مصادر "حماس" في القاهرة تستبعد عدواناً إسرائيلياً شاملاً

مصادر "حماس" في القاهرة تستبعد عدواناً إسرائيلياً شاملاً

18 يوليو 2018
من الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة (مجدي فتحي/Getty)
+ الخط -



لا تبدو تقديرات مسؤولين من حركة "حماس" في غزة، والشعور العام السائد في القطاع المحاصر، حيال التخوف الجدي من عدوان شامل لدولة الاحتلال ضدهم، متسقة مع معلومات وتوقعات مسؤولين آخرين من الحركة في العاصمة المصرية، القاهرة، ممن استبعدوا حرباً شاملة رابعة، فجميع المصادر المصرية والعربية أكدت أن "تل أبيب لا تفكر حالياً بحرب شاملة على غزة".

وعلى الرغم من تسارع الأحداث في المشهد داخل قطاع غزة، والحديث عن حرب إسرائيلية جديدة محتملة، أكدت مصادر قيادية من حركة حماس في القاهرة، صعوبة حدوث ذلك خلال الفترة القريبة المقبلة، لأسباب عدة، مشددة على أن "موقف الاحتلال لن يتخطى الضربات الجوية من وقت لآخر ضد أهداف داخل القطاع، وذلك من أجل محاولة فرض توازنات جديدة على الأرض بعد الكثير من الإنجازات التي حققتها المقاومة أخيراً"، لافتة في الوقت ذاته إلى أن "كافة تقديرات الموقف الإسرائيلي بشأن أي حرب موسعة أو هجوم بري، ستكون في صالح المقاومة، وهو ما لا ترغب حكومة الاحتلال في اختباره كي لا تضع نفسها في مأزق سياسي".

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن "الحديث عن حرب إسرائيلية موسعة جديدة على قطاع غزة غير مطروح لدى جيش الاحتلال"، مضيفة أن "معلومات دقيقة وصلتنا من أصدقاء إقليميين أوروبيين تؤكد ذلك". وتابعت المصادر "الاحتلال يضغط على غزة بالضربات الجوية لانتزاع موافقة تحت تهديد السلاح على حزمة إجراءات"، رفضت المصادر الكشف عن تفاصيلها، مشيرة إلى أن "ما وصلنا من معلومات يؤكد أن الحرب الشاملة غير مطروحة لدى قادة جيش الاحتلال، وذلك لدرايتهم الكاملة بحجم التطور الهائل والنوعي في قدرات المقاومة". واستبعدت أن "تكون الطائرات والبالونات الحارقة فقط هي السبب وراء التصعيد الأخير".

واستطردت: "إسرائيل تسعى لانتزاع موافقة فقط على بنود معينة نُقلت عبر وسطاء، مستغلة بذلك تفوقها النوعي في سلاح الجو، ولكن في المقابل لن يتم إجبارنا على الرضوخ لأي اتفاقات لا تتناسب مع تضحيات شعبنا وأهلنا في القطاع"، مؤكدة "نمتلك وسائل ردع عديدة يمكننا بواسطتها مواجهة الغطرسة الإسرائيلية". وشددت على أنه "لن يجبرنا أحد على تغيير قواعد اللعبة أو فرض قواعد اشتباك جديدة، فنحن قادرون على نقل المعركة إلى داخل العمق المحتل ولن تدور المعركة على أرضنا دائماً".



وتصرّ مصادر حماس على رفض ذكر تلك "البنود" التي ترغب حكومة الاحتلال في إرغام الفصائل الفلسطينية، ومنها حماس، على القبول بها، إلا أن دلائل أخرى تشير إلى أن تلك البنود تم نقلها لوفد حماس، الذي زار القاهرة بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروي، خلال لقائه مع رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عباس كامل.

ولمّحت المصادر إلى أن "الضربة الإسرائيلية الأخيرة بين الجمعة والأحد، التي قابلها رد فعل من المقاومة، تأتي في سياق إيصال رسائل إقليمية عبر قطاع غزة"، لافتة في الوقت ذاته إلى أن "ترسانة المقاومة وفي مقدمتها حماس، تحمل الكثير من المفاجآت النوعية، التي قد يتم الكشف عنها إذا أقدم الاحتلال على مواصلة القصف، أو خرق الهدنة".

وكان جهاز الاستخبارات العامة المصرية قد قام باتصالات موسعة ووساطة عبر الطرفين، للتوصل لهدنة انتهت بوقف التصعيد، فور الرد القوي الذي قامت به المقاومة. وأوضحت المصادر أنه "لا نستبعد أن يكون طلب التدخل المصري جاء من الجانب الإسرائيلي لوقف الصواريخ الفلسطينية التي طاولت مستوطنات غلاف غزة، وكان سيتم تطوير تلك القذائف لتصل لمناطق أخرى لا يتوقع الاحتلال أن بمقدور المقاومة الوصول إليها".
وكان عضو المكتب السياسي للحركة، رئيس ملف العلاقات الخارجية فيها، موسى أبو مرزوق، قال في تصريحات نشرها على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك"، إن "اللقاء هو الأكثر أهمية، والأشمل من حيث المحتوى"، متمنياً "النجاح للفريق المسؤول عن الملف الفلسطيني".

جاء هذا فيما قالت مصادر من حماس إن "اللقاء تضمن مناقشات محددة حول وضع قطاع غزة المعيشي في الوقت الراهن ومستقبلاً"، مضيفة أن "المسؤولين المصريين تعهّدوا بألا يجوع شعب غزة أو يعاني من الناحية المصرية". ولفتت إلى أن "وفد الحركة حصل على تعهدات مصرية باستمرار فتح معبر رفح بصورة منتظمة خلال الفترة المقبلة مع الدفع لمزيد من المساعدات البترولية والغذائية والسماح بمرور المساعدات العربية"، وهو ما ضربت به مصر عرض الحائط، بعدما أغلقت معبر رفح بشكل كامل.