غوتيريس: استمرار الأوضاع الحالية في غزة ينذر بنشوب حرب

غوتيريس: استمرار الأوضاع الحالية في غزة ينذر بنشوب حرب

19 يونيو 2018
غوتيريس: تغيير طابع القدس عقبة أمام السلام (Getty)
+ الخط -

حذر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الإثنين، من "نشوب حرب"، في حال استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، المحاصر من قبل إسرائيل منذ 12 عاماً.

جاء ذلك، في أول تقرير يقدمه غوتيريس إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي في مقره بنيويورك، بشأن تطبيق قرار المجلس رقم 2334، الصادر في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016.

ويطالب القرار المذكور بـ"وقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية"، ويؤكد أنّ "المستوطنات ليس لها أي شرعية قانونية، وتمثّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".

ووزّع غوتيريس التقرير على أعضاء مجلس الأمن، بحسب ما أوردت "الأناضول"، تحضيراً للاجتماع الشهري حول الوضع في الشرق الأوسط، المقرر اليوم الثلاثاء.

وقال، في تقريره، إنّه "صُدم جراء أعداد القتلى والجرحى الفلسطينيين (في غزة)؛ بسبب استخدام القوات الإسرائيلية النيران الحية منذ بدء الاحتجاجات في 30 مارس/آذار الماضي".

وأكد غوتيريس أنّه "تفع على عاتق إسرائيل مسؤولية ممارسة الحد الأقصى من ضبط النفس في استخدام النيران الحية، وعدم استخدام القوة القاتلة إلا كملاذ أخير عند وجود خطر وشيك بالموت أو الإصابة البالغة".

وجدد دعوته إلى "إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الأسباب التي أدت إلى مقتل العشرات وجرح الآلاف من المدنيين الفلسطينيين"، خلال "مسيرات العودة"، شرقي غزة.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 14 مايو/أيار، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين في "مسيرة العودة" على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 64 فلسطينياً وجرح 3188 آخرون، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، تزامناً مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة.

وجاءت تظاهرات الفلسطينيين، في ذكرى النكبة وقيام دولة إسرائيل، استكمالاً لـ"مسيرة العودة" التي بدأت، في ذكرى "يوم الأرض" 30 مارس/آذار الماضي، حيث يتجمهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الحدودي، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.

غير أنّ غوتيريس، قال، في الوقت نفسه، إنّ "الأنشطة التي تمارسها (حركة) حماس وغيرها من الجماعات المسلحة، تعرّض للخطر ليس حياة الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، وإنّما أيضاً احتمالات إيجاد مستقبل قابل للحياة للفلسطينيين في القطاع"، بحسب قوله.

وتابع أنّ "الصواريخ التي أطلقت في اتجاه إسرائيل، يومي 29 و30 مايو/أيار الماضي، دفعتنا قريباً من نزاع شامل لم نره منذ عام 2014. هذه الأعمال، غير مقبولة، وتمثل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي".

وإضافة إلى الاعتداءات العسكرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، يعاني أكثر من مليوني نسمة في غزة أوضاعاً معيشية وصحية متردية للغاية، جراء حصار للقطاع بدأته إسرائيل عقب فوز "حماس" بالانتخابات التشريعية، عام 2006، وعززته إثر سيطرة الحركة على غزة، في العام التالي.


وحذر الأمين العام، في تقريره، من أنّ "الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية تتواصل بلا توقف، ما يهدّد الآمال والآفاق العملية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة".

وجراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/حزيران 1967 أساساً للسلام، توقفت المفاوضات مع الفلسطينيين، منذ أبريل/نيسان 2014.

كما نبّه غوتيريس، إلى أنّ الخطوات الأحادية من أي طرف يسعى إلى تغيير طابع القدس "تشكّل عقبة أمام السلام".

وتعمل تل أبيب على تكريس احتلالها لمدينة القدس الشرقية، مستفيدة من اعتبار الولايات المتحدة الأميركية القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في 14 مايو/أيار الماضي.

ويتمسّك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا ضمها وإعلانها مع القدس الغربية في 1980، "عاصمة موحدة وأبدية" لها.

(الأناضول، العربي الجديد)