الصدر يجدد رفضه "إدارة العراق من خارج الحدود"

الصدر يتحدث مجدداً عن رفض "إدارة العراق من خارج الحدود"

05 يوليو 2018
العراق يشهد مناوشات سياسية كثيرة (حيدر حمداني/ فرانس برس)
+ الخط -

للمرة الثانية في غضون 48 ساعة، عاود زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، الحديث عن وجوب أن يكون القرار عراقياً خالصاً وعدم سماحه بأن تدار البلاد من الخارج.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تسريبات أوساط سياسية عراقية حول وجود ضغوط متزايدة من إيران، حيال الإعلان عن الكتلة الكبرى وقبول الصدر بالتسوية التي تعيد الكتل الشيعية مجدداً في تحالف طائفي واحد لتشكيل الحكومة الجديدة، بينما قلل مراقبون من قدرة الصدر على الحد من هذا التدخل.

وقال الصدر في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنه "لن يسمح بأن يدار العراق من خلف الحدود.. شمالاً أم جنوباً.. شرقاً أم غرباً".

وأضاف أنّ "العراق سيُدار بسواعد عراقية، وطنية خالصة، وبتحالفات نزيهة، عابرة للمحاصصة".



ويعد هذا التصريح في غضون 24 ساعة للصدر، والذي يعبّر فيه عن خشيته من التدخلات الخارجية في البلاد، والتي تصاعدت أخيرا، مع مساعي تشكيل الكتلة الكبرى التي ستشكل الحكومة المقبلة.

وقال الصدر في تغريدة سابقة له، أول أمس الثلاثاء: "متى يكون القرار عراقيا؟، ولا ننتظر القرار من الخارج شرقا أو غربا".



ويقود "تحالف سائرون" التابع للتيار الصدري مفاوضات تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى التي يمنحها الدستور حق ترشيح رئيس الوزراء الجديد.

وفي السياق، قال عضو بارز في التحالف لـ"العربي الجديد"، إنّ "تصريحات الصدر بسبب الضغط الإيراني، وهو يريد إيصال رسالة لأنصاره بأنه يتعرض لضغوط كبيرة، وأن هناك تدخلاً كبيراً لأن يكون القرار من الخارج وليس عراقياً"، مبينا أنّ "الصدر لا يريد هذا التدخل، ولا يريد إعادة التحالف الشيعي كونه سيفقده الكثير من شعبيته".

وأوضح أنّ "الصدر ليس متوافقا مع إيران بشكل كامل، كما هو الحال مع زعيم تحالف الفتح هادي العامري، وزعيم دولة القانون نوري المالكي، وأنّ الدعم الإيراني للأخيرين يقلق الصدر بشكل كبير".

ولفت المتحدث إلى أن "إيران حالياً لا تقبل أن يذهب الصدر إلى المعارضة، لأن الأمر سيبدو مفضوحاً، وأن إيران هي من تدير العراق، وأيضاً لا تريده أن يشكل الحكومة كما يريد، بل تريده مشاركاً ضمن الحكومة إلى جانب الكتل الشيعية الأخرى، وضمن المحاصصة الطائفية التي درجت عليها حكومات ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق".

وأكد أنّ "موضوع الوقوف بوجه الإرادة الإيرانية أكبر من الصدر، ولن يستطيع وقفه ولا تحجيم دورها، بخاصة وأنّ تحالفه سائرون لا يمكنه تشكيل الكتلة الكبرى من دون التحالفات الكبيرة الأخرى".

إلى ذلك، أشار مراقبون، إلى خطورة المرحلة المقبلة في العراق، مع توجه الكتل الكبيرة للاستعانة بجهات خارجية للحصول على دعمها، مقللين من إمكانية الصدر بتشكيل تحالف عابر للمحاصصة.

وقال الخبير السياسي، نافع عبدالله، لـ"العربي الجديد"، إنّ "استعانة كتل التحالف الوطني السابق بإيران من جديد، منحتها فرصة مؤاتيه لفرض إرادتها على البلاد"، مبينا أنّ "موضوع الكتلة الكبيرة تم حسمه داخل الغرف الإيرانية، وأنّها(طهران) ستدير العراق وحكومته المقبلة بشكل كامل".

واعتبر أنّ "حديث الصدر عن كتلة عابرة للطائفية، لا يعدو كونه حديثا للاستهلاك الإعلامي فقط، فالواقع السياسي يدلل على أنّ حلم تجاوز المحاصصة أصبح شيئا من الماضي".



ويؤكد مراقبون، أنّ أزمات تشكيل الحكومة بالعراق لا يمكن تجاوزها إلا من خلال التدخل الخارجي، وأنّ هذا السيناريو يعاد من جديد في البلاد كما حدث على مدى الدورات البرلمانية السابقة.