"إخوان الجزائر" يبدؤون مفاوضات سياسية مع أحزاب الموالاة والمعارضة

"إخوان الجزائر" يبدؤون مفاوضات سياسية مع أحزاب الموالاة والمعارضة

16 يوليو 2018
لقاءات موسعة عقدتها قيادة الحركة (فرانس برس)
+ الخط -
أطلق إخوان الجزائر سلسلة لقاءات مع القوى السياسية، من المعارضة والموالاة، لتقريب وجهات النظر بشأن الخطوات التي من الممكن اتخاذها لبدء مرحلة انتقالية جديدة، عبر الاتفاق، أولًا، على مرشح توافقي في الانتخابات الرئاسية المقررة ربيع العام القادم 2019.

وفي خطوة غير مسبوقة، التقت قيادة حركة "مجتمع السلم"، برئاسة عبد الرزاق مقري، مع رئيس حزب "الجبهة الشعبية الجزائرية"، عمارة بن يونس، الموالي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأحد أبرز الداعين لولاية رئاسية خامسة بمبادرة منه.

وأورد بيان نشرته الحركة، يوم الاثنين، أن اللقاء تمحور حول الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد، وكان فرصة لرئيس الحركة من أجل عرض أفكار مبادرة التوافق الوطني، عبر فرض الانتقال السياسي والاقتصادي الناجح.

ويذهب مراقبون إلى إمكانية أن يكون هذا اللقاء جسرا لنقل الرسائل السياسية بين السلطة وإخوان الجزائر، وتلمّس موقفهم من الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل الغموض السياسي الذي ما زال يكتنفها، مع هندسة السلطة سيناريوهات متعددة بشانها.

والتقت قيادة إخوان الجزائر، لاحقًا، رئيس حزب "طلائع الحريات" المعارض، ورئيس الحكومة السابق، علي بن فليس. وتخطط قيادة الحركة للقاء قيادات أبرز حزبين في السلطة:  "جبهة التحرير الوطني"، بقيادة جمال ولد عباس، وحزب "التجمع الوطني الديمقراطي" الجزائري، بقيادة رئيس الحكومة، أحمد أويحيى.

واعتبر البيان أنه ظهر خلال هذه اللقاءات "تطابق كبير في تشخيص الأزمة، والحلول الضرورية للخروح منها، من خلال الاتفاق على رؤية سياسية تكفل الدخول في مسار توافقي، تكون الانتخابات الرئاسية فرصة له، يضمن الاستقرار، ووقف الفساد، وحسن استغلال الموارد المتاحة، وتوفير بيئة أعمال جاذبة للاستثمار، وحرية المنافسة والمساواة في الفرص، وتحقيق إصلاحات سياسية تكفل وقف التزوير، وتجسيد الحريات والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، بعد العهدة التوافقية على أساس التنافس على البرامج وتحمل مسؤولية التسيير".



وطرحت حركة "مجتمع السلم" مبادرة سياسية تتعلق بفتح حوار سياسي يفضي إلى مرشح توافقي للانتخابات المقبلة، ضمن خطة مرحلة انتقالية تتضمن تعديل الخيارات السياسية، وإنشاء هيئة مستقلة للانتخابات وتوفير شروط المنافسة الديمقراطية بعد انتهاء الولاية الرئاسية المقبلة.

ويبدو هذا التحول السياسي اللافت في مواقف حركة "مجتمع السلم"، وفق مراقبين، جزءًا من نتائج المؤتمر العام الأخير الذي عقدته الحركة في مايو/أيار الماضي، والذي دفع باتجاه تخفيف حدة الانتقاد السياسي للسلطة، وتعديل المسار باتجاه مواقف وسطية مقارنة بمواقف راديكالية جنحت إليها السلطة بعد فك ارتباطها بالتحالف الرئاسي والحكومة في يونيو/حزيران عام 2012.

وفي يونيو/حزيران 2014، وقّع إخوان الجزائر على وثيقة تتضمن أرضية مطالب سياسية لتكتل أنشأته قوى المعارضة، طالب حينها بإقرار شغور منصب الرئاسة بسبب مرض الرئيس بوتفليقة وتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة.