"لوسوار" البلجيكية عن حصار قطر: فشل مطلق للرياض وأبوظبي

"لوسوار" البلجيكية: بعد مرور عام على حصار قطر فشل مطلق للرياض وأبوظبي

05 يونيو 2018
دول الحصار كانت حريصة على موافقة ترامب (فرانس برس)
+ الخط -
كتبت صحيفة "لوسوار" البلجيكية، اليوم الثلاثاء، بعد مرور عام على الأزمة الخليجية التي افتعلها محور السعودية والإمارات، وعلى هامشه البحرين ومصر، أن "المكيدة" التي نصبتها دول الحصار لقطر مع بداية الأزمة، والاستثمارات الضخمة التي ضخّتها خلال العام المنصرم لإنجاحها، لم تحصد في نهاية المطاف سوى الفشل.

وذكرت الصحيفة أن دولة قطر أصيبت، في البداية، بالذهول من اتهامات دول خليجية، سارعت لقطع العلاقات معها. وبعد مرور 17 يوماً، نشرت "عصابة الأربع"، كما تصفها الصحيفة، قائمة مطالب يتوجّب على قطر تنفيذها. وأعقب الذهولَ الذي شعرت به قطر، قلقٌ قصير الأمد، لأن إمدادات البلد كان معظمها يأتي من الجار السعودي.

وقد حرصت "عصابة الأربع"، كما تقول الصحيفة البلجيكية، على الحصول على موافقة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي اختار الرياض، في شهر مايو/ أيار، كأول بلد خارجي يزوره بعد بضعة أشهر من تعيينه رئيسًا للولايات المتحدة. أما بالنسبة إلى الغرب، فرأت الصحيفة أن هذه الإمارات النفطية تشكل أسواقاً تجارية وصناعية مربحة، وهذا النوع من الصراعات يسبب قلقًا كبيرًا لها.



هدوء أعصاب الدوحة

ولكن العائلة الحاكمة في قطر، وفق تقييم الصحيفة، تعاملت بهدوء أعصاب وبصيرة، وكان الهدف الأول، قصير الأمد، هو إعادة تنظيم التموين بفضل حلفاء وجيران آخرين؛ وبالأخص تركيا وإيران.


أما الخطوة الثانية فكانت، بحسب الصحيفة، معاودة الاتصال مع واشنطن، وتبيان أن الإمارة تستقبل المقر العام الإقليمي للجيش الأميركي، الذي يتكون من 10 آلاف ضابط وجندي، ثم شراء أسلحة أميركية من أنواع مختلفة، وهو ما فعلته أيضًا مع كبريات العواصم الأوروبية: لندن وباريس وروما.

وبعد وقت قصير، أحدث الرئيس ترامب، بضغوط من إدارته، توازنًا في موقفه، ثم استقبل، في 10 إبريل/ نيسان، أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في البيت الأبيض، باعتباره صديقًا.

وتقول الصحيفة، ساخرة "لنا أن نتخيل، من دون عناء، الغضب الذي شعرت به الرياض وأبوظبي، المحرّضتان الرئيسيَتان في الأزمة، واللتان أنفقتا عشرات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة، على الصفقات العسكرية، وملايين أخرى من الدولارات على شركات العلاقات العامة الأميركية، من أجل تشويه سمعة قطر. هذه الأموال يبدو أنها لم تنفع في شيء".

كذلك اعتبرت الصحيفة البلجيكية أن القطريين صمدوا، بشكل جيد، في وجه الصدمة: "صحيح أنهم استخدموا بعض مدخراتهم، لكنهم استعادوا بعض العافية"، مشيرةً إلى تنامي الشعور الوطني في بلد أنقذ استقلالَه.

وأخيرًا، تساءلت الصحيفة عن الأسباب التي دفعت الرياض وأبو ظبي إلى معاداة قطر، فتجدها في "عداء محمد بن سلمان ومحمد بن زايد لرياح الحرية التي أطلقها الربيع العربي، الذي ساندته قطر منذ البداية"، فكان عليهما أن "يقطعا أجنحة هذا الأخ العدو"، لكن "المضجر في الأمر هو أن هذه المكيدة فشلت، بشكل كامل، حتى الآن".