تسعة قتلى في احتجاجات العراق... والعبادي يمنع الذخيرة الحية

تسعة قتلى في احتجاجات العراق... والعبادي يمنع استخدام الأمن الذخيرة الحية

15 يوليو 2018
عززت قوات الأمن تواجدها في بغداد (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

اتسعت رقعة الاحتجاجات في جنوب العراق، لتصل، اليوم الأحد، إلى محافظة المثنى، بينما ارتفع عدد ضحايا المواجهات مع قوات الأمن، إلى تسعة قتلى، وما لا يقل عن 250 مصاباً، في حين أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بمنع استخدام الذخيرة الحية.

ووصلت الاحتجاجات، اليوم الأحد، إلى بلدات قضاء المجر الكبيرة، وناحية سيد دخيل، والسماوة مركز محافظة المثنى جنوبي العراق، على الحدود مع السعودية، بينما يتوقع أن تتجدد في مدن النجف والبصرة وكربلاء وذي قار، بعد توزيع منشورات في الشوارع، تدعو المواطنين للخروج في تظاهرات.

وتشهد مدن جنوب العراق تظاهرات مطلبية، احتجاجاً على البطالة وانعدام الخدمات العامة، خصوصاً الكهرباء، خرجت بداية في البصرة وشهدت، الأحد الماضي، مقتل عراقي، لدى إطلاق قوات الأمن النار لتفريق التظاهرة.

وذكرت مصادر طبية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أنّ حصيلة ضحايا الاحتجاجات في جنوب العراق، بلغت حتى الآن، 9 قتلى، وأكثر من 250 جريحاً.

وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، ارتفاع عدد جرحى اليوم الأحد، إلى أكثر من 140 عراقيا، بينهم نحو 30 من رجال الأمن.

وفي وقت سابق اليوم الأحد، خرجت احتجاجات في مدن ذي قار والنجف والبصرة، تخللتها أعمال عنف واقتحام مبان حكومية، وإحراق مقرات أحزاب.

ففي البصرة، شهدت مناطق الزبير وسفوان وشط العرب وأم قصر والهارثة والمديّنة ومناطق أخرى، مظاهرات واسعة، وعمليات قطع طرق وإحراقا للإطارات.

وخاض المحتجون مواجهات مع قوات الأمن، ما أدى إلى مقتل متظاهر، وإصابة ما لا يقل عن 40 آخرين.

وفي ميسان أُصيب 36 متظاهراً، بينما أُصيب في المثنى 93 شخصاً، بينهم أفراد من قوات الأمن.

واقتحم متظاهرون 6 دوائر حكومية في مدن عدة بجنوب العراق، وتم إحراق مقرات 5 أحزاب ومقرين لمليشيات مسلحة، فضلاً عن إحراق مكتب سفريات إيراني للسياحة الدينية في المثنى، بينما شهدت ذي قار مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وأفراد الأمن،

وشنّت قوات الأمن، حملة اعتقالات واسعة طاولت مواطنين وناشطين وأبناء قبائل وصحافيين محليين، في بابل والنجف وكربلاء.


في غضون ذلك، أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قوات الأمن، بمنع استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في الجنوب، وذلك في بيان، أصدره اليوم الأحد، قال فيه أيضاً إنّ "المتظاهرين سلميون لكن هناك قلة تريد التخريب وإحداث الضرر".

وأضاف العبادي، في البيان، عقب اجتماع مع خلية الأزمة، أنّ "التظاهر السلمي حق للمواطن ونحن نستجيب له، ولكن إخراج التظاهرات عن سياقاتها بحرق بنايات مؤسسات الدولة، وقطع الشوارع وحرق الإطارات، والاعتداء على القوات الأمنية، يمثل محاولة لإرجاع البلد إلى الوراء فهناك جهات من الجريمة المنظمة مهيأة لإحداث حالة فوضى".

ودعا "الأجهزة الأمنية إلى أن تكون على أهبة الاستعداد، لأنّ الإرهاب يريد أن يستغل أي حدث أو خلاف"، مشدداً على "أهمية العمل الأمني والاستخباري".

وأشار إلى أنّ "التوجيهات للأجهزة الأمنية هي بعدم استخدام السلاح الحي لمواجهة المواطنين غير المسلحين"، مؤكداً في الوقت عينه أنّ "عدم استخدام الرصاص الحي لا يعني عدم التصدي الذي يجب القيام به، ومن لا يقوم به يعد متخاذلاً"، بحسب البيان.

وتابع أنّ "أكثر المتظاهرين سلميون، وهناك قلة تريد التخريب واستخدام مطالب المتظاهرين لأحداث ضرر"، مشيراً إلى أنّ "مخربين قاموا، أمس السبت، بضرب خط كهرباء (بسماية) وهذا فيه ضرر للمواطن وللدولة".

وختم قائلاً في البيان "إنّنا لا نريد للبلد أن يغرق بالنزاعات السياسية، فهذه لها مجالها الذي يتم البحث فيه"، مشدداً على أنّ "الاعتداء على المؤسسات الدينية وبيوت المراجع خط أحمر".


في المقابل، رأى الشيخ فاضل حسين عضو مجلس عشائر ذي قار، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، أنّ "تعامل الحكومة مع الاحتجاجات، مبالغ به ومفرط للغاية".

وقال إنّه "كان يمكن ترك الناس تخرج وتتظاهر دون الحاجة لمواجهتهم بالنار"، معتبراً أنّ "تعامل قوات الأمن أجّج الموقف أكثر في جنوب العراق".

يُشار إلى أنّ الحكومة العراقية، قامت بقطع خطوط الهاتف والإنترنت عن تسع مدن في الجنوب، والزج بأكثر من 30 ألف عنصر من قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب ووحدات التدخل السريع، في محاولة للتصدي للاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد.

وفي بغداد التي شهدت، أمس السبت، تظاهرات مماثلة، قطعت الحكومة العراقية الإنترنت في عموم العاصمة، وعززت تواجد قوات الأمن في محيط المنطقة الخضراء وساحة التحرير، كما عززت التواجد الأمني في مناطق ذات غالبية شيعية مثل الشعلة والكاظمية والصدر.