خطاب "داعش": مشروخ لا يسمعه سكان المدن المحررة بالعراق

خطاب "داعش": مشروخ لا يسمعه سكان المدن المحررة في العراق

05 يونيو 2018
معلومات ثمينة يقدمها الأهالي (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

تفيد آخر التقارير العسكرية العراقية بارتفاع كبير وغير مسبوق في معدل الاتصالات التي تتلقاها غرف الاستخبارات وخطوط الاتصال الساخن التابعة للشرطة والجيش العراقيين من قبل الأهالي للإبلاغ عن عناصر بتنظيم "داعش" الإرهابي أو تحركات مشبوهة.


كما تتلقى تلك الجهات معلومات حول مخازن سلاح وأسلحة تابعة للتنظيم الإرهابي في مدن شمال وغرب ووسط العراق، التي اجتاح التنظيم مساحات شاسعة منها وسيطر عليها، صيف عام 2014 مستغلا انتفاضة العشائر العربية ضد سياسة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، الطائفية وانتهاج عمليات الاعتقال والإذلال في تلك المناطق من قبل قوات تابعة له لإحداث تغيير ديمغرافي على أساس مذهبي، وفقا لوثيقة قدمها زعماء القبائل للأمم المتحدة آنذاك.

ويقول عقيد في استخبارات وزارة الدفاع العراقية، وهو جهاز حديث نسبيا أشرف على تأسيسه ودعمه فريق أميركي في بغداد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنهم يتلقون "ما لا يقل عن 30 معلومة أمنية من قبل السكان بشكل يومي في المدن المحررة يبلغون فيها عن نشاطات لداعش أو أشخاص سبق أن تورطوا مع تنظيم داعش".

وأضاف "بعض المعلومات مهمة وخطرة وينتج عنها تفكيك خلايا إرهابية كاملة أو مصادرة أسلحة ومخازن متفجرات، وبطبيعة القانون العراقي هناك مكافئة مالية تصل إلى 20 ألف دولار للمبلغين عنها لكن السكان يتصلون ويعطون المعلومات ويغلقون الخط وكل همهم هو الحفاظ على سرية هويتهم، ونحن بدورنا نعتبر ذلك أمرا مقدسا ولا نتعامل إلا مع المعلومة وليس الشخص"، وفقا لقوله.

أبو خالد المعيني 43 عاما، يسكن الفلوجة. يقول لـ"العربي الجديد"، إن "فكرة التستر على أي شخص من حملة فكر داعش باتت غير مقبولة والشعور بقانون السفينة بات يطغى على الجميع فأي ثقب فيها سيغرقنا جميعا".

وأضاف "لم يتسبب أحد بالدمار لنا مثلما فعل داعش، ولو جاء أعدى أعدائنا لرحمنا أكثر منه، نحن اليوم بلا منازل ولا بلا مقومات حياة في مدن خربة وعشرات الآلاف من أبنائنا بين قتيل وجريح ومفقود وعائلات كاملة ما زالت تحت الأنقاض في الموصل وغيرها".

وبين أن "داعش فضلا عن جرائمه أعطى الفرصة لقوى أخرى مثل إيران ومليشياتها في الانتقام والتدمير" وفقا لقوله.

في السياق، تمكنت قوات عراقية، اليوم الثلاثاء، من اعتقال ستة أفراد من تنظيم "داعش" داخل مزرعة خاصة قرب الموصل كانوا يختبئون داخلها وفقا للمقدم ماجد الحمداني من شرطة الموصل، الذي أكد أن العملية تمت بناء على اتصال هاتفي من مواطن كشف عن المكان والأشخاص الموجودين فيه.

وأضاف الحمداني "بالعادة لا نتحرك قبل التأكد من الاتصال وحقيقته خوفا من أن يكون كمينا لقواتنا، لكن المواطن أعطى تفاصيل مهمة وخطرة استدعت تشكيل قوة كبيرة واقتحام المكان، وبالفعل اعتقلنا ستة عناصر بالتنظيم وصادرنا صواريخ كاتيوشا وقنابل مختلفة".

وحول ذلك قال عضو "منظمة تأهيل العراقية"، طلال الحياني، وهي منظمة مدنية حديثة تتلقى دعما غربيا للمساعدة في إرساء الاستقرار بالمدن العراقية المحررة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "ماكينة داعش الإعلامية باتت مشروخة ولا أحد يستمع لهم رغم تكرار تدشينهم حسابات على فيسبوك وتويتر ونشر محتويات وأفلام وعمليات مصورة مختلفة".

وأضاف "حسابات داعش بعد أن وجدت أنها معزولة باتت تدخل على صفحات وحسابات أخرى وتترك على سبيل التعليق رابط فيلم جديد لداعش أو خطابا جديدا لأحد زعماء التنظيم غير أنه لا تفاعل أيضا".



وتابع "لا أحد يسمع لهم على الإطلاق وأعتقد أن الحكومة عليها أن تحوّل الأموال المصروفة على البوسترات والدعايات والإعلانات لمهاجمة داعش وفضحها في أمر آخر أكثر أهمية، فآثار ما فعله داعش واضحة في وجوه ومدن المواطنين ولا يحتاجون لمن يبلغهم لكنهم يحتاجون لمن يقدم لهم لقمة خبز مريحة".