"طالبان" تعلن هدنة لمدة ثلاثة أيام تستثني القوات الأجنبية

"طالبان" تعلن هدنة خلال عيد الفطر تستثني القوات الأجنبية

09 يونيو 2018
لأول مرة توافق "طالبان" على هدنة (جافيد تانفير/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت حركة "طالبان" الأفغانية، اليوم السبت، وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، بمناسبة عيد الفطر في نهاية الأسبوع الجاري، والذي يأتي بعد إعلان الحكومة وقفاً لإطلاق النار، يوم الخميس.

وقالت "طالبان"، إنّ وقف إطلاق النار لن يشمل القوات الأجنبية، وإنّ العمليات ضدها ستستمر، إلا أنّ الحركة حذّرت من أنّ عناصرها "سيدافعون عن أنفسهم بشدة" في حال تعرّضهم لهجوم.

وجاء في بيان للحركة، بعد يومين من إعلان الحكومة الأفغانية وقفاً لإطلاق النار لمدة أسبوع، أنّها تعلن وقف إطلاق النار، خلال أيام عيد الفطر، "كي يعيش المواطنون في أمن وأمان خلال أيام العيد"، موضحة أنّ "وقف إطلاق النار لا يشمل القوات الأجنبية، وأنّ العمليات ضدها ستستمر".

وقال الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في بيان عمّمه على وسائل الإعلام، إنّ "الحركة تعلن وقف إطلاق النار أمام المعارضين الأفغان، وتوصي جميع عناصرها وقياداتها بأن لا يقوموا بأي نوع من الهجمات ضدهم"، لافتاً إلى أنّ "القرار لا يشمل القوات الأجنبية، وأن العمليات ضدها متواصلة".

إلا أنّ مجاهد ذكر أنّ "الحركة كذلك توصي مقاتليها بالرد إذا تعرّضت لأي هجوم من قبل الجانب الحكومي".

وهذه المرة الأولى التي توافق فيها حركة "طالبان" على وقف لإطلاق النار، خلال عيد الفطر، منذ الاجتياح الأميركي في عام 2001.

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني، أعلن، قبل يومين، وقفاً أحادياً غير مشروط لإطلاق النار لمدة أسبوع مع حركة "طالبان"، تزامناً مع قرب نهاية شهر رمضان وبمناسبة عيد الفطر، لكنّه استثنى جماعات متشددة أخرى؛ مثل تنظيم "داعش" الإرهابي.

وكتب غني، في تغريدة على "تويتر"، إنّ وقف إطلاق النار سيستمر من "الـ27 من رمضان حتى اليوم الخامس من عيد الفطر"، أي بين 12 و19 يونيو/حزيران الحالي.


وجاء قرار غني، عقب اجتماع علماء مسلمين، الأسبوع الماضي، أصدروا خلاله فتوى بتحريم التفجيرات الانتحارية.

وأوصى العلماء أيضاً، بوقف إطلاق النار مع "طالبان"، وأخذ غني بالتوصية وقال إنّ وقف إطلاق النار سيستمر حتى يوم 20 يونيو/حزيران الجاري.


ترحيب رسمي وشعبي

من جانبها، رحّبت الحكومة الأفغانية بإعلان "طالبان"، وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية، شاه حسين مرتضوي، إنّ "الحكومة ترحب بالقرار، وتأمل أن يكون فاتحة خير، وأن يأتي بعده الكثير من الخيرات للشعب الأفغاني".

وأكد مرتضوي، في بيان أصدره فور إعلان "طالبان"، أنّ "الحكومة الأفغانية ستسلك أي طريق وتتخذ أي وسيلة من شأنها حقن دم الأفغان"، مشدداً على أنّ "الحفاظ على دماء الشعب هدف أسمى، والحكومة تعمل لأجل ذلك".

وكانت القوات الأميركية والدولية قد رحّبت، سابقاً، بوقف إطلاق النار، الذي أعلنته الحكومة الأفغانية.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الخميس الماضي، بعد اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسل، إنّ إعلان الحكومة وقف إطلاق النار مع "طالبان"، لمدة أسبوع، فرصة جيدة للقوات الأميركية، لتوقف عملياتها الجوية ضد طالبان".

كما رحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، بإعلان الحكومة الأفغانية، وقال إنّ "الحلف يرحّب بأي خطوة في سبيل الأمن في أفغانستان"، مؤكداً أنّ "الإعلان يدل على جدية الحكومة الأفغانية في المصالحة مع طالبان".


محلياً، لاقى إعلان "طالبان" وقبله إعلان الحكومة، وقف إطلاق النار، ترحيباً واسعاً في الأوساط الشعبية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ووصف معظم الأفغان عيد الفطر لهذا العام بـ"عيد الأمن والسلام".

وكتب الصحافي جاويد هميم كاكر، على صفحته في "فيسبوك"، إنّ "هذه فرصة جيدة كي يعود الجميع إلى قراهم وأحيائهم، وكي يستعيدوا ذكريات الماضي".

وكتب الأستاذ الجامعي شكر الله مخلص، أنّ "الأفغان عطشى للصلح، وعلى أطراف الحرب أن تدرك هذه الأحاسيس، وتبدل فرصة وقف إطلاق النار بفرصة دائمة للسلام".

وفي السياق، رأى الكاتب الإعلامي ميرويس ستانكزاي، أن "الفرصة سابقة من نوعها في أفغانستان، وأتمنى أن يكون عمر هذا العيد ألف عام وليس فقط ثلاثة أيام".

لكن ستانكزاي أعرب عن خشيته من أن تعمل بعض من وصفها بـ"الحلقات المغرضة ضد المصالحة والأمن"، داعيا الطرفين إلى "الحذر والاحتياط إزاء هؤلاء".

وعلى الرغم من هذا الترحيب الشعبي، عارض بعض السياسيين إعلان الحكومة الأفغانية للهدنة، وقال رئيس الاستخبارات السابق، أمرالله صالح، إنّ "وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الرئيس الأفغاني ستأتي بعده موجة حرب دموية".

وكان الرئيس الأفغاني قد حثّ من قبل على وقف لإطلاق النار مع "طالبان"، ولكن هذا كان أول عرض غير مشروط منذ انتخابه في 2014.

وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أغسطس/آب الماضي، عن موقف عسكري أكثر تشدداً في أفغانستان، تضمّن تصعيداً في الغارات الجوية، بهدف إرغام "طالبان" على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.