ملامح الصراع تتجدّد في كركوك: ترقب لنتائج العد والفرز

ملامح الصراع تتجدّد في كركوك: ترقب لنتائج العد والفرز

05 يوليو 2018
جل الأطراف غير راضية عن الانتخابات (مكرم غريب/ الأناضول)
+ الخط -

لم تكد محافظة كركوك المتنازع عليها تشهد هدوءاً نسبياً خلال فترة سابقة، حتى بدأت ملامح الصراع تبرز فيها من جديد مع بداية إعادة العد والفرز لنتائج الانتخابات، التي حصل الكرد في نتائجها الأولية على حصة الأسد، ليبدأ اليوم حراك وتحشيد يؤشران إلى فترة حرجة تقبل عليها المحافظة.

وقال مسؤول محلي في كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تداعيات العد والفرز بدأت تظهر في المحافظة، إذ إنّ جميع الجهات السياسية والمكوناتية ترفض أي نتائج لا تتطابق مع طموحاتها"، مشيراً إلى أنّ "هذا التوجه خطير للغاية، وينذر ببداية صراع جديد في المحافظة".

واعتبر أنّ "النتائج التي سيفرزها العد والفرز، كيفما كانت، فإنها ستكون بداية لأزمة جديدة في المحافظة، ستؤثر على التعايش السلمي فيها"، مشيرا إلى أنّ زعيم "تحالف الفتح"، هادي العامري، عقد اجتماعاً مع قيادات "الحشد الشعبي" في كركوك، أمس، ركز خلاله على التغييرات التي ستطرأ على نتائج الانتخابات وتأثيراتها على المحافظة.

وأوضح أنّ "العامري أصدر توجيهاته إلى قيادات الحشد بضرورة الانتشار في المحافظة، والسيطرة على وضعها الأمني، في حال حدث تغيير بنتائج الانتخابات، ورفضته أي جهة كانت، كما اتفق أيضا على ترتيب وضع قوات الحشد في كركوك، وتوزيعها بشكل يضمن إحباط أي تحرك قد يؤثر على أمنها".

كما لفت إلى أنّ "العامري وضع قوات الحشد والمؤيدين للفتح في حالة استعداد للتظاهر من جديد ورفض نتائج العد والفرز، في حال لم تتغير النتائج ولم يتم الحصول فيها على مقاعد لتحالف الفتح"، مبينا أنّ "كل ذلك يقابله أيضا تحشيد من المكونات الأخرى، كعرب وكرد وتركمان، الأمر الذي ينذر بخطر تتجه نحوه المحافظة".

وترفض القيادات التركمانية إجراء العد والفرز الجزئي بكركوك، مطالبة بعد وفرز شامل لكل صناديق الاقتراع. وقال القيادي التركماني، فوزي أكرم ترزي، في تصريح صحافي، إنّ "نتائج العد والفرز التي بدأت في كركوك، أظهرت، حتى الآن، فرقا شاسعا بنتائج الانتخابات"، مبينا أنّ "العد والفرز قليل جدا، حيث شمل 24 محطة فقط، ضمن عدد 2243 من المحطات المطعون بها".

وشدّد على أنّ "عدم التطابق يدعونا إلى المطالبة بالعد والفرز الشامل في جميع المحطات الانتخابية".

ويرفض الأكراد في الوقت ذاته، أي تغيير يسلب منهم مقاعدهم البرلمانية. وفي السياق، قال القيادي في حزب الطالباني، محمد حسن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك جهات سياسية تسعى لتغيير نتائج انتخابات كركوك وسلب مقاعد الكرد".

وأكد أنّ "الكرد لن يقبلوا بسلب حقوقهم، وسنتخذ كافة الإجراءات القانونية، في حال أي تجاوز على حقوقنا".


وبدأت إعادة العد والفرز لنتائج الانتخابات في محافظة كركوك، أول أمس الثلاثاء، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار مكثف للقوات الأمنية في عموم المحافظة.