الحديدة: حسم معركة المطار ينهي "الفرصة الأخيرة" للجهود الأممية

الحديدة: حسم معركة المطار ينهي "الفرصة الأخيرة" للجهود الأممية

19 يونيو 2018
مخاوف من تأثير المواجهات على المدنيين (أحمد الباشا/فرانس برس)
+ الخط -

كما كانت تذهب أغلب المؤشرات، لم تسفر زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، عن تفاهمات تجنب مدينة الحديدة المعركة العسكرية، التي عاودت التصاعد بالتزامن مع اختتام زيارته، إذ فقد مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيين) السيطرة على مطار الحديدة الدولي في ظل الاشتباكات المتواصلة على أطراف المدينة الجنوبية، ووسط مخاوف من تأثير المواجهات على المدنيين في الأحياء الغريبة. 

وأكد سكان لـ"العربي الجديد"، أن أصوات القذائف من القصف الجوي للتحالف في المنطقة المحيطة بمطار الحديدة، وصولاً إلى الاشتباكات بالمدفعية والدبابات، تُسمع في أجزاء من المدينة، حيث سادت حالة من الهلع لدى السكان في الأحياء القريبة من المواجهات، وسقط ضحايا مدنيون كانوا على متن حافلة أثناء مرورها بالقرب من آلية استهدفتها غارة جوية. 

وبدأت قوات الجيش اليمني باقتحام مطار الحديدة في وقتٍ مبكرٍ اليوم، بإسناد جوي، حيث نفذت مقاتلات التحالف، وفقاً لمصادر تابعة للحوثيين، أكثر من 40 غارة جوية على المطار منذ صباح اليوم، بالترافق مع تقدم قوات الشرعية إلى المطار، وهي العملية التي واجهت مقاومة من الحوثيين، الذين قصفوا بدورهم، بمختلف القذائف المدفعية والدبابات، في محاولة لإعاقة تقدم قوات الشرعية. 

ويحتل مطار الحديدة، الذي يمتد على مساحة أكثر من ثلاثة كيلومترات، أهمية عسكرية استثنائية، من موقعه كبوابة جنوبية إلى المدينة، فضلاً عن قربه من منطقة "كيلو16"، التي يقع فيها الطريق الواصل بين مدينتي الحديدة وصنعاء.

وتسعى قوات الشرعية، وفقاً لمصادر ميدانية تحدثت لـ"العربي الجديد"، لقطع الإمدادات عن الحوثيين من خلال السيطرة على طريق صنعاء، على نحوٍ يمكن أن يخفف من ضراوة المعارك داخل المدينة. 

ويأتي التصعيد بالتزامن مع مغادرة المبعوث الأممي إلى اليمن صنعاء، والذي يبدو أن جهوده التي وُصفت بـ"الفرصة الأخيرة" للوصول إلى تفاهمات، من شأنها تجنيب مدينة الحديدة المعركة، فشلت، في ظل تخوف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أن تطاول آثارها مئات الآلاف من المدنيين، وخطوط الإمداد المتعلقة بالمساعدات الإنسانية والواردات التجارية، بما فيها المواد الغذائية إلى البلاد. 

ووفقاً للمعلومات المتواترة من مصادر قريبة من الأمم المتحدة وأخرى من الحكومة اليمنية، حمل المبعوث الأممي مقترحاً يقضي بانسحاب آمن للحوثيين من مدينة الحديدة، لكنهم وضعوا شروطاً للتجاوب مع المقترحات، لتنتهي ثلاثة أيام من اللقاءات التي أجراها غريفيث في صنعاء دون الإعلان عن نتيجة بالوصول إلى الحل.





وأكد القيادي في الجماعة عضو المكتب السياسي لـ"أنصار الله"، ضيف الله الشامي، فشل جهود المبعوث الدولي، وكتب في تغريدة على حسابه في "تويتر" أن ما سماه "العدوان" فشل في "تحقيق هدفه العسكري في الحديدة، فأرسل المبعوث الأممي لتحقيق انتصار سياسي"، مشيراً إلى أن الأخير فشل "في تحقيق الهدف وغادر صنعاء بخيبة الأمل في الحصول على تنازلات، ولم يجد موقفاً متغيراً عن السابق، ولم يكن لمعركة الحديدة أي تأثير". ​

واستبق التحالف مغادرة المبعوث الأممي بالإعلان، مساء الاثنين، عن أن جهوده اصطدمت بتعنت "الحوثيين".

وبدأت قوات الشرعية، منذ الليلة الماضية، بالاستعداد لاقتحام المطار، بعدما كانت المناطق المحيطة به ساحة للمعارك العنيفة على مدى الأيام الماضية. 

وفي ظل فشل الجهود الدبلوماسية وتواصل المعارك، مع الكلفة التي ظهرت في أطراف المدينة خلال الأيام الماضية، فإن التساؤل الذي يشغل اليمنيين يتمثل بما ستؤول إليه تطورات الأيام المقبلة، ومدى قدرة قوات الشرعية المدعومة من التحالف على تحقيق مفاجآت تقلل من الخسائر المحتملة للمعركة، ومثل ذلك بالنسبة للحوثيين، الذين عززوا، على مدى الأسابيع الأخيرة، قواتهم في الحديدة، وحفروا خنادق في عدد من الطرقات، استعداداً على ما يبدو لمعركة شوارع في المدينة.