حضور متورطٍ بسقوط الموصل اجتماع العبادي بالبصرة يثير جدلاً

تساؤلات متواصلة حول سبب حضور شخصية متورطة بسقوط الموصل اجتماع العبادي بالبصرة

18 يوليو 2018
ضمّ الاجتماع أعيان البصرة وزعماءها ومشايخها(تويتر)
+ الخط -
رغم مرور أيامٍ عدة على نشر مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي صوراً للقائه مع شيوخ وزعماء وأعيان البصرة، لبحث الاحتجاجات الواسعة التي تخيم على المحافظة، لا يزال الجدل واسعاً ومتواصلاً، حول سبب حضور الشيخ أنور الندى، أحد أبرز المقربين من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وأحد المتهمين بالتواطؤ في سقوط الموصل بيد تنظيم "داعش" الإرهابي ضمن ملف التحقيق النهائي المجمد حتى الآن من قبل المحكمة الجنائية العراقية، والذي شغل أيضاً منصب زعيم "الصحوات" في نينوى.

ويؤكد مسؤول محلي في البصرة، أن وجود الندى في الاجتماع المخصص بالأساس لشيوخ وأعيان ووجهاء البصرة لبحث الاحتجاجات، أثار لغطاً كبيراً في المحافظة، مشيراً إلى أن أعضاء مجلس البصرة ومحافظها ومجلس العشائر، فوجئوا جميعهم بوجوده إلى جانب وفد العبادي القادم من بغداد.

ويوضح المسؤول أن سبب الاعتراض هو أن وجود شخص متهم بسقوط مدينة الموصل، ومقرب من المالكي، "لا يعد فأل خير على المحافظة"، بحسب تعبيره.

من جهته، يعتبر عضو مجلس قضاء المدينة في البصرة، محمد الفتلاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "عوضاً عن كون الاجتماع غير ناجح، وخرج العبادي منه بسرعة بعد محاصرة المتظاهرين للفندق يوم الجمعة الماضي، فإن وجود الشيخ الندى مثير للغرابة بصراحة".

ويضيف الفتلاوي "الرجل بالأساس لا يمثل وصف عشائري أو قبلي، بقدر ما هو زعيم سياسي مقرب من المالكي، ومن ثم العبادي والصحوات، ولا أعتقد أن وجوده كان بدعوة من البصرة، بل جاء بطلب من الحكومة، وهو ما يدعونا للمطالبة بتوضيح".

ويُعتبر الندى أحد الأسماء الرئيسية التي وردت في ملف سقوط الموصل، والذي احتوى إفادات لضباط أمن عن تورطه، كونه قائد ما يعرف بـ"صحوات نينوى"، ويشغل في الوقت ذاته منصب مستشار لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وكان يقول إنه يسخر قواته البالغ عديدها نحو ألفي مقاتل من "الصحوات" قرب الموصل، كقوات حماية. لكن الأهم، هو أنه تبين لاحقاً أن عددهم الحقيقي لا يتجاوز الـ50 شخصاً، أما الأسماء الأخرى فوهمية، وكان أصحابها يتقاضون رواتبهم من المالكي".

وحول هذا الأمر، يروي عبد الله الحمداني، عضو مجلس بلدة حمام العليل السابق، جنوب الموصل، لـ"العربي الجديد"، أنه "قبل حوالي عام، سجل آخر ظهور إعلامي للندى ضمن احتفالية إعلان تأسيس حزب سياسي، والمفارقة أن هذا الحزب يرأسه سعدون الدليمي، وزير الدفاع السابق الذي حدثت في عهده أكبر عملية تهريب من سجن أبو غريب لإرهابيي داعش والقاعدة، وسقطت 48 مدينة ومحافظة بيد داعش، وسجلت أكبر الانتهاكات الإنسانية حينها".

وأضاف أنه "خلال الحفل أُعلن أن أنور الندى هو نائب سعدون الدليمي في الحزب، علماً أن من ضمن الذين حضروا المناسبة، علي غيدان، قائد القوات البرّية حين احتل داعش مدن شمال وغرب العراق".


ويضيف الحمداني أن "المفارقة الكبرى التي صدمت الجميع، هو أنه أثناء زيارة العبادي محافظة البصرة للوقوف على مطالب المتظاهرين، ظهر أنور الندى مجدداً جالساً في الصف الأمامي لمؤتمر يفترض أنه مخصص لشيوخ عشائر البصرة حصراً، ما ولّد الكثير من التساؤلات حول تواجد هذه الشخصية المرتبط حضورها دائما بمشاكل تشتمّ منها رائحة حزب الدعوة الإسلامية"، على حدّ قوله.