الجنوب السوري يدفع ضريبة التفاهمات الدولية

الجنوب السوري يدفع ضريبة التفاهمات الدولية

ريان محمد

avata
ريان محمد
29 يونيو 2018
+ الخط -

يدفعُ الجنوب السوري، بحسب ما يبدو، ضريبة تفاهمات الروس مع الاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة والأردن، ويشنّ النظام السوري على هذه المنطقة عملية عسكرية مدمرة، عبر ذراعه العسكرية المعروفة بـ"حملة النمر"، بقيادة العميد سهيل الحسن، مدعومة من الطيران الحربي الروسي، وهي عملية تعيد رسم خريطة السيطرة على المنطقة.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قالت مصادر سورية معارضة في أوروبا، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن "الملف في الجنوب قد حُسم، والروس سيفرضون سيطرتهم على المنطقة، بالتزامن مع صون مصالح اسرائيل والولايات المتحدة، اللتين زودتا قبيل بدء العملية العسكرية عدداً من الفصائل المسلحة ببعض أنواع الأسلحة، أهمها الصواريخ المضادة للدروع، ومن ثمّ أعلنوا صراحة أنهم غير معنيين بما يجري في الجنوب، وبالتالي فقد ورطوا الفصائل في حرب استنزاف لها وللنظام، وإن كانت أسوأ بالنسبة للفصائل، إذ أفقدتها أهم أوراقها التفاوضية، وهي السلاح الذي تحمله".

وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها أن أولويات إسرائيل والأميركيين، لم تعد النظام وتدمير سورية، فاليوم تهتم تل أبيب وواشنطن، بعد القضاء على تنظيم داعش الذي أعلنت عنه، متغاضية عن الجيوب المتبقية لهذا التنظيم في البادية وحوض اليرموك في درعا، هو الحد من التواجد الإيراني العسكري، والذي يتعاون على إنجازه الروس مع الإسرائيليين، حيث تركت موسكو لتل أبيب حرية ضرب أهداف إيرانية ، بما فيها أهداف لحزب الله اللبناني، في أي نقطة بسورية، حتى أنهم أصبحوا يطالبون بخروجهم من سورية".

ورأت المصادر أن "الجميع يريدون تأمين الطريق الدولية إلى معبر نصيب، وهذا أصبح مطلباً دولياً، بعدما تأذت العديد من الدول من إغلاقه طوال الفترة الماضية، ودفعت الأزمة الاقتصادية في الأردن مسألة المعبر إلى الواجهة، ليصبح مشكلة ملحة تحتاج إلى حل، إضافة إلى ملف النازحين والمساعدات الانسانية التي تتراجع يوماً بعد يوم".

ولفتت المصادر إلى أن "الأردن كذلك يدعم حسم ملف الجنوب على يد الروس، ما يريحه من الكثير من الملفات، كالمتشددين الأردنيين الذين يقاتلون في سورية، ويضمن عدم إعادة استخدامهم ضده".

وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن "إسرائيل هي الرابح الأكبر، حيث دمرت السلاح السوري الاستراتيجي، الذي كان بيد النظام، وعملت على تخريب الثورة السورية الطامحة للحرية والديمقراطية، تاركة سورية دول فاشلة، تحت سيطرة الروس، الحليف الأمين، الذي لا يقل عن الولايات المتحدة لجهة حماية المصالح الاسرائيلية".

ورأت المصادر أن "الروس يبحثون عن جني الأرباح من سورية، أما العمل على ملفات كملف الجنوب، مع الغرب وعلى رأسهم الأميركيون، فيعتبر مكسباً مهماً لموسكو، إن كان لجهة ظهور روسيا كدولة وازنة ذات قوة قادرة على الحسم، وخاصة في ظل فشل الأميركيين وبقية الدول في إيجاد قوة عسكرية قادرة على القضاء على تنظيم داعش والنصرة في الجنوب السوري، ما يجبر الغرب على التعامل مع الروس على هذا الأساس، وإن كان على مستوى سورية أو ملفات محددة فقط".


من جهتها، أعربت مصادر معارضة في دمشق، في حديث مع "العربي الجديد"، عن اعتقادها أنه "في ما يخص الايرانيين في ملف الجنوب السوري، فإن المليشيات الايرانية متواجدة هناك، وإن كانت غابت راياتها، إن غابت، وبشكل منفصل، أو ضمن القوات النظامية، وهنا المهم، أي أن الاسرائيليين لا يقلقهم وجود مقاتلين أو مستشارين، بل يقلقهم وجود مجموعات تعمل على بناء قواعد عسكرية، وأن تمتلك هذه المجموعات صواريخ أو أسلحة استراتيجية قد تهدد اسرائيل".

وأضافت هذه المصادر أن "الايرانيين لديهم الكثير من المشاكل والضغوط الداخلية والخارجية"، وأن "محاربتها من قبل الجميع قد يقلص من قدراتها، وإن كانت قد شكلت قاعدة موالية لها خلال الفترة الماضية، وهؤلاء هم من ستدعمهم ايران ليضمنوا مصالحها، لكن وجود قواعد عسكرية لها فهو أمر مستبعد".

ولفتت إلى أن "هناك توجهاً يربط إنهاء ملف الجنوب، بإتمام تسوية ما للجولان المحتل من قبل اسرائيل، لكن هذا الأمر قد يتكشف خلال الفترة المقبلة، ووجود حل سياسي بشكل ما"، مرجحة ألا ينضج الأمر قبل عام 2021، حيث تنتهي ولاية بشار الأسد".

 

 

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة

سياسة

قُتل 40 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات، في إطلاق نار أعقبه اندلاع حريق، مساء اليوم الجمعة، في صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو.
الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.