الأمم المتحدة تنتظر تحقيقاً مستقلاً في مجزرة "التحالف" بصعدة

الأمم المتحدة تنتظر تحقيقاً مستقلاً في مجزرة "التحالف" بصعدة اليمنية

10 اغسطس 2018
هجوم التحالف خلّف مجزرة بالأمس (فرانس برس)
+ الخط -
دعت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، إلى إجراء "تحقيق مستقل" في مقتل أطفال، من جرّاء هجوم استهدف حافلتهم في محافظة صعدة شمالي اليمن.

وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحافي، إن "الأمم المتحدة تنتظر من السلطات الموجودة على الأرض في صعدة (لم يسمها) أن تجري مثل هذا التحقيق المستقل، وستدرس الأمم المتحدة نتائجه، ثم تقرر الخطوة المقبلة".

وحول مجريات الجلسة، قالت السفيرة البريطانية في مجلس الأمن، كارين بيرس، إن المجلس "أنهى اجتماعه المغلق حول اليمن، الذي استمع فيه إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة حول الهجوم الأخير في صعدة، الذي أدى إلى مقتل عددٍ كبير من المدنيين، بمن فيهم أطفال".

وعبّر أعضاء المجلس عن قلقهم وناشدوا القيام بتحقيق نزيه وشفاف. كذلك ناشد أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف الالتزام بالقانونين الدولي والإنساني. وأكد أعضاء المجلس مجدداً أن الحل في اليمن هو حل سياسي وطالبوا بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وبياناته ذات الصلة، بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2216".

وأضافت السفيرة البريطانية أن "أعضاء المجلس عبّروا عن دعمهم التام لمجهودات ممثل الأمين العام لليمن، مارتن غريفيث، واجتماعات جنيف المفترض عقدها الشهر المقبل. وأكد أعضاء المجلس مجدداً على التزامهم بوحدة الأراضي اليمنية الكاملة". 

وجاءت أقوال السفيرة البريطانية خلال مؤتمر صحافي عقدته أمام مقر مجلس الأمن في نيويورك، بصفتها رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي.

ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" حول إذا ما كان المجلس قد حدّد الجهة التي يجب أن تحقق في ضربات "التحالف" بقيادة السعودية والإمارات، قالت السفيرة البريطانية إن "ما يهمنا هو أن يكون التحقيق شفافاً ومحايداً، ومن ثم سيقوم المجلس بالعمل على الخطوات المستقبلية التالية، وإذا تم أي تحقيق من دون أن يكون شفافاً ونزيهاً، فإن المجلس يريد أن ينظر في تفاصيل ذلك". وأوضحت أن "المجلس لم يحدد الجهة التي يجب أن تحقق. سيقوم المجلس بالتشاور مع الأمم المتحدة للنظر في تفاصيل والإمكانيات المتاحة للتحقيق".

 وكان مجلس الأمن قد عقد، اليوم الجمعة، جلسة مغلقة لمناقشة مقتل عشرات اليمنيين، بينهم 29 طفلاً، في المجزرة التي خلّفها هجوم لـ"التحالف العربي"، بقيادة السعودية والإمارات، أمس الخميس، على حافلة مدنية في صعدة اليمنية، التي سقط خلالها أيضاً نحو 77 جريحاً.


وعُقد الاجتماع بطلب من بوليفيا وهولندا وبيرو وبولندا والسويد، وهي دول غير دائمة العضوية في المجلس.

وفي وقت سابق، قالت مساعدة مندوب هولندا في الأمم المتحدة ليز غريغوار-فان هارن للصحافيين: "لقد شاهدنا صور الأطفال القتلى"، معتبرة أن "الأمر الأساسي الآن هو إجراء تحقيق نزيه ومستقل".

يأتي ذلك بعد أن أعلن "التحالف"، اليوم، التحقيق في الهجوم الذي استهدف الحافلة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مسؤول رفيع المستوى في التحالف، لم تذكر اسمه.

وقال المسؤول إن "قيادة التحالف اطلعت على ما تداولته وسائل الإعلام وبعض من المواقع التابعة للمنظمات الإغاثية العاملة في اليمن بشأن إحدى عمليات قوات التحالف في صعدة، وما ذُكر حول تعرّض حافلة ركاب لأضرار جانبية جراء تلك العملية".

وأضاف أن "قيادة التحالف وجهت بإحالة ذلك بشكل فوري إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث (تابع للتحالف)، للتحقق من ظروف وإجراءات تلك العملية والإعلان عن النتائج في أسرع وقت".

من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إنه يشعر بـ"صدمة شديدة جراء المأساة المروّعة" التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، يوم الخميس، في صعدة، بما في ذلك أطفال دون سن الخامسة عشرة.




وأضاف غريفيث، في بيان وزّعه مكتبه يوم الجمعة، وحصل "العربي الجديد" على نسخة منه، حول المجزرة التي راح ضحيتها العشرات، أغلبهم أطفال، "قلبي مع أهالي الضحايا الذين لقوا حتفهم".

وتابع "يجب أن يحثنا هذا جميعًا على بذل مزيد من الجهود لإنهاء النزاع من خلال حوار شامل بين اليمنيين". وعبّر عن أمله في أن تشارك جميع الأطراف بشكل بنّاء في العملية السياسية، بما في ذلك "المشاورات المقرر إجراؤها في جنيف في سبتمبر/ أيلول المقبل". ​

ميدانيًا، أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، عبر قناة "المسيرة" التابعة لها، إطلاق صاروخ باليستي من طراز "بدر 1" على معسكر الجربة السعودي في ظهران عسير، في حين ذكرت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت صاروخين باليستيين أُطلقا على منطقة جازان.