فريق ترامب يلعب آخر أوراقه قبل إطاحة روزنستاين ومولر
تقترب التحقيقات الأميركية في التدخّل الروسي بالانتخابات الرئاسية من محطة فاصلة، ومن إشارات ذلك أن الفريق القانوني الجديد للرئيس الأميركي دونالد ترامب قد انتقل بقيادة محاميه الجديد رودي جولياني، عمدة نيويورك السابق وأحد المقربين من ترامب، من الدفاع إلى الهجوم المضاد لإحباط العملية، من خلال التقليل من أهمية مهمة المحقق الخاص روبرت مولر وإثارة الشكوك حول جدارتها وشرعيتها، ومحاولة تفريغها من صدقيتها.
ومن المحاولات الأخيرة للطعن في شرعية التحقيقات، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، كان قد قام "بزرع مخبر" في حملة ترامب الانتخابية للتجسس عليها، وذلك يشكّل فضيحة "تهون أمامها ووترغيت"، حسب جولياني. وعليه، فإن ما يقوم به مولر مبني على تآمر رسمي ضد الرئيس، بما يجعل القضية ضده باطلة في الأساس.
أثار كلام جولياني ضجة شحنت أوساط ترامب بالمزيد من الزخم. لكن هذه الحجة لا تستقيم، حسب القانونيين، لأن من "واجب" مكتب التحقيقات التغلغل لجمع المعلومات عندما حامت الشبهات حول التدخّل الروسي في الانتخابات. مع ذلك، يحاول فريق الرئيس استغلال هذه الذريعة "للإطاحة" بنائب وزير العدل رود روزنستاين، والمجيء ببديل يقوم بإقالة المحقق مولر وبالتالي إقفال الملف. يؤازره في ذلك الجمهوريون في مجلس النواب الذين دعا قسم منهم إلى قيام الكونغرس بعزل روزنستاين.
السجال في هذه الأمور يؤشر إلى تطورات كبيرة مقبلة، وكذلك التوجس الذي يبديه البيت الأبيض في هذا الخصوص والذي يطغى على كل ما عداه من مشاغل ترامب المحلية والخارجية. فظلّ التحقيقات حاضر في كل القرارات. وعلى الرغم من تنوّع الاهتمامات، بين كوريا وإيران والقتل العشوائي في مدرسة قبل يومين، إلا أن كل هذه المواضيع الهامة لم تحجب التحقيقات ومتفرعاتها، ليبدو أن ترامب يخوض معركة مع وزارة العدل.