها أهالي الفقيد، كما أنّ قوة من الجيش طوقت المنطقة وتعمل على تفتيش الداخلين والخارجين منها، فضلاً عن انتشارها بعدة مناطق أخرى".

وأشار إلى أنّ "الوضع الأمني مرتبك في غالبية مناطق المحافظة، وأنّ الانتشار الأمني غير مسبوق"، مؤكدًا أنّ "مئات المتظاهرين ينتظرون الإشارة للخروج بتظاهرات في عموم المحافظة".

من جهتها، انتقدت عضو مجلس محافظة البصرة، بسمة السلمي، "طريقة تعامل قيادة العمليات والقوات الأمنية" مع المعتصمين أمام حقل القرنة.

وقالت السلمي، في تصريح صحافي، إنّ "القوات أزالت خيم المعتصمين بالقوة، وقد تعرض المعتصمون إلى الضرب على يد تلك القوات".

وأضافت أنّ "المتظاهر حارث السلمي توفي إثر ضربات على رأسه من قبل أحد الضباط"، مؤكدة أنّ "شيوخ العشائر تسعى حالياً لتهدئة الوضع في المحافظة".

إلى ذلك، وصلت لجنة لتقصي الحقائق من قبل مفوضية حقوق الإنسان العراقية، إلى البصرة، إذ ستعمل على التحقيق في حادث وفاة المتظاهر العراقي، وكتابة تقرير عن الأسباب، ورفعه إلى الجهات المسؤولة.

وتجري اللجنة حالياً، لقاءات مع المتظاهرين، وذوي الفقيد، وعناصر أمن، فضلاً عن لقاءاتها مع الأطباء المختصين في مستشفى الفيحاء، والذين أشرفوا على حالة المتوفى.

وفي سياق التظاهرات، تتواصل الاعتصامات في محافظة المثنى، والتي دخلت يومها التاسع عشر. ويطالب المعتصمون من أبناء المحافظة وشيوخ عشائرها، بتحسين مستوى الخدمات، ومحاسبة الفاسدين.

وأخفق وفد مرسل من قبل الحكومة، في التفاوض مع المعتصمين، إذ لم يقدم لهم شيئاً جديداً، وطلب منهم فض الاعتصام، لكنهم رفضوا ذلك، مطالبين بتنفيذ شروطهم قبل أي حوار.

وتشهد مدن جنوب ووسط العراق التسع تظاهرات حاشدة منذ 42 يوماً، تطالب بتوفير الخدمات وإيجاد فرص عمل للعاطلين والتخفيف من حدة الفقر في المدن الجنوبية والقضاء على الفساد الذي يؤكدون استفحاله، أخيراً، متهمين الأحزاب الدينية بالجنوب في التورط بملف الفساد.

المساهمون