احتجاجات جنوب العراق تتمدد... فشل اجتماع العبادي وزعماء القبائل

احتجاجات جنوب العراق تتمدد... فشل اجتماع العبادي وزعماء القبائل واقتحام مطار النجف

13 يوليو 2018
رقعة الاحتجاجات تتسع (فرانس برس)
+ الخط -

اتخذت الاحتجاجات التي تشهدها مناطق جنوب العراق منحى خطيراً، مساء اليوم الجمعة، بعد اقتحام متظاهرين مطار النجف الدولي، وتوقف الرحلات القادمة والمغادرة فيه، فضلاً عن محاصرة منازل مسؤولين محليين في ميسان، وإغلاق متظاهرين الطرق الرئيسة أمام موانئ أم قصر والمعقل والبصرة ومنع وصول الشاحنات إليها. يأتي ذلك، في وقتٍ قال زعيم قبلي عراقي في محافظة البصرة، جنوب العراق، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماع رئيس الوزراء، حيدر العبادي، مع زعماء ووجهاء وأعيان البصرة، لاحتواء التظاهرات وإعادة الاستقرار للمحافظة، فشل في الخروج بأية نتيجة.

وقال ناصر التميمي، أحد شيوخ عشيرة بني تميم بالبصرة، لـ"العربي الجديد"، إن "الاجتماع مع رئيس الوزراء كان فاشلاً، ولم يقدم الرجل إلا الوعود التي لا يمكن أن تنجز في أقل من عامين، هذا إن صدق بقوله".

وأضاف "يتحدّث عن بناء محطات تحلية مياه ومحطات كهرباء وفرص تشغيل أبنائنا، وبصراحة نحن كزعماء عشائر إذا خرجنا وأبلغنا أبناءنا بوعود الحكومة سيضحكون علينا؛ لأن ما طرحه العبادي طرحه قبله المالكي وطرحه 9 آلاف مرشح للانتخابات منذ 15 عاماً"، وفقاً لقوله.

واتسعت رقعة الاحتجاجات مساء لتشمل محافظات أخرى، وقيام متظاهرين بمحاصرة منزل محافظ ذي قار، يحيى الناصري، وبناية مجلس محافظة ميسان.

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن مئات المتظاهرين الغاضبين تجمّعوا أمام منزل محافظ ذي قار، الواقع بمدينة الناصرية، مؤكدًا لـ"العربي الجديد" أن المحتجين حاصروا المنزل من جميع الجهات.

وأشار إلى رفض المتظاهرين مغادرة أماكنهم، على الرغم من طلب القوات العراقية منهم ذلك، مبيناً أن الأوضاع هناك تشهد احتقاناً كبيراً، في ظل وجود زيادة ملحوظة في أعداد المتظاهرين.

كذلك لفت إلى أن "القوات العراقية قامت باستخدام القنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين المتجمعين أمام منزل محافظ ذي قار".

وبيّن وجود توتر أمني في محافظة ميسان المجاورة، على خلفية قيام متظاهرين بمحاصرة مبنى مجلس المحافظة، محاولين اقتحامه.

وأشار إلى قيام المحتجين بترديد شعارات تندّد بسياسات الحكومة المحلية، مطالبين بتحسين مستوى الخدمات.

وأكد قيام القوات العراقية بإطلاق النار في الهواء من أجل تفريق المتظاهرين، موضحاً أن بعض المحتجين اضطر إلى المغادرة خشية التعرض لإطلاق نار.

وفي الأثناء، اقتحم مئات المتظاهرين مطار النجف الدولي، وسيطروا على صالته ومدرجه الوحيد، ما أدى إلى توقف الملاحة فيه، وسط عمليات تخريب طاولت عدداً من أجزاء المطار، فيما أحرق العشرات مقر "حزب الدعوة" بمحافظة ميسان، بعد مصادرة ما فيه من أثاث.

كذلك استمرت التظاهرات التي تشهدها محافظة البصرة، منذ أيام عدة، على خلفية مقتل وإصابة متظاهرين مطالبين بالخدمات بنيران القوات العراقية.

واقتحم المتظاهرون فندق "الشيراتون"، الذي عقد فيه رئيس الوزراء اجتماعه مع زعماء العشائر، إلا أن مصادر حكومية أكدت أن العبادي كان قد غادر الفندق قبيل اقتحامه، فيما أغلق آخرون بالإطارات والحجارة الطرق الرئيسة لموانئ أم قصر والبصرة على مياه الخليج العربي، وأكدت مصار في وزارة النفط مغادرة مهندسين أجانب حقل الرميلة النفطي، بينما ما زالت الطرق نحو منفذ الشلامجة مع إيران مغلقة منذ صباح أمس.

وقال عضو المجلس المحلي في بلدة أم قصر بمحافظة البصرة، عماد أحمد، إن المتظاهرين أعلنوا عن اعتصام مفتوح عند بوابة ميناء أم قصر حتى تحقيق مطالبهم، مبيناً في تصريح صحافي أن أهم مطالبهم تمثلت في تشغيل الشباب العاطلين عن العمل في الشركات التي تستخدم العمالة الأجنبية، والمحلية التي تأتي من محافظات أخرى.


وأكدت مصادر بالحكومة العراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، توجه قوات إضافية من الجيش العراقي وقوات فضّ الشغب إلى البصرة، بناءً على أمر من الحكومة العراقية.

وقال مسؤول في الحكومة العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن فصائل "الحشد الشعبي رفضت التدخل في الاحتجاجات، واعتبرت نفسها في صف المحتجين، في ورقة ضغط أخرى تجاه الحكومة، وهي ورقة أبعاد سياسية معروفة وواضحة ضد العبادي"، وفقًا لقوله.

وبيّن أن الحكومة ستوجه، خلال ساعات، نداء إلى المحتجين بضرورة الحفاظ على المال العام وعدم تعطيل مؤسسات الدولة.

وتتركز التظاهرات، في هذه الأثناء، في البصرة والناصرية وميسان والنجف وبلدة واحدة من كربلاء، وهي مدينة الهندية، مسقط رأس نوري المالكي.

ويغلب الطابع القبلي على التظاهرات، وبشعارات تندد بفقدان الأمن والخدمات وتسلط المليشيات والأحزاب الدينية، وما وصفه أحد الشعارات "كرامة العراقي".

وكانت المرجعية الدينية العليا قد أعلنت، الجمعة، تضامنها مع الاحتجاجات "الحقة"، محملة الحكومات العراقية مسؤولية ما آلت إليه أوضاع العراقيين.

بدوره، أعلن رجل الدين العراقي علي السيستاني، اليوم الجمعة، عن دعمه الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها محافظة البصرة (جنوب العراق) منذ أيام عدة، مضيفاً أنه يدعم مطالب المواطنين هناك، داعيًا الحكومتين المحلية في البصرة والاتحادية في بغداد إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين، مشددًا على ضرورة اتباع سياسة حازمة تجاه الفاسدين، ومنع استحواذهم على موارد العراق بطرق ملتوية.

(النجف ــ علي الحسيني، البصرة ــ براء الشمري، ذي قار ــ محمد علي)