الغارة الأميركية تكشف استمرار وجود "داعش" في ليبيا

الغارة الأميركية تكشف استمرار وجود "داعش" في ليبيا

07 يونيو 2018
الغارة الأميركية استهدفت مركبة لعناصر "داعش" (Getty)
+ الخط -

بعد الغارة الأميركية التي استهدفت، أمس الأربعاء، عناصر لتنظيم "داعش" وأدت إلى مقتل أحد قيادييه، على تخوم مدينة بني وليد الليبية، عاد الحديث مجدداً عن وجود التنظيم في المنطقة، وذلك بعد عامين من هزيمته وطرده من سرت، على يد قوات "البنيان المرصوص".

وتبنّت القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، أمس الأربعاء، الغارة التي استهدفت مركبة كانت تقلّ أربعة من مقاتلي تنظيم "داعش"، جنوب شرق منطقة بني وليد (200 كيلومتر جنوب شرق العاصمة).

وقد أعلن المجلس المحلي للمدينة، أنّ الغارة أدت إلى مقتل القيادي في تنظيم "داعش" عبد العاطي الكيوي، الشهير بـ"أبي مسلم الليبي"، وثلاثة من رفاقه.



وفي أولى المعلومات، كشفت مصادر أمنية من بني وليد، لـ"العربي الجديد"، أن "الكيوي (44 عاماً)، انتمى مبكراً للجماعات المتشددة، قبل أن يشارك في القتال ضمن صفوف تنظيم القاعدة في أفغانستان. وعقب عودته إلى ليبيا، أودع في سجون العقيد الراحل معمر القذافي عام 2005، غير أنه تمكن من الفرار بعد انهيار النظام عام 2011".

وبيّنت المصادر أنّ "الكيوي من أوائل المبايعين لتنظيم "داعش"، كما قاتل في صفوفه في مناطق عدّة في سورية والعراق"، لافتة إلى أنه "أخيراً قاتل في صفوف التنظيم في سرت".

وبقي الكيوي، بحسب المصادر ذاتها، خارج ليبيا حتى بدء حرب "البنيان المرصوص" على التنظيم في سرت، إذ عاد ليشارك في القتال. وبفعل صلاته الوثيقة بقبائل وشخصيات فاعلة في بني وليد، تمكن من الفرار إليها والاختفاء لفترة.

وعن مهامه في ليبيا، أكّدت المصادر أنه تولى، منذ منتصف العام الماضي، مهام إعادة تنظيم صفوف "داعش" في الصحراء جنوب سرت، مبينةً أنه كان يشرف على تنقّل وتهريب مقاتلي التنظيم من خارج ليبيا.

كذلك، كشفت المصادر عن صلة الكيوي بتجار البشر في منطقة بني وليد، مستفيداً من شبكاتهم الواصلة إلى الحدود الليبية الجنوبية لتسهيل عمليات نقل وتهريب مقاتلي التنظيم إلى ليبيا.

وأوضحت أن تجارة البشر أصبحت في منطقة بني وليد على صلة واضحة بالتنظيم، وتعتبر من مصادر تمويله، لافتةً إلى أن "الكيوي يشارك في هذه التجارة بالفعل ويشرف على تدريب عدد من مقاتلي التنظيم في المناطق الواقعة بين نسمة وصولاً إلى أودية بني وليد الواقع جنوب شرقيها".



إلى ذلك، لفتت المصادر إلى أنّه لا يمكن التكهن بعدد مقاتلي "داعش" في المنطقة، مرجحةً اعتماد التنظيم استراتيجيات جديدة للتخفي، منها "عدم استخدام شعارات أو إظهار الأعلام السوداء أو إعفاء اللحى والزي".

وبيّنت أنّ "قادة التنظيم يحصلون على الأسلحة والسيارات الصحراوية الحديثة من أطراف مسلحة في ليبيا، توفر لهم أيضاً الدعم اللوجستي كالوقود".

دلالات