سهيل الحسن يصل إلى مطار خلخلة تحضيراً لـ"معركة درعا"

سهيل الحسن يصل إلى مطار خلخلة تحضيراً لـ"معركة درعا"

21 يونيو 2018
عشرات الآليات العسكرية دخلت إلى مطار خلخلة(تويتر)
+ الخط -

في إطار التحضيرات الاستباقية للعملية العسكرية التي يعتزم النظام السوري القيام بها في محافظة درعا، قالت مصادر متطابقة، اليوم الخميس، إن العميد في قوات النظام سهيل الحسن الملقّب بـ "النمر"، قد وصل إلى مطار خلخلة في ريف السويداء، بهدف قيادة هذه العملية، في وقتٍ يحاول النظام خلق فتنة طائفية بين أهالي السويداء ودرعا ليستغلها كورقة ضغط. 

وذكرت شبكة "السويداء ٢٤" (شبكة أخبار محلية)، ومصادر ميدانية أخرى، أن "النمر" وصل، أمس الأربعاء، إلى المطار، ورافقته تعزيزات عسكرية ضخمة على طول المنطقة الفاصلة بين شرق درعا وغرب السويداء.

ونقلت الشبكة عن مصادر لم تسمّها القول "إن عشرات الآليات العسكرية دخلت إلى مطار خلخلة، ومن المتوقع أن يكون المركز الرئيسي لقيادة العمليات في المنطقة الجنوبية"، مشيرةً إلى أن "الحسن وصل إلى المطار بمرافقة من عناصر وصحافيين روس كانوا يغطّون تحرّكاته هناك".

ويتزامن وصول الحسن مع الاستعداد لبدء معركة سوف تشنّها قوات النظام السوري، بهدف إبعاد المعارضة السورية المتمركزة في محافظة درعا، جنوب البلاد.

وكان النظام السوري قد صعّد من وتيرة تهديداته لاجتياح درعا، وذلك بعد سيطرته على الغوطة الشرقية بريف دمشق وأحياء دمشق الجنوبية.

وألقت مروحيات تابعة للنظام قبل أيام، منشوراتٍ ورقية فوق المدنيين، تهدّدهم بالمصير ذاته الذي حلَّ بالمدنيين في الغوطة الشرقية، في حال لم يطردوا من وصفتهم بـ"الإرهابيين".

ومطار "خلخلة" هو أكبر المطارات العسكرية من حيث المساحة في سورية، ويقع في ريف السويداء، ويضم داخله قيادة "اللواء 73"، وفيه سربان من أسراب "ميغ 21" و"ميغ 23"، وتحيط به تلال صحراوية وعرة.

وتعرّضت محافظة درعا خلال الأيام الماضية لقصف قوات النظام، وسط ترقّب بداية المعركة خلال الفترة القادمة.

وجاء تحرّك النظام السوري نحو درعا على الرغم من وقوع المنطقة ضمن منطقة "خفض التصعيد" التي عُرفت باسم "هدنة الجنوب السوري"، وترعاها روسيا والولايات المتحدة الأميركية والأردن، ما يعني أن النظام يخرق الهدنة أمام الدول الضامنة لها.


تصد لفتنة طائفية

في سياق متصل، يحاول النظام السوري بعد استقدامه لتعزيزات عسكرية للمنطقة الفاصلة بين محافظتي درعا والسويداء، على الدوام "خلق فتنة" بين أهالي المحافظتين مستغلا قضية الأقليات التي عمل على تقويتها وتغذيتها طوال فترة حكم حافظ الأسد، وعززها بشار الأسد ليستغلها كورقة ضغط منذ العام 2011.

وتجددت أخيراً ضمن مساعيه لكسب الرأي العام والتجييش للمعركة التي يحشد لها، باستهداف أحياء في مدينة السويداء بقذائف الهاون واتهام فصائل من مدينة درعا، الأمر الذي قوبل بالرفض من أهالي محافظة درعا المنتمين للطائفة السنية، وأهالي السويداء وغالبيتهم من طائفة الموحدين الدروز.

أبو فراس (57 عاما)، من أهالي السويداء، قال في حديث مع "العربي الجديد": "عشرات الفتن تم رميها بين أهل السويداء وجيرانهم في درعا خلال السنوات الأخيرة، إلا أنها جميعا فشلت، وبقي التوجه العام لدى أهل السويداء هو الحفاظ على حسن الجوار والعيش المشترك، لأن الجميع يدرك أن علاقة الجار بالجار هي الأبقى، وبين أهل المحافظتين علاقات قديمة ومصالح مشتركة".

وأضاف "حتى خلال السنوات الماضية كانت السويداء المعبر الرئيسي للوقود وللمواد الغذائية، إضافة إلى أن أهل السويداء استقبلوا آلاف العائلات الهاربة من العمليات العسكرية في درعا، حيث يطلق عليهم اسم الضيوف وليس أي تسمية أخرى كنازحين مثلا".

ورأى أن "أهل السويداء الذين أخذوا قرارهم مبكرا وتبنوا توجهاً عاماً بعدم الاشتراك بالصراع المسلح في سورية، وزاد عدد شبانها الممتنعين عن الخدمة العسكرية في القوات النظامية عن 40 ألف شاب، يتحملون أعباء اجتماعية واقتصادية وأمنية كبيرة، لن يشتركوا اليوم في معركة درعا التي يتحدث عنها النظام"، مبينا أن "المليشيات التي شكلها النظام في المحافظة والتي لا يزيد عدد المقاتلين فيها عن بضع مئات، لا تمثل المحافظة ولا تعبر عن موقفها المعروف منذ سنوات، إلا أن النظام يحاول استغلال ذلك ليقول إن أهل السويداء يشاركونه المعركة".

بدوره، أوضح أبو سلطان، (65 عاماً)، وهو عسكري سابق في قوات النظام، لـ"العربي الجديد"، أن "النظام يحاول التقدم باتجاه درعا من السويداء التي يسيطر عليها عسكرياً، وقد استقدم تعزيزاته من خارجها، وهذا أمر خارج عن إرادة أهلها".

كما أشار إلى أن "الأهالي في السويداء متخوفون من أن يتم استهداف القرى الحدودية، بحجة أن القوات النظامية تحاول التقدم من أراضي المحافظة، وهذا أمر يهدد السلم الأهلي بين المحافظتين، حيث يدفع أهل المحافظة للدفاع عن أنفسهم، ما يجعل الأمر يصب في مصلحة النظام".

وقال "نحن كأهل السويداء نتمنى لأهل درعا وجميع السوريين الخير، ولا نتمنى أن تسفك قطرة دم واحدة من أي سوري، وأن تحل الأزمة ويعيش الجميع في سلام وتحفظ كرامات الناس وحقوقها".

أما محمد خليل (55 عاما)، ابن مدينة درعا، فيوضح لـ"العربي الجديد"، أن "اللعبة القذرة التي يحاول النظام القيام بها حالياً، وحاول من قبل الكثير اللعب عليها حتى قبل اندلاع الثورة، لن تمر على أهالي درعا، فهم يرفضونها رفضا قاطعا ويصرّون على أن أهل السويداء مثلهم ظلموا من قبل نظام الأسد الأب سابقا وتابع ابنه بشار هذه المسيرة".

ويضيف "النظام السوري على مر الدوام يحاول افتعال المشاكل بين أهالي المحافظتين، عن طريق الجيش كما كان في السابق أو المناصب التي كانت تمنح في الدولة سابقا، وتطور الأمر في الوقت الحالي للاستهداف العسكري وإطلاق عصابات ممولة من قبله تقوم بعمليات القتل والاختطاف لتغذية خلافات بين أهالي المحافظتين".

كذلك، يرى زهير مسالمة، من أهالي مدينة درعا، أن السنوات السبع التي استغلها النظام على وتر الفتنة بين درعا والسويداء ستمر دون جدوى ولن ينجر أبناء المحافظتين إليها، ويقول لـ"العربي الجديد": "الاختبار لا شك صعب للطرفين، لكن معرفة الحقيقة وكيفية سعي النظام ومرتزقته هي التي تثبت الأهالي من الطرفين لعدم الانجرار لاقتتال يسعى النظام جاهدا لتحقيقه".