كيم يخشى انقلاباً عسكرياً في بلاده خلال لقائه ترامب

"واشنطن بوست": كيم يخشى انقلاباً عسكرياً في بلاده خلال قمته مع ترامب

23 مايو 2018
كيم احتفظ بقبضة محكمة على السلطة (فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الثلاثاء، نقلاً عن مصادر مطلعة على الاستعدادات، أنّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قلق بشأن القمة التاريخية المزمعة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في سنغافورة، في 12 يونيو/حزيران المقبل.

وقالت الصحيفة، نقلاً عن المصادر، في تقرير، إنّ اهتمام كيم بمقابلة ترامب، أقل من اهتمامه بما يمكن أن يحدث في بيونغ يانغ أثناء غيابه، مشيرة إلى أنّ كيم قلق من أنّ الرحلة إلى سنغافورة قد تجعل نظامه عرضة للانقلاب العسكري، أو أنّ الجهات العدائية الأخرى قد تحاول إقالته. وحكمت أسرة كيم كوريا الشمالية منذ تأسيسها، في أعقاب نهاية الحرب الكورية في عام 1953.

وذكر موقع "بزنس إنسايدر"، في تقرير، أنّ الشائعات عن ثورة عسكرية في كوريا الشمالية، هي بالضبط الأمر الذي دفع كيم للاحتفاظ بقبضة محكمة على السلطة على مر السنين، وفقاً لبعض الخبراء.

وكتب فيكتور تشا المدير السابق للشؤون الآسيوية لمجلس الأمن القومي، خلال عهد الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، في مقال رأي عام 2014، إنّ "فكرة أنّ كيم آمن في سلطته، خطأ جوهري".

وقال تشا إنّ "الديكتاتوريين قد يمارسون قوة متطرفة شديدة القسوة مثل كيم، لكنّهم أيضاً غير آمنين بشكل مرضي حول قبضتهم على العرش"، مضيفاً أنّ "كل التكهنات العامة بشأن الانقلابات أو الزعماء المؤقتين، ستغذي الدافع المذعور لديكتاتور لتصحيح هذا التصور بأسرع وقت ممكن، حتى لو كان في غير محله".


وبدأت كوريا الشمالية، مجدداً، رفع حدة نبرتها، بعد أن أجرت القوات الأميركية والكورية الجنوبية مناورات عسكرية روتينية مشتركة، بعد تعليق من مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون اعتُبر تهديداً محتملاً.

وهاجم نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي غوان، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، بولتون الذي كان تحدّث عن "النموذج الليبي"، لجعل كوريا الشمالية خالية من الأسلحة النووية.

وقال نائب الوزير، الأربعاء الماضي، إنّ هذه "محاولة شريرة للغاية لإخضاع كوريا الشمالية لمصير ليبيا والعراق. لا يمكنني كبح جماح غضبي من هذه السياسة الأميركية"، مشيراً إلى أنّ بيونغ يانغ "تشك في أنّ الولايات المتحدة تريد فعلاً تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية من خلال الحوار والتفاوض".

وكانت كوريا الشمالية قد قرّرت، قبل نحو أسبوع، تعليق محادثات رفيعة المستوى مع جارتها الجنوبية، وهددت بإلغاء القمة المرتقبة بين زعيمها والرئيس الأميركي.

وصرّحت بيونغ يانغ، في حينها، إنّه "لم يكن أمامها من خيار"، سوى تعليق المحادثات رفيعة المستوى مع كوريا الجنوبية، بسبب المناورات العسكرية التي تجريها سيول وواشنطن "ماكس ثاندر"، والتي جاءت على الرغم من تحسّن العلاقات بين الشمال والجنوب.


من جهته، أعرب ترامب عن بعض القلق بشأن القمة، بعد أن غيرت كوريا الشمالية من نبرتها في الأيام الأخيرة. وعلّق ترامب، أمس الثلاثاء، على القمة المزمع عقدها مع كيم، قائلاً إنّ "هناك احتمالاً كبيراً جداً بأنّها لن تنجح"، مضيفاً في الوقت عينه، أنّ "هذا لا يعني أنّها لن تنجح خلال فترة من الزمن، لكنّها قد لا تنجح في 12 يونيو".

وعلى الرغم من الشكوك المحيطة بكلا الجانبين، ظل رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، متفائلاً، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء.

وقال مون، في كلمة لترامب، "بفضل رؤيتكم لتحقيق السلام، من خلال قوتكم وقيادتكم القوية، فإننا نتطلع إلى أول قمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية".

وأضاف: "ونجد أنفسنا نقف على بعد خطوة واحدة من حلم تحقيق نزع السلاح النووي بالكامل في شبه الجزيرة الكورية وتحقيق السلام العالمي".






وتطالب واشنطن بتخلّي كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية "بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه".

وخلال القمة التاريخية بين الكوريتين، الشهر الماضي، في بانمونغوم، القرية الواقعة في المنطقة منزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، أكّد كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي، التزامهما "النزع التام للسلاح النووي" من شبه الجزيرة.

لكنّ هذه الصيغة تخضع لتفسيرات مختلفة، في وقت لم تُعلن كوريا الشمالية حتى الآن عن التنازلات المحتملة التي تقترح القيام بها.