قتلى وجرحى بعد محاصرة الحوثيين السجن المركزي بالحديدة اليمنية

قتلى وجرحى بإطلاق الحوثيين النار على نزلاء السجن المركزي بالحديدة في اليمن

29 يونيو 2018
قوات الحوثيين تفرض حصاراً على السجن (برنت ستيرتون/Getty)
+ الخط -

اندلع حريق داخل السجن المركزي بمحافظة الحديدة غربي اليمن، الخميس، نتيجة إطلاق قوات تابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) الرصاص الحي، والقنابل المسيلة للدموع، على نزلاء السجن.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثلاثة من النزلاء، البالغ عددهم 1700 نزيل، قُتلوا برصاص قناصة جماعة (أنصار الله) التي استهدفت السجن المركزي بمحافظة الحديدة اليمنية".

وأضافت المصادر، أنّه "أُصيب أكثر من 22 سجيناً بجروح مختلفة، وكذلك بالاختناق، نتيجة الأدخنة المتصاعدة جراء الحرائق التي انتشرت في أجزاء من مرافق السجن، بعد حصاره من قبل جماعة (أنصارالله) وإضرام النيران فيه، في محاولة لإحباط تمرّد للسجناء".

وذكرت المصادر، أنّ قوات الحوثيين استخدمت الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيلة للدموع، وقنابل حارقة، لتفريق النزلاء الذين حاولوا الاحتجاج والتمرّد على قرار تحشيدهم للجبهات التابعة للحوثيين، من قبل قيادي في جماعة الحوثي يُدعى أبو أكرم.

وقال نشطاء في محافظة الحديدة، إنّ مجموعات عسكرية بزي قوات الأمن المركزي، تابعة للحوثيين، وقناصة انتشرت في محيط أسوار السجن المركزي، أطلقت الرصاص الحي على النزلاء، ما أدى إلى إصابة عشرات منهم بالرصاص الحي، وبحروق مختلفة، جراء اندلاع حريق داخل السجن.

وأشار النشطاء، إلى أنّ قوات الحوثيين تفرض حصاراً حتى الآن على السجن، لمنع فرار السجناء منه.

وقال مصدر في محافظة الحديدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ أحداث السجن المركزي في محافظة الحديدة، جاءت بعد يومين من محاولة القيادي في جماعة الحوثي أبو أكرم، الذي يشرف على السجن المركزي، اقتحامه بغرض اختطاف السجين من أبناء تهامة جهاد الحاج، المتهم بقضية قتل القيادي في جماعة الحوثي الملازم دهمان.

وكان الحاج الذي اعترف بجريمة القتل، قد سلّم نفسه إلى السلطات القضائية.

وأمام محاولة اختطاف الحاج، انتفض السجناء وأغلقوا الباب في وجه مشرف الجماعة الذي غادر بوابة السجن مهدداً بالعودة وأخذ السجين، بحسب المصدر.

وبالفعل عاد مشرف الحوثيين، مساء الخميس، ومعه مجموعات عسكرية بزي قوات الأمن المركزي، ليحاول اختطاف جهاد الحاج مرة أخرى، وفق ما ذكر المصدر، كما أشار إلى السجناء بأنّ هناك أوامر بنقل الحاج إلى العاصمة صنعاء، ما دفع نزلاء السجن لإغلاق البوابة والانتفاضة بوجه قوات الحوثيين.


وقال الصحافي في محافظة الحديدة مجاهد القب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "سيارة إسعاف تمكّنت من الوصول لداخل السجن المركزي بمحافظة الحديدة، وقامت بنقل المصابين إلى المستشفيات في المدينة".

وذكر أنّ "قوات الحوثي استخدمت البطش والتنكيل بالنزلاء"، مؤكداً أنّ "قوات الحوثي أرغمت 500 شخص من النزلاء على الموافقة بنقلهم من السجن المركزي بالحديدة إلى العاصمة صنعاء".

وتأتي هذه الأحداث، بينما تشهد مدينة الحديدة، عملية عسكرية، بدأتها القوات اليمنية، بإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية، في 13 يونيو/حزيران الجاري، للسيطرة على الحديدة ومينائها الاستراتيجي، من مسلّحي (الحوثيين)، المتهمين بتلقي دعم إيراني.

ويُعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600  ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات، لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية، منذ سيطرتهم على الحديدة، في أكتوبر/تشرين الأول 2014.

ويؤكد التحالف أنّ الهجوم الذي بلغ مطار المدينة الواقع في جنوبها، لن يتوقف إلا في حال انسحاب الحوثيين من المدينة ومينائها.