اجتماعات بين النظام ومليشيات "قسد" حول منبج

اجتماعات بين النظام ومليشيات "قسد" حول منبج

17 يوليو 2018
مدينة منبج ذات غالبية سكانية عربية(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

قفزت مدينة منبج السورية إلى واجهة الأحداث، مع تجدد الحديث عن مساعي النظام لاستعادة السيطرة عليها، رغم وجود اتفاق  تركي - أميركي ينصّ على انسحاب المليشيات الكردية منها، وتسليم إدارة المدينة إلى مجلس محلي، بينما تتمّ إدارة شؤون المدينة الأمنية من قبل فصيل أو فصائل تابعة للمعارضة السورية، يتمّ التوافق عليها بين واشنطن وأنقرة.

وأكدت مصادر محلية مطلعة لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنه عقد أخيراً اجتماع في مدينة منبج ضمّ ممثلين اثنين من جانب النظام، هما مسؤولان في "حزب البعث"، كما ضمّ القائد العام لقوات سورية الديمقراطية "قسد" في قطاع غربي نهر الفرات، إضافة إلى قائد المجلس العسكري لمنبج التابع لـ"قسد".

كما حضر الاجتماع المدعو "جواد"، ممثل المليشيات الإيرانية، والقيادي في "حزب الله" المدعو "هلال"، بهدف تسليم المربع الأمني في المدينة لقوات النظام. وأكدت المصادر أن "قوات سورية الديمقراطية" سلمت سدّ تشرين، شمال شرقي حلب، للنظام، الذي يستعد أيضاً لتسلم الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة في مدينة منبج، على أن يتمّ رفع راية النظام في المدينة خلال أيام.

وتقع مدينة منبج، ذات الغالبية السكانية العربية، في ريف حلب الشمالي الشرقي، غربي نهر الفرات. وكانت "قسد" التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي، انتزعت السيطرة على المدينة من تنظيم "داعش" في عام 2016، ما عزز مخاوف تركية من مساع لإنشاء إقليم كردي شمال سورية.

وكانت كل من أنقرة وواشنطن قد اتفقتا الشهر الماضي على وضع "خارطة طريق" لمستقبل مدينة منبج، يتمّ تنفيذها في غضون أقل من ستة أشهر، بحيث تنسحب "وحدات حماية الشعب" الكردية من المدينة الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات، نحو مواقع أخرى لـ"الوحدات" شرقي الفرات، ويتسلم إدارة المدينة مجلسٌ محلي، بينما تتمّ إدارة شؤون المدينة الأمنية من قبل فصيل أو فصائل يتمّ التوافق عليها بين الولايات المتحدة وتركيا.


ومنذ التوصل إلى "خارطة الطريق" الأميركية - التركية في منبج، سيّرَ الجانبان 15 دورية عسكرية مشتركة هناك، آخرها اليوم، بعدما سبقتها دورية في الرابع عشر من يوليو/تموز الحالي. وقال الجيش التركي، اليوم الثلاثاء، إنه "وبالتنسيق مع القوات الأميركية، سيّرَ الدورية الـ15 في محيط مدينة منبج، في المناطق الواقعة بين نفوذ درع الفرات ومدينة منبج".

وبدأ تسيير الدوريات في 18 يونيو/ حزيران الماضي، تطبيقاً لخارطة الطريق التي تنصّ على إخراج مقاتلي الوحدات الكردية من المدينة، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة. وأعلن "مجلس منبج العسكري"، أمس، إتمام انسحاب الوحدات الكردية من مدينة منبج "بعد أن أنهت مهمتها في التدريب والتأهيل العسكري لقواتنا، بالاتفاق مع التحالف الدولي"، ولكن مصادر في الخارجية التركية قالت إن "المعلومات المتداولة عن انسحاب كامل لمقاتلي الوحدات الكردية مبالغ فيها، ومرحلة التطبيق لخارطة الطريقة لا تزال مستمرة، حيث تتواصل الانسحابات من النقاط الموجودة على خط الدوريات المستمرة"، وأن أعمال الدوريات المشتركة "لا تزال متواصلة، ولذلك فإن الحديث في هذه المرحلة عن انسحاب كامل لوحدات الحماية الكردية من منبج، أمر لا يعكس الحقيقة".

وقالت مصادرُ محلية في منبج لـ"العربي الجديد"، الإثنين، إن "لا شيء تغير على الأرض فعلياً، فعناصر الوحدات الكردية يسيطرون على المدينة، وعلى طرقاتها ومداخلها ومؤسساتها"، مشيرةً إلى أن "إعلان انسحاب الوحدات أقرب ما يكون للإعلان الإعلامي، فمجلس منبج العسكري، الذي يعتبر الجهة الأقوى على الأرض في منبج، يدين بولائه بالكامل للوحدات وقسد".

وفي السياق، قال مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي في لواء "المعتصم" التابع للمعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا معلومات حقيقية لدينا حول انسحاب الوحدات الكردية من منبج"، مضيفاً أن "الكلمة الأولى والأخيرة في إدارة منبج للوحدات الكردية، والمجلس العسكري فيها عبارة عن غطاء، ولكن من دون صلاحيات". وحول مستقبل المدينة، اعتبر سيجري أنه "من المبكر الحديث عنه، والأمر سيكون بالتوافق بين الجانبين التركي والأميركي".

 

 

 

المساهمون