خطوات المبعوث الأممي للصحراء.. المغرب حذر و"البوليساريو" ترحب

خطوات المبعوث الأممي للصحراء.. المغرب حذر و"البوليساريو" ترحب

15 اغسطس 2018
المحادثات تراوح مكانها (ساشا ستينباك/ Getty)
+ الخط -

بعد تقديم تقريره في جلسة مغلقة أمام مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، حول زيارته الأخيرة إلى الصحراء والجزائر وموريتانيا، يستعد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء هورست كوهلر، لتوجيه دعوات إلى أطراف النزاع في سبتمبر/ أيلول المقبل، بهدف التمهيد لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ 2012.


وفي الوقت الذي لم يصدر أي موقف رسمي من المغرب حول خطوات كوهلر الأخيرة، كما أنه يتخذ ردود فعل يصفها مراقبون بالحذرة حيال طريقة تدبير الملف، رحبت جبهة "البوليساريو"، المُطالِبة بانفصال الصحراء عن سيادة المملكة، بمبادرات المبعوث الأممي.

وأبدى منسق جبهة "البوليساريو" مع الأمم المتحدة، امحمد أخداد، تفاؤله بشأن وجود "نية واضحة لمجلس الأمن الدولي للتقدم إلى الأمام في مسار تسوية النزاع في الصحراء". كما اعتبر رئيس ما يسمى بـ"البرلمان الصحراوي"، خاطري أدوه، أن "القضية الصحراوية أصبحت تحتل صدارة الاهتمام على المستوى الدولي، منذ تعيين كوهلر الذي أعطى ديناميكية جديدة لمسار تسوية النزاع".

وينظر المغرب بعين "حذرة ويقظة" إلى تطورات مسار ملف الصحراء الذي يمسك به المبعوث الأممي، وفي هذا الصدد، قال الباحث في قضايا الساحل والصحراء، عبد الفتاح الفاتحي، إن "كوهلر ينطلق من خلفية تقليدية في فهم بعض القرارات الدولية بخصوص نزاع الصحراء المفتعل".

وأفاد الفاتحي في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن "كوهلر يسعى إلى تنميط معادلة النزاع في طرفيين أساسيين، فيما يريدها المغرب ثلاثية الأطراف، أو بالأحرى جعل التفاوض مغربيا جزائريا صرفا"، مشيراً إلى أن الرباط تعتبر "البوليساريو" ليست مستقلة في قراراتها، وأنها كيان وهمي لا يمكن مساواته بدولة ذات سيادة.

كما اعتبر المتحدث أن "كوهلر الذي يحاول تجسيد البراغماتية الألمانية، مهووس بإيجاد حل سياسي سريع، ولذلك لم يرد أن يتعاطى مع النازلة بحسب التطور الذي تعرضت له، وفق المتغيرات الدولية والإقليمية، وتبعا لمدلول الواقعية التي وردت في قرارات مجلس الأمن الأخيرة حول الصحراء".

ولفت الفاتحي إلى أن المبعوث الأممي إلى منطقة الصحراء يتعاطى مع النزاع باعتباره يخص إقليما غير متمتع بحكم ذاتي، وأن عملية التفاوض لا بد أن تكون ثنائية الأطراف، حيث إن كل القرارات تشير إلى أن النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو".

وأضاف "يعتبر كوهلر أن إحداث أي تغيير في الأطراف، سيترتب عنه بالضرورة تأخير في سير الملف نحو الأمام، خاصة أن الجزائر تصر على أنها غير معنية بقضية الصحراء، وتشدد على ضرورة أن يشمل الحل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".

ورأى أن دعوة كوهلر خلال تقديم إحاطته في جلسة مجلس الأمن، للمغرب و"البوليساريو" إلى المفاوضات كطرفين رئيسيين، هي خطة تخدم "خصوم المغرب".



واسترسل المحلل ذاته بأن هذا المعطى يتجسد في ترحيب "البوليساريو" والجزائر بإحاطة كوهلر أمام مجلس الأمن الدولي، فيما لم يصدر عن المغرب أي رد فعل على ذلك، بل "استبق أي تصور لشكل ومعايير التفاوض لا يشمل الجزائر طرفا رئيسيا"، مبرزا أن "الرباط ترفض الانخراط في أي مفاوضات بهذا الشكل".