ذيل الأسد

ذيل الأسد

23 يوليو 2018
ترامب خلال توقيعه على الانسحاب من الاتفاق النووي(فرانس برس)
+ الخط -
تروي حكاية المثل الذي استخدمه الرئيس الإيراني حسن روحاني في تهديد نظيره الأميركي دونالد ترامب، والذي يقول "لا تلعب بذيل الأسد"، أن ملك الغابة كان ضجراً من شدة الحر، فلجأ إلى ظل شجرة علّه يغط في النوم، أغلق عينيه لكن صوت الذباب من حوله ظل يقطع قيلولته، وإلى جانب الشجرة ذاتها كان فأر يعيش في جحره بعيداً من الحر والذباب، خرج منه مفعماً بالنشاط ليجد الأسد مغلقاً عينيه أمامه، ورآه وهو يحرك ذيله فأدرك أنه لا يغط في نوم عميق، مع ذلك صعد على ظهره، التف من حوله، حاول الإمساك بذيله، والأسد الضجر يشعر بكل ذلك لكنه لم يتحرك من مكانه، فلا طاقة لديه لمواجهة فأر صغير. مرت ساعات والفأر مستمتع باللعب إلى أن قرر الأسد النهوض وأمسك بالقارض الصغير قبل أن يفر، زأر بوجهه لأنه تجرأ على اللعب بذيل الأسد والصعود على ظهره، لكن بكاء الفأر واستجداءه كانا كفيلين بنيله الغفران.

بغض النظر عن تشبيه شخصيات الحكاية بمعطيات الساحة السياسية الحقيقية، لكن لعبة ذيل الأسد، إن صحّت، قد تكون خطرة للغاية هذه المرة، فلا يمكن توقع تصرفات الإدارة الأميركية الحالية برئاسة ترامب وفريقه المصرّ على التصعيد إزاء إيران، ولا يبدو أن طهران قادرة على ذلك في الوقت الراهن أيضا، ويبدو أنها لا تريد التصعيد مباشرة، لكنها في الوقت ذاته مضطرة لاتخاذ خطوات رادعة.
ويبدو أن التراشق بين الطرفين سيبقى مستمراً في الفترة المقبلة وسيشمل ساحات عدة ستكون داخل إيران التي تنتظر عودة عقوبات النفط إليها بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وهي الورقة التي ستحاول واشنطن استخدامها لشلّ الاقتصاد الإيراني، وحتى خارج إيران خصوصاً في الساحة السورية. الحرب الإيرانية - الأميركية قد تمتد إلى سورية بشكل أقوى وأوضح من السابق، والحديث عن الحوار مع روسيا حول الوجود الإيراني في سورية إحدى الأدوات التي ستستخدم ضد طهران.

لقصة ذيل الأسد في كتب الأطفال تتمة، فالفأر منح وعداً للأسد بمساعدته رغم استهزاء هذا الأخير به، إلى أن وقع الأسد في شباك صيّاد لم يستطع فتح خيوطها إلا الفأر، وكثيرون ما زالوا يرون أن هذا بعيد المنال في الحالة الإيرانية - الأميركية الراهنة.

المساهمون