معتقلون سياسيون يتخوفون من طعام فاسد بالسجون المصرية

معتقلون سياسيون يتخوفون من طعام فاسد بالسجون المصرية

31 مايو 2018
تتكدس السجون بالمعتقلين السياسيين (الأناضول)
+ الخط -
لم تقف الانتهاكات في السجون المصرية عند حد التعذيب والإهمال الطبي والحبس الانفرادي وغيرها من الممارسات التي وثقتها تقارير حقوقية مصرية ودولية، لكنها امتدت لتصل إلى حد تقديم أطعمة رديئة وفاسدة، في ظل إصرار إدارة السجون على عدم إدخال أطعمة إلى المتعقلين السياسيين، الذين تكدسوا في السجون جراء الانقلاب العسكري وما تلاه من أحداث شهدتها مصر منذ 2013 بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي من الحكم.

وكشف عدد من أسر المعتقلين السياسيين في مصر عن وجود شكاوى من سوء الأطعمة المقدمة داخل السجون المصرية مع موجات الحر الشديد التي شهدتها مصر بداية من الشهرين الماضيين.
وقال شقيق أحد المعتقلين السياسيين إن الطعام المقدم في السجون ينذر بخطر كبير على السجناء خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وأضاف في حديثه مع "العربي الجديد"، أن شقيقه اشتكى من فساد الطعام المقدم لهم، لعدم حفظه بطريقة جيدة في ظل درجات حرارة عالية وعدم قدرتهم على تناوله بعد ذلك. وتابع أنه إضافة للطعام الرديء والفاسد المقدم للمعتقلين، فقد كان شاهداً على وجود أطعمة مشكوك بدرجة كبيرة في فسادها قبل إدخالها إلى السجن لكن تم إدخالها للسجن والشروع في إعدادها للسجناء.



ولفت شقيق المعتقل إلى أنه يمتلك "تاكسي" (سيارة أجرة)، وخلال زيارته لشقيقه ونتيجة لتأخر دخوله للزيارة، قرر الجلوس في أحد المقاهي بجوار السجن الذي يمكث فيه شقيقه، قبل أن يفاجأ بأحد الأشخاص يسأل عن سائق "التاكسي".
وأشار إلى أن هذا الشخص طلب منه الذهاب إلى أحد السجون في منطقة القاهرة الكبرى والعودة مرة أخرى، مقابل مبلغ مالي كبير مقارنة بالأجرة التي يمكن أن يتقاضاها. وأوضح أنه خلال الطريق تعرّف على هذا الشخص، واتضح أنه أحد مورّدي اللحوم إلى هذا السجن، ولم يتمكن من إدخال اللحوم إلا بعد فحصها من قبل طبيب بيطري، لكن تصادف عدم تواجد طبيب السجن، ما اضطره للتوجه إلى أحد السجون الأخرى لاستقدام طبيب آخر.
ولفت شقيق المعتقل إلى أنه عند سؤال مورد اللحوم حول فساد اللحوم في سيارة النقل التي لم تكن مجهزة لنقل الأطعمة، والتي عادة تكون عبارة عن سيارة نقل بها ثلاجة لحفظ اللحوم، رد عليه قائلاً: "أنا جاي من محافظة أخرى، ومستحيل اللحوم ترجع تاني للثلاجة، لأنها هتكون فسدت".
واستكمل شقيق المعتقل حديثه: "ذهبنا بالفعل للطبيب في سجن آخر، وفي طريق العودة تحدث إليه مورد اللحوم عن احتمالية عدم مناسبة اللحوم للاشتراطات الصحية كاملة لكنه لم يصرح بأنها باتت فاسدة لترْكها معرّضة لأشعة الشمس بضع ساعات دون وجودها في ثلاجة، ليرد الطبيب أنه سيراعي كل شيء". وأكد شقيق المعتقل أنه فوجئ بأن الطبيب أقرّ بصلاحية اللحوم للاستخدام ووقّع على محضر بأنها صالحة للاستخدام، ودخلت بالفعل إلى السجن، رغم معرفة إدارة السجن بأنها لم تكن محفوظة بشكل جيد خارج جدران السجن.

من جهتها، قالت زوجة أحد المعتقلين إن زوجها اشتكى خلال آخر زيارة له قبل أسبوعين تقريباً من وجود طعم غريب في الطعام المقدم له، ما أصابه بألم شديد في معدته. وأضافت في حديثها مع "العربي الجديد"، أن طبيب السجن أعطى له بعض الكبسولات المسكنة، وأبلغه بأنه ربما أصابه برد في المعدة، متسائلة: "برد في المعدة خلال الصيف وفي زنازين شديدة الحرارة".
وتابعت أن زوجها تحدث عن احتمالية وجود طعام سيئ يقدَّم للمعتقلين، لكن هذا لا يمكن إثباته في ظل الأوضاع السيئة داخل السجون المصرية. وأوضحت أن عدداً من المعتقلين اشتكوا من الطعام المقدم أكثر من مرة، وتلقوا وعوداً بتحسين الطعام، ولكن بلا نتائج.
واشتكت الزوجة من رفْض إدارة السجن الذي يتواجد فيه زوجها دخول الأطعمة خلال الزيارة، على الأقل تلك التي تكون محفوظة. كما أن الأطعمة لا تكون كثيرة خوفاً من انتهاء صلاحيتها سريعاً بفعل الحرارة الشديدة في الزنازين.

دلالات