انتخابات لبنان: نسبة المشاركة 49.2% واستمرار فرز الأصوات

انتخابات لبنان: نسبة المشاركة 49.2% واستمرار فرز الأصوات

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
06 مايو 2018
+ الخط -
قال وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، منتصف ليل الأحد الإثنين، إن نسبة الاقتراع في الانتخابات البرلمانية وصلت إلى 49.2%، وفق بيانات رسمية غير نهائية، مقابل 54% في انتخابات 2009. بينما يتواصل فرز الأصوات.

وأضاف المشنوق، في مؤتمر صحافي عقده منتصف ليل الأحد - الإثنين في بيروت، إن أدنى نسبة تصويت سُجّلت في دائرة بيروت الأولى، وأعلى نسبة سُجّلت في دائرة الشمال الثانية.

وأشاد الوزير اللبناني بالأجهزة الأمنية "هذه الانتخابات بيضاء ولم تتخللها إراقة أي دماء، وعكست أهمية ممارسة الحرية السياسية من خلال الاقتراع".​ 

كذلك عبّر المشنوق عن استغرابه لكون "نسبة التصويت تراجعت رغم أن القانون الجديد يعتمد النظام النسبي، في حين كان القانون القديم يعتمد النظام الأكثري، وهو ما يُشجع الناخبين عادة على التصويت".

وخاطب المشنوق مقاطعي الانتخابات قائلاً: "من لم يقترع يتحمل مسؤولية عدم الاعتراض، وهناك 800 ألف ناخب جدد على لوائح الشطب".

واعتبر أن "عملية الاقتراع تمت ببطء لأن القانون جديد ولأن الناخبين ومسؤولي الأقلام لم يكونوا على اطلاعٍ كافٍ على كيفية تطبيق القانون".

وبحسب الوزير، فإن "بضعة آلاف من الناخبين لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم، فتم اللجوء إلى المادة 97 من القانون التي تنص على السماح لكل الموجودين في القلم ومحيطه بالتصويت حتى بعد انتهاء الوقت القانوني للتصويت".

وقد استبق عدد كبير من المرشحين إعلان النتائج النهائية التي ستُعلن غداً الإثنين (اليوم)، وألقوا خطابات النصر، وتخلل كلمات بعض السياسيين كوزير الخارجية، ورئيس "التيار الوطني الحر" وصهر رئيس الجمهورية، جبران باسيل، إطلاق نار في الهواء من قبل أنصاره.

في المقابل، أبدى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط أسفه لكونه "لم يستطع التعبير عن ملاحظاته الخاصة بالنتائج، لأن النتائج لم تصدر بعد".

وتحدث جنبلاط إلى الصحافيين منتصف ليل الأحد - الإثنين وإلى جانبه ابنه الذي رشحه عن المقعد النيابي الذي ورثه جنبلاط الأب عن جنبلاط الجد، كمال. وأجّل الحزب الاشتراكي الاحتفال بانتصار مرشحيه في بيروت والمتن وجبل لبنان إلى الأسبوع المقبل.

كذلك أعلنت ماكينة لائحة "كلنا وطني"، التي تضم رجال أعمال وناشطين من المجتمع المدني، عن تقدم المرشحة جمانة حداد في لائحة بيروت الأولى، وتوقعت تحقيق تقدم في نفس الدائرة وفي دائرة الشوف في جبل لبنان.

النتائج الأولية تحسم أغلب المقاعد

حسمت النتائج الأولية وغير النهائية توزيع حوالي 115 مقعداً نيابياً من أصل 128 في البرلمان.

وقد أظهرت النتائج غير النهائية التي تم تجميعها من ماكينات الأحزاب، خسارة "تيار المستقبل" أكثر من نصف مقاعد كتلته السابقة، واستقرار كتلته عند حوالي 17 نائباً فقط، بعد أن كانت 36 سابقاً.

وقد سجلت نتائج دائرة بيروت الثانية صدمة للتيار مع حجز "حزب الله" وحلفائه بين 3 و4 مقاعد نيابية من أصل 11 في الدائرة، ومقعدين للائحة رجل الأعمال فؤاد مخزومي، وتمثيل "المستقبل" في العاصمة بـ5 نواب فقط.


كما نجح رئيس الحكومة السابق، نجيب ميقاتي، في حجز 3 مقاعد في مدينة طرابلس شمالي البلاد، مع تصدرّه لقائمة الناجحين في المدينة، ما يشكل ضربة لـ"المستقبل" في الشمال اللبناني.

وفي دائرة البقاع الغربي ذات الأغلبية السنية، فقد نجح منافس "المستقبل"، الوزير السابق عبد الرحيم مراد، في الوصول إلى الندوة البرلمانية. كما عاد النائب السابق المعارض لـ"تيار المستقبل" أسامة سعد، إلى الندوة البرلمانية في مدينة صيدا، إلى جانب النائبة بهية الحريري، ليرتفع عدد النواب السنّة من خارج "تيار المستقبل" إلى 10 نواب في مختلف المناطق اللبنانية، بينهم النائب وليد سكرية، عضو كتلة "حزب الله" في البقاع الشمالي.

أما "الثنائي الشيعي" الممثل بـ"حزب الله" و"حركة أمل" فقد حجز كامل مقاعد الطائفة الشيعية في الجنوب والبقاع، وعددهم 27 نائباً، بينما يعاني مرشح الحزب في منطقة كسروان في جبل لبنان، الشيخ حسين زعيتر، مع احتمال خرق مرشح شيعي مستقل للحزب عبر هذا المقعد.

أما "حزب القوات اللبنانية" فقد حجز 15 مقعداً نيابياً في مُختلف الدوائر، ونجح مرشحه، أنطوان حبشي، في خرق لائحة "حزب الله" و"حركة أمل" في دائرة بعلبك -الهرمل شرقي لبنان. وهو ما يعد انتصاراً سياسياً كبيراً للحزب في المعادلتين المسيحية والوطنية في لبنان.

كما نجح "التيار الوطني الحر" في إيصال رئيسه، جبران باسيل، إلى البرلمان عبر دائرة البترون - بشري - زغرتا شمالي البلاد، مع حجز معظم مقاعده السابقة في البرلمان.

وقد حافظ "الحزب التقدمي الاشتراكي" على كتلته، مع خسارة تتفاوت بين نائب أو اثنين، رغم حراجة موقفه الانتخابي في دوائر جبل لبنان المختلطة طائفياً بين المسلمين والمسيحيين. وانتقال رئاسة الكتلة إلى تيمور جنبلاط، نجل النائب وليد جنبلاط، وحفيد الجد ومؤسس الحزب، كمال جنبلاط. ​

وكان مراقبون وصحافيون قد اشتكوا خلال النهار من شحّ المعلومات والأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية بخصوص الانتخابات. وذكر وزير الداخلية نهاد المشنوق، قبل تمديد مدة التصويت، أن إعلان النتائج قد يتم قبيل منتصف ليل الأحد - الإثنين.

وبحسب النسب الموجودة فإن الحاصل الانتخابي (قسمة عدد المقترعين على عدد المقاعد البرلمانية في كل دائرة) قد انخفض بشكل لافت، وهو ما يسمح بتحقيق خروقات بين لوائح الأحزاب المشاركة في الحكومة والبرلمان من جهة، وبينها وبين لوائح المجتمع المدني والمستقلين، من جهة ثانية.

وعند الساعة السابعة مساءً، أصدرت غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية اللبنانية بياناً قبيل الموعد الرسمي لإقفال صناديق الاقتراع بوقت قصير، أعلنت فيه عن "الطلب إلى جميع رؤساء مراكز الاقتراع في جميع المناطق اللبنانية السماح بتصويت الناخبين الموجودين في مراكز الاقتراع وباحاتها قبل الساعة السابعة مساءً، بعد انتهاء الموعد الرسمي لانتهاء العملية الانتخابية عند السابعة مساء".



وأشار البيان إلى أن "وزير الداخلية نهاد المشنوق هو من أعطى هذه التعليمات، بسبب الزحمة الكبيرة أمام مراكز الاقتراع ووجود ناخبين لم يدلوا بأصواتهم بعد، وهم يتواجدون في محيط المراكز".

وكان رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون قد توجه إلى اللبنانيين في خطابٍ متلفز، قبل ساعة واحدة على إقفال صناديق الاقتراع في الانتخابات الأولى منذ عام 2009، مشيراً إلى تمديد وقت التصويت إلى ما بعد الموعد الرسمي لإغلاق صناديق الاقتراع، وذلك بعد تسجيل نسب تصويت بلغ معدلها الوسطي بين 40 و45 في المائة من الناخبين في مختلف الدوائر، ما يعني عملياً انخفاض الحاصل الانتخابي (قسمة عدد المقترعين على عدد المقاعد البرلمانية في كل دائرة)، ومنح لوائح المرشحين المستقلين والمجتمع المدني فرصاً لتحقيق خروقات واسعة في لوائح أحزاب السلطة، وكذلك منح الأحزاب المتنافسة في بعض الدوائر فرصاً لخرق لوائح الخصوم الظرفيين.

ونشطت كذلك ماكينات الأحزاب خلال النهار في دعوة الناخبين إلى التصويت وعدم المقاطعة.

وتلاقى موقف رئيس الجمهورية اللبنانية مع دعوة نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، إلى تمديد وقت التصويت.

وفي هذا الإطار، علم "العربي الجديد" من مصادر سياسية متقاطعة أن ماكينات الأحزاب ووزارة الداخلية تحفظت خلال النهار على نشر نسب التصويت كاملة، خوفاً من أثر نشر هذه النسب على المزاج العام، الذي قد يبقى على مقاطعة العملية الانتخابية.

وكانت عمليات الاقتراع في الانتخابات البرلمانية اللبنانية قد تواصلت منذ الساعة السابعة بالتوقيت المحلي من صباح اليوم الأحد (أمس)، في 15 دائرة انتخابية لانتخاب 128 نائباً، في انتخابات برلمانية هي الأولى منذ عام 2009، بعد التمديد للمجلس المنتخب في ذلك العام ثلاث مرات، في ظلّ عدم الاتفاق على قانون انتخابي جديد. وأدلى اللبنانيون في هذه الانتخابات بأصواتهم على أساس القانون النسبي، للمرة الأولى.

وخلال اليوم الانتخابي، سجّل مندوبو "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" (لادي) أنه "في أغلب الدوائر تتم مرافقة الناخبين بحجة أنهم ذوو احتياجات خاصة إلى وراء العازل من قبل مندوبي مختلف الأحزاب". كذلك أشارت إلى "عدم احترام فاضح لفترة الصمت الانتخابي من قبل معظم المرشحين والمرشحات وجميع وسائل الإعلام".

دلالات

ذات صلة

الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
وقفة تضامن مع جنوب أفريقيا في لبنان 1 (سارة مطر)

مجتمع

على وقع هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية ومندّدة بحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت وقفة أمام قنصلية جنوب أفريقيا في بيروت.
الصورة
تضررت مخيمات النازحين السوريين في لبنان من الأمطار الغزيرة (فيسبوك/الدفاع المدني)

مجتمع

أغرقت الأمطار التي يشهدها لبنان والتي اشتدت أول من أمس (السبت)، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما تلك الواقعة في المناطق المنخفضة.
الصورة
اغتيال صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية

سياسة

وقع، اليوم الثلاثاء، انفجار في ضاحية بيروت الجنوبية، ليُعلن لاحقًا اغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري واثنين من قادة كتائب عز الدين القسّام.