مُعارِضة سورية ترفضُ حضور "مهرجان اللجنة الدستورية" في الرياض

مُعارِضة سورية ترفضُ حضور "مهرجان اللجنة الدستورية" في الرياض

23 يونيو 2018
رفضت الأتاسي أن تكون جزءاً من "السيرك" (دورسون أيدمير/الأناضول)
+ الخط -

وصفت المعارِضة السورية، وعضو وفد "هيئة المفاوضات العليا" في جنيف فرح الأتاسي، الاجتماعات والتحضيرات المتعلّقة باللجنة الدستورية المكلفة إعداد دستور جديد لسورية، بـ"السيرك المفخخ السياسي"، مُعلنة رفضها المشاركة بـ"مهرجان" اللجنة، في إشارة إلى اجتماع الهيئة بالرياض، الإثنين المقبل.

وقالت الأتاسي، في منشورٍ على صفحتها في "فيسبوك"، مساء الجمعة، إنّها دعيت إلى "اجتماع الأمانة العامة لهيئة التفاوض بالرياض"، الإثنين، و"أعتذر عن حضور هذا الاجتماع، وعن المشاركة بمهرجان اللجنة الدستورية".

وشددت على رفضها أن تكون "جزءاً من هذا السيرك المفخخ السياسي، أو عضواً بهذه اللجنة الخاضعة للإملاءات الإقليمية والدولية، والتي تقزم ثورة شعب قدم تضحيات هائلة ومكلفة من أجل تعديل" دستوري!! واقتسام السلطة مع النظام المجرم وأبواقه ومعارضته التي إما تشبهه أو تدور في فلكه".


وتعقد "هيئة المفاوضات العليا" التي يرأسها نصر الحريري، بعد غد الإثنين، اجتماعاً في العاصمة السعودية الرياض، لـ"اتخاذ القرار المناسب، فيما يتعلق باللجنة الدستورية، وبقية التطورات"، بحسب تغريدةٍ للحريري، في حسابه على "تويتر" قبل أيام.

وتُعتبر اللجنة الدستورية من أبرز مخرجات مؤتمر سوتشي، الذي استضافته روسيا، وقاطعته المعارضة السورية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في يناير/كانون الثاني الماضي، ومن المقرر أن تعمل على إعادة صياغة الدستور في سورية.


ويلف الغموض آلية عمل اللجنة الدستورية، إذ لم يتم تحديد، ما إذا كانت اللجنة ستبحث تعديلاتٍ جوهرية أو سطحية بالدستور القائم منذ 2012 في سورية، أو أنّ أعضاءها الـ50، المفروض أنهم موزّعون بالتساوي بين النظام والمعارضة وشخصيات مستقلة، سيقومون بكتابة دستور جديد.

وقدّمت "اللجنة الثلاثية" التي تتكوّن من "مؤتمر الحوار الوطني الديمقراطي" و"منصّة موسكو" و"تيار الغد السوري" أسماء مرشّحيها، إلى اللجنة الدستورية.

وتنفصل هذه المنصّات عن أخرى معارضة، مثل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية"، و"منصة الرياض" و"منصة القاهرة"، وغيرها، وهو ما دفع بمراقبين للقول إنّ "هذه المنصّات بما قدّمته من شخصيات لا تعطي تمثيلاً شاملاً للمعارضة السورية"، وأبدوا تخوّفهم من مشاركة هذه الشخصيات في "إعداد دستور لا يلبّي طموحات الشعب السوري".


ويتزامن اجتماع الرياض، مع لقاءاتٍ "تشاورية"، يعقدها المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في جنيف، مع ممثلين عن الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والسعودية، والأردن، وتهدف بشكل أساسي، لبحث آلية وعمل اللجنة الدستورية السورية.

وعقد دي ميستورا، الثلاثاء الماضي، اجتماعاً مغلقاً مع مسؤولين أتراك وروس وإيرانيين، بصفتهم ممثلين عن الدول الضامنة لمفاوضات أستانة، ووصف الاجتماع بـ"المثمر والبناء".

وقدّم النظام السوري قائمة مرشحيه للجنة، إلى إيران وروسيا، اللتين قامتا بتسليمها لدي ميستورا، على أن يعدّ بنفسه قوائم الشخصيات المستقلّة.

وضمّت القائمة التي قدّمها النظام السوري، 50 اسماً، وهو عدد يساوي عدد أعضاء اللجنة التي يفترض أن تضم ممثلي المعارضة والمستقلين أيضاً.