نواب عراقيون فائزون يلجأون لأربيل وبغداد خوفاً من استهدافهم

نواب عراقيون فائزون يلجأون لأربيل وبغداد خوفاً من استهدافهم

23 مايو 2018
أمنيون: الظرف غير مناسب لبقائهم بمحافظاتهم (حيدر علي/فرانس برس)
+ الخط -
غادر عدد من النواب العراقيين الجدد ممن حصلوا على مقاعد برلمانية خلال الانتخابات الأخيرة محافظاتهم ومدنهم التي ترشحوا وفازوا فيها، ولجأوا إلى العاصمة بغداد أو إقليم كردستان خوفا من استهدافهم، بينما أكد مسؤولون أمنيون أنّ الظرف الحالي غير مناسب لبقائهم في محافظاتهم مع عدم وجود حمايات خاصة بهم. 

وقال أحد النواب الجدد عن "تحالف القرار"، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّه "بمجرد ترشيحنا إلى الانتخابات وضعنا في دائرة الخطر والاستهداف"، مبينا أنه "خلال الحملة الدعائية الانتخابية، وعلى الرغم من خطورتها علينا، أجبرنا على البقاء في محافظاتنا للترويج لحملاتنا، لكننا بقينا متخفين، ولم نستقر في بيوتنا، ورغم ذلك فقد تم استهداف عدد من المرشحين وقتلهم".

وأضاف أنّه "بعد إعلان نتائج الانتخابات وفوزنا بمقاعد انتخابية، زاد حجم الخطر علينا، ما دفعنا إلى اللجوء لمحافظات كردستان، كونها أكثر أمنا ولا يعرفنا أحد فيها"، مبينا "أنا اليوم في أربيل أعيش وضعا مستقرا أمنيا، وأتنقل كيفما أشاء وأشعر بأمان كنت قد فقدته في محافظتي منذ رشحت ونشرت صوري فيها".

وأشار إلى أنّ "النواب الجدد لا يملكون حتى الآن الحمايات الخاصة بهم، فهم لم يباشروا أعمالهم بعد، ولم ينته عمل البرلمان السابق"، مبينا أنّ "أغلب النواب قرروا البقاء في الإقليم حتى موعد عقد الجلسة الأولى، التي يجب أن نحضرها، ومن ثم نقوم بترتيب ظروفنا الأمنية والحمايات الكافية، بعدها نستقر في بغداد أو محافظاتنا". 

وذكر أنّ "الخشية ليست من عناصر داعش فقط، بل هناك تنافس حزبي وجماعات مسلحة تعمل على تصفية الخصوم السياسيين، وهي مرتبطة بأحزاب سياسية لها نفوذها الكبير، وهي الخطر الأكبر علينا". 

 

إلى ذلك، أكدت مصادر سياسية عراقية انتقال عدد من مرشحي تحالف "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر من الذين فازوا بالانتخابات إلى بغداد خوفا من الأمر ذاته، وهناك تم تأمين منازلهم من قبل مليشيا "سرايا السلام" التابعة لـ"التيار الصدري". 

وشدد مسؤولون أمنيون على أنّ "الظرف الأمني الحالي غير مناسب لبقاء النواب الجدد في محافظاتهم"، وأنّ لجوءهم إلى إقليم كردستان أفضل، خصوصا مع عدم تعيين الحمايات الشخصية لهم. 

وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إنه "على الرغم من أنّ الظرف الأمني في أغلب المحافظات العراقية أفضل من السابق، إلّا أنه في الحقيقة غير مناسب لبقاء النواب الجدد في محافظاتهم"، مبينا أنّ "القوات الأمنية أمّنت أغلب المحافظات من عناصر داعش، لكنّ الخطر يكمن في العصابات المسلحة والمليشيات التابعة للأحزاب السياسية".

وأشار إلى أنّ "القوات الأمنية لا تستطيع توفير الحماية لكل نائب، بل واجبها هو تأمين الوضع العام وليس الخاص، وهذا ما تقوم به".  

ومن المقرر أن ينتهي عمر البرلمان الحالي نهاية الشهر الجاري، ليتسلم البرلمان الجديد عمله رسميا، وعند ذاك فإنّ النواب الجدد سيحصلون على امتيازاتهم بشكل رسمي، وتتوفر حمايات شخصية لهم ليستطيعوا مباشرة أعمالهم.

المساهمون