حراك شعبي في العاصمة البريطانية تضامناً مع جنوب سورية

تظاهرة أمام السفارة الروسية في لندن تضامناً مع جنوب سورية

02 يوليو 2018
احتج المتظاهرون على دعم روسيا النظامَ (العربي الجديد)
+ الخط -
شهدت السفارة الروسية في العاصمة البريطانية لندن، الأحد، تظاهرة، شارك فيها العشرات من أبناء الجالية السورية والمتضامنين العرب والأجانب، تضامناً مع المدنيين في جنوب سورية، واحتجاجاً على دعم روسيا نظام بشار الأسد، في العملية العسكرية التي يشنّها على المنطقة.

وكانت حملة "التضامن مع سورية"، قد دعت إلى تظاهرة أمام السفارة الروسية في لندن، يوم الأحد، احتجاجاً على خرق نظام الأسد، وبدعم روسي، اتفاق "خفض التصعيد"، وشنهما حملة عسكرية، برية وجوية، على مدن وبلدات الجنوب السوري، والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء المنطقة، إضافة إلى تهجير عشرات الآلاف منهم.

وأدان المتظاهرون، الغارات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة جنوب سورية، محذرين من التبعات الوخيمة التي تتسبب بها حملة الأسد على نحو 750 ألف مدني يقطنون المناطق الخارجة عن سيطرته.

وتشنّ قوات النظام السوري، منذ أسبوعين، عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا، جنوب سورية.

وكان الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، يشهد وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان، منذ يوليو/تموز الماضي، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات أستانة برعاية روسية وإيرانية وتركية، كإحدى مناطق "خفض التصعيد" الأربع في سورية.

"حملة التضامن مع سورية" دعت للتظاهرة بلندن (العربي الجديد) 


كما طالب المتظاهرون بحماية المنشآت الطبية، والتي تتعرض للاستهداف الممنهج من الطائرات الروسية، حيث دمرت غاراتها ما لا يقل عن 3 مستشفيات، خلال دعمها محاولة قوات نظام الأسد التقدم في المنطقة.

ووجّه المتظاهرون أيضاً الانتقاد لـ"التخاذل الغربي"، ولا سيما من الإدارة الأميركية، التي رفضت توفير الدعم لفصائل "الجيش السوري الحر" التي تدافع عن المنطقة، مطالبين كذلك بوقف حملات التهجير القسري التي ينفذها نظام الأسد، والتغيير الديمغرافي الذي تتسبب به.

وأجبرت العملية العسكرية للنظام السوري وحليفته روسيا في محافظة درعا، عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من بلداتهم وقراهم، خصوصاً في الريف الشرقي، وتوجّه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أكّد أنّه سيبقي حدوده مغلقة.

وقالت الأمم المتحدة إنّ المدنيين في محافظة درعا، "ربما يتعرّضون للحصار والقصف، على غرار ما حدث في معركة الغوطة الشرقية" بريف العاصمة دمشق، وحذرت من "كارثة".

وأبلغت الولايات المتحدة فصائل المعارضة السورية بألا تعول على دعمها العسكري في التصدي للهجوم الذي يشنه النظام على الجنوب السوري. وورد في رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة "الجيش السوري الحر"، ونشرتها وكالة "رويترز"، مساء السبت الماضي، أنّ الحكومة الأميركية تريد توضيح "ضرورة ألا تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري".

شارك في التظاهرة العشرات من الجالية السورية (العربي الجديد) 


وقال محمد أبو سياف الناشط في حملة "التضامن مع سورية"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك إبادة جماعية ترتكبها طائرات الاحتلال الروسي، وقوات الأسد، والمليشيات الطائفية بحق أهلنا في حوران. دعونا نحن كناشطين سوريين بالتعاون مع حملة التضامن مع سورية، إلى مظاهرات في لندن تنديداً بالقصف الروسي، واستنكاراً لجرائم الإبادة التي ترتكبها طائرات الاحتلال الروسي والحصار الذي تفرضه على المدنيين".

وأضاف: "يجب إرسال رسالة شديدة اللهجة إلى العالم بأكمله، أن هناك جرائم حرب تقوم بها روسيا في حوران، ونحن بدورنا نستنكر صمت المجتمع الدولي المتخاذل عن الجرائم التي ترتكب بحق أهلنا المدنيين، ونطالب بتحرك دولي لحمايتهم في الجنوب السوري".

ومتضامنون عرب وأجانب (العربي الجديد) 


وتابع أبو سياف، قائلاً: "نحن الآن نعيش في لحظات حاسمة من عمر الثورة السورية، حيث تسعى روسيا والنظام إلى السيطرة على الجنوب السوري، خصوصاً محافظة درعا التي انطلقت منها شرارة الثورة، لكن أهالي حوران من عسكريين ومدنيين، وشيوخ العشائر، ووجهاء حوران، اتخذوا قراراً بالمقاومة والتصدي لهجمات النظام وروسيا".


وكانت حملة "التضامن مع سورية"، قد نظمت، يوم الجمعة، بمساهمة عدد من الناشطين السوريين في لندن، تجمعاً في ميدان "بيكاديلي سيركس" في قلب العاصمة لندن، للمطالبة بوقف الحملة التي يشنها النظام في جنوب سورية.

وسعت التظاهرة إلى لفت انتباه المارين في المنطقة التي تغصّ بالسياح، حول معاناة السوريين من حملة القمع التي يشنّها نظام الأسد.

دعا المتظاهرون لوقف القصف والحصار بجنوب سورية (العربي الجديد) 


وتطرّقت الصحافية السورية خلود حلمي، في كلمة ألقتها أمام المتظاهرين، إلى القلق الأوروبي من قضية المهاجرين التي يشتكي منها اليمين، والأزمة السياسية الناجمة عنها. وقالت إنّ "أكبر عدد من اللاجئين في العالم يأتون من سورية، حيث يقوم نظام الأسد مدعوماً بروسيا وإيران و(حزب الله) اللبناني والمليشيات الأخرى بتهجير السوريين وإجبارهم على النزوح واللجوء إلى دول أخرى". وأضافت أنّ "الحل لوقف استمرار تدفق اللاجئين، يكمن في وقف نظام الأسد عن ارتكاب مجازره بحق السوريين".

أما محمد عتيق من حملة "التضامن مع سورية"، فقد دعا إلى وقف سياسة التجويع والتهجير والقتل التي يتبعها نظام الأسد، ومجابهة "الصمت المعيب" من قبل المجتمع الدولي، من خلال دعم المضطهدين.

استنكر المتظاهرون "الصمت المعيب" من المجتمع الدولي (العربي الجديد) 


وذكر عتيق عدداً من الخطوات التي يمكن للأفراد التعبير من خلالها عن التضامن مع المدنيين في جنوب سورية، مشدداً على ضرورة إبراز القضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما وسومAct4_southernSyria#، #Act4Daraa، #RussiaWarCrimes.

كما دعا إلى دعم الحراك الشعبي الأردني الرافض إغلاق الحدود الأردنية، أمام المساعدات الإنسانية من خلال دعم وسم OpenTheBorders#، وشدد أيضاً على "أهمية عدم الإنصات إلى الدعاية التي تبثها وسائل الإعلام الروسية وغيرها ممن يدور في فلكها، والتي تحاول تصوير ثورة الشعب السوري على أنّها أفعال تنظيمات إرهابية، فضلاً عن ضرورة مطالبة النواب في البرلمانات الأوروبية بالتحرك من أجل حماية المدنيين".

دعا المتظاهرون للتضامن مع المدنيين بجنوب سورية (العربي الجديد) 


واليوم الإثنين، قال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، إنّ عدد النازحين في جنوب غربي سورية، نتيجة تصاعد القتال، منذ أسبوعين، ارتفع إلى 270 ألف شخص، وذلك وفقاً لأحدث أرقام لدى المنظمة الدولية.

المساهمون