مصر تجهز الجدار العازل في سيناء: مشاريع "صفقة القرن"؟

مصر تجهز الجدار العازل في سيناء: مشاريع "صفقة القرن"؟

10 يوليو 2018
زار كوشنر الشرق الأوسط الشهر الماضي (أليكس وونغ/Getty)
+ الخط -
أفادت مصادر سياسية مصرية لـ"العربي الجديد"، بأن "الجيش الثاني الميداني بدأ في تنفيذ تعليمات جديدة متعلقة بشمال سيناء خلال الأيام القليلة الماضية، في ضوء تفاهمات سياسية إقليمية متعلقة بتلك المنطقة ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسوية القضية الفلسطينية المعروفة باسم صفقة القرن".

وأوضحت المصادر أن "القوات المسلحة بدأت في تنفيذ عدد من الإنشاءات والإجراءات على أرض الواقع، من شأنها فصل المنطقة المستهدف إقامة عدد من المشاريع عليها ضمن الخطة وعزلها عن باقي المناطق المحيطة". وأشارت إلى أن "المرحلة الحالية ضمن المخطط المحدد تتضمن إقامة جدار عازل حول المنطقة التي تشمل مطار العريش، والمنطقة الصناعية القديمة، إضافة إلى بعض القرى من بينها السلام والحباين". ولفتت إلى أن "كافة المناطق داخل الجدار العازل الجديد، تم بالفعل إخلاؤها تماماً من السكان، والزراعات والمنشآت تحت دعوى إخلاء حرم المطار في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي استهدف وزيري الدفاع والداخلية السابقين صدقي صبحي ومجدي عبد الغفار، مطلع العام الحالي"، موضحة أن "الغالبية العظمى من المزارع تم تجريفها، وكذلك المنشآت الموجودة بالمنطقة الصناعية القديمة".

والتقى أخيراً صهر الرئيس الأميركي، كبير مستشاريه جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص لترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، الرئيسَ المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس جهاز الاستخبارات اللواء عباس كامل في 21 يونيو/حزيران الماضي، خلال جولة شملت مصر والسعودية والأردن وقطر وإسرائيل. وبحث الوفد الأميركي التصورات المتعلقة بصفقة القرن والعقبات التي تواجهها قبل الإعلان الرسمي عنها.

وبحسب مصادر تحدثت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، إن "كوشنر وغرينبلات بحثا مع السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس التصورات المتعلقة بسيناء ضمن صفقة القرن، وإدخال تعديلات بشأن مقترحات سابقة متعلقة بتلك المنطقة، وفي مقدمة تلك التعديلات استبدال مبدأ تبادل الأراضي، بتحويل سيناء منطقة تجارة وصناعة حرة يقام عليها عدد من المشاريع المتعلقة الصناعية والتجارية، لخدمة قطاع غزة في إطار خطة أوسع لإعلان دولة فلسطينية على حدود غزة والأراضي التي لم تلتهمها المستوطنات في الضفة الغربية، وبعض البلدات من القدس المحتلة". وفي أعقاب تلك الزيارة، أصدر البيت الأبيض بياناً ذكر فيه أن "كوشنر وغرينبلات ناقشا زيادة التعاون بين الولايات المتحدة ومصر، والحاجة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وجهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لتيسير إقرار السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".



من جهته، اعتبر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، أن "السيسي أكد دعم مصر الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة، وذلك طبقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، تكون فيه القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، مستعرضاً في هذا الإطار الجهود التي تبذلها مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع في غزة، وما تقوم به من إجراءات لتخفيف المعاناة التي يتعرض لها سكان القطاع ومنها فتح معبر رفح طوال شهر رمضان".

وجاء حديث المصادر السياسية لـ"العربي الجديد" بشأن بدء القوات المسلحة في عزل المنطقة المستهدف إنشاء المشاريع الخاصة بصفقة القرن عليها في شمال سيناء، في وقت وجّهت فيه الاستخبارات العامة المصرية الدعوة إلى قيادة حركة "حماس" للمجيء إلى العاصمة القاهرة للبحث في المصالحة الفلسطينية والاتصالات الدولية لإنعاش قطاع غزة".

وقال القيادي في الحركة طاهر النونو، في تصريحات إعلامية إن "حركته تلقت دعوة من الاستخبارات العامة المصرية لزيارة القاهرة لبحث التطورات الفلسطينية"، مؤكداً أن "وفداً رفيع المستوى من الحركة سيلبّي الدعوة، فيما تقوم بمصر باتصالات واسعة مع الأطراف الأممية والإسرائيلية والأميركية بشأن تنفيذ مشاريع لإنعاش قطاع غزة".

وعمل النظام المصري خلال الفترة الأخيرة على توسيع المنطقة العازلة مع قطاع غزة حتى بلغ عمقها 5 كيلومترات بطول 14 كيلومتراً، في وقت فتحت الحكومة المصرية اعتماداً إضافياً في الموازنة الجديدة للدولة، اشتمل على مصاريف خاصة بتعويضات لأهالي سيناء. في إشارة واضحة إلى توسيع المناطق المقرر إخلاؤها خلال الفترة المقبلة.

وتضمن التصور المحدد لسيناء ضمن صفقة القرن، بحسب مصادر تحدثت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، حزمة مشاريع اقتصادية وتجارية مخصصة لخدمة قطاع غزة، "تقدّر المرحلة الأولى منها بنحو 3 مليارات دولارات تتعهّد دول خليجية للرئيس الأميركي بتحمل تكلفتها بالكامل، وتشتمل على إقامة محطة عملاقة لتوليد الكهرباء بالعريش بتكلفة تصل إلى نحو 500 مليون دولار، إضافة إلى ميناء بحري على الساحل الملاصق لقطاع غزة، وتخصيص مصر مطار العريش ليكون مخصصاً لخدمة أهالي القطاع، أو الدولة الفلسطينية، كما يراها ترامب ومستشاروه".



المساهمون