سياسيو إيران يرفضون عريضة التفاوض مع واشنطن

سياسيو إيران يرفضون عريضة التفاوض مع واشنطن

20 يونيو 2018
ولايتي: طهران لن تتراجع عن شروطها (Getty)
+ الخط -

ردّ السياسيون الإيرانيون على الجناح الإصلاحي الذي طالب بفتح مفاوضات مباشرة مع واشنطن، واصفين الأمر بـ"المذل" وأنه يعني "الاستسلام".

وقال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إن العريضة التي وقع عليها إصلاحيون إيرانيون طالبوا فيها بفتح تفاوض مباشر مع الولايات المتحدة ما هي إلا رسالة مذلة، وعلى هؤلاء أن يعلموا أن أي حوار قادم مع واشنطن يعني استسلام إيران، بحسب تعبيره.

وفي تصريحات صادرة عنه، اليوم الأربعاء، أضاف ولايتي أن "الولايات المتحدة ستعمل على استغلال أمثال الموقعين على هذه العريضة حتى النفس الأخير ولن يحصدوا بالنتيجة أي مكسب"، لافتاً إلى أن "بعض هؤلاء الأفراد يحملون جنسية أخرى إلى جانب الإيرانية، أو أنهم من التجار أو ممن يرسلون أبناءهم للدراسة في أميركا". وقال إنّ واشنطن هي الطرف الذليل، وهي التي ستخرج من المنطقة برمتها بعد أن تلحق بها خسارة فادحة.


وأشار ولايتي إلى أن "الولايات المتحدة ستهزم في اليمن وفي العراق"، متهماً إياها بنكث العهود والاتفاقيات الدولية، رافضاً بشدة أي حوار إيراني جديد معها. وأضاف: "لقد حاورت طهران واشنطن في السابق، لكن النتيجة كانت تهرّب أميركا من الالتزام بتعهداتها"، واصفاً من يدعون للتفاوض بأنهم "لا يفقهون معنى مطلبهم أو أنهم يسعون إلى خداع الإيرانيين".

وفي شق آخر، ركز ولايتي على ملف بلاده النووي، قائلاً إنه "يتوجب على الأطراف الأوروبية أن تلتزم بتعهداتها في الاتفاق وأن تمنع الولايات المتحدة من السلوك التخريبي"، مؤكداً أن طهران لن تتراجع عن شروطها.

وعلّق على خروج الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قائلاً إن "عضويتها فيه ما هي إلا محاولة لاستخدام ذلك كأداة ضغط سياسية، وبحال لم تتحقق مصالح واشنطن فلا معنى لبقائها في المجلس"، كما ذكر.

من جهته، قال وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، إن البلاد لن تدخل في مساومة ولا في حوار ولن تتردد في الدفاع عن مصالحها، متسائلاً عن مبررات المطلب الذي نقله البعض ممن دعوا إلى مفاوضات غير مشروطة. ورأى أنه "ليس من المنطق فتح حوار مع بلد لا يلتزم بتعهداته".

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن فضلي قوله أيضاً إن وضع إيران الراهن لا يستدعي أن تخضع لتهديدات الآخرين، وقدرتها الدفاعية ما زالت أحد العناوين الخلافية بينها وبين الآخرين، مضيفا أن الظروف الإقليمية ليست في وضع يسمح لأميركا بأن تفرض كل ما تريد، مؤكدا أن إيران لن تتنازل عن سيادتها، واستبعد شن أي حرب ضد بلاده بوجود الظروف الراهنة. ولو حصل ذلك وقررت بعض الأطراف اتخاذ خطوة ضرب إيران، إلا أنها لن تكون الجهة التي ستنهيها، بحسب تعبيره.

وذكر أخيرا أن "الولايات المتحدة تسعى إلى فرض ضغوطاتها على إيران بشتى السبل، وكانت تستخدم مجلس حقوق الإنسان كوسيلة لذلك، لكنها مع ذلك لم تحصد إجماعا دوليا".

أما رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني والذي التقى ونواب البرلمان بالمرشد الإيراني علي خامنئي اليوم الأربعاء، فذكر أن النواب جديون في مواجهة السياسات العدائية الأميركية وعقوباتها على إيران، مؤكدا أن طهران ستكون قادرة على تجاوز هذه المرحلة الحساسة، بحسب وصفه.

وأضاف لاريجاني أن البرلمان الإيراني سيقف بوجه مؤامرات الغرباء والأعداء، وسيحقق أمن واستقرار البلاد اقتصاديا وسياسيا بالتعاون مع بقية السلطات.

وكان المرشد علي خامنئي قد أكد خلال اللقاء ذاته ضرورة عدم مصادقة البرلمان الإيراني على المعاهدات الدولية التي لا تتناسب ومصالح البلاد، ورأى أن هذه المعاهدات تصاغ وفقاً لمصالح القوى الكبرى وعلى إيران أن تكون حذرة.

وتأتي تصريحات المرشد هذه في إشارة إلى جدل بين نواب البرلمان لا يزال يمنع التصويت بالموافقة على مقررات (فاتف) أو مجموعة العمل المالي، والتي تخص مكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال، إذ إن مؤيديها يرون أنها تشكل سبيلاً لطمأنة شركاء إيران الاقتصاديين وهو ما سيسهل توقيع الصفقات والعقود بموجب الاتفاق النووي، بينما يتخوف منتقدوها من تبعات ذلك، ومن محاولة الضغط على إيران مجدداً بحجة مقررات جديدة واتهامها بتمويل الإرهاب.

الجدير بالذكر أيضاً أن مائة شخصية سياسية محسوبة على الإصلاحيين أو المعارضين الإيرانيين، ومنها من يقيم في الداخل وشخصيات أخرى خارج البلاد، كانت قد وقعت على رسالة وُجِّهت لمسؤولين رفيعي المستوى في البلاد، طالبت فيها باستغلال الفرصة وفتح الباب لتفاوض مباشر مع واشنطن، مبدية تخوفها من نتائج الضغط الراهن على البلاد ومن العقوبات العائدة إليها بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق مايو/أيار الماضي.

وكان أمين حزب "كوادر البناء" غلام حسين كرباستشي، وهو أحد الموقعين على الرسالة، قد أكد فحواها في حوار نشر سابقاً في صحيفة اعتماد الإصلاحية، ونقلت عنه وكالة "فارس" الإيرانية، اليوم الأربعاء، قوله إنه لم يكتبها بنفسه، وبأنه شرح ضرورة أخذ ضمانات من ترامب قبيل التفاوض معه، والتي تتعلق بضرورة عدم نكث الولايات المتحدة تعهداتها.

وأوضح كرباستشي لـ"فارس" أن الرسالة تنقل تحليلاً سياسياً، ولا تعكس موقفاً رسمياً إيرانياً، ورأى أن العلاقات بين أميركا والاتحاد الأوروبي ليست بأجود حالاتها وتستطيع طهران الاستفادة من ذلك.