إنديك يستبعد مواجهة عسكرية بين أميركا وإيران

إنديك يستبعد مواجهة عسكرية بين أميركا وإيران

18 مايو 2018
مارتن إنديك متحدثاً خلال الندوة (تويتر)
+ الخط -
استبعد مارتن إنديك، السفير الأميركي السابق لدى تل أبيب، والمبعوث الأميركي السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن يسفر توتر العلاقات الأميركية- الإيرانية، بعد انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي، عن اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران في سورية والعراق والخليج، مفسّرًا ذلك بأن العقيدة الأساسية التي ما زالت تحكم مواقف ترامب هي إرضاء قاعدته الشعبية، التي اقترعت لمصلحة أجندة وشعارات انتخابية ضد التورط العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، وضد خوض الولايات المتحدة أي حرب جديدة، على غرار حروب العراق وأفغانستان التي كلفت الخزينة الأميركية مئات مليارات الدولارات.

ولا يغفل مستشار الأمن السابق في إدارة بيل كلينتون، الذي كان يتحدث خلال ندوة عقدها مركز الشرق الأوسط في واشنطن، الخميس، ناقشت سيناريوهات الحروب المحتملة في الشرق الأوسط، وجود صقور داخل إدارة ترامب، لديهم ما يكفي من الحماسة للدفع باتجاه إشعال حرب ضد إيران، مشيرًا بالتحديد إلى جون بولتون، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو.

كما لا يغفل إنديك الجهود الإسرائيلية والسعودية الحثيثة لدفع إدارة ترامب إلى خوض المواجهة العسكرية مع الإيرانيين، لكنه يشير أيضًا إلى وجود جهود أميركية مقابلة لدفع السعوديين والإسرائيليين إلى خوض حروبهم مع إيران بأنفسهم.


عطفًا على ذلك، قدّم إنديك صورة "كاريكاتورية" عن طبيعة العلاقات الثلاثية بين الحلف الذي يجمع إدارة ترامب مع حكومة بنيامين نتنياهو ، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. ورأى أن نتنياهو يريد جر كل من أميركا والسعودية إلى مواجهة عسكرية واسعة مع إيران للحد من توسع نفوذها في بلدان المنطقة، من اليمن إلى العراق فسورية خصوصًا. بينما يريد ولي العهد السعودي، في المقابل، من إدارة ترامب المساعدة العسكرية المباشرة لمواجهة إيران، وهو ما طلبه بشكل محدد خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، فيما تنظر إدارة ترامب إلى المسألة وفق عقيدة "no pay no stay"، أي أن على السعودية دفع مزيد من المليارات لتغطية نفقات الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.

وقد أدار الندوة بول فارس من معهد الشرق الأوسط (The Middle East Institute)، وشارك فيها كل من كينيث بولاك، عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق، وبلال صعب، الباحث في شؤون الدفاع في معهد الشرق الأوسط، والباحثة المتخصصة بالشؤون الأمنية جوليان سميث.

وتحدث بولاك عن مخاطر غياب استراتيجية إيرانية واضحة لدى إدارة ترامب، ومخاطر أن يؤدي ذلك إلى سوء تقدير للموقف الأميركي قد يفضي إلى اندلاع مواجهة غير محسوبة. واعتبر الباحث الأميركي أن الخروج من الاتفاق النووي لم يأت في إطار استراتيجية أميركية شاملة، ما يوحي للإيرانيين بأن ثمة نوايا أميركية لتغيير النظام في بلادهم. وأشار إلى غموض رد الفعل الإيراني، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن النظام في طهران لن يسعى من جانبه إلى مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، وأنه قد يفضل مواجهة عسكرية مع السعودية. وتحدّث كذلك عن استثمار الجناح المتشدد في النظام الإيراني للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي على الصعيد الداخلي، من خلال التضييق أكثر على الإصلاحيين والمعارضين للنظام.

واستعرضت جوليان سميث، احتمالات الحرب الأميركية- الروسية في سورية، فقالت إن كلا الطرفين لا يرغبان في مثل هذه المواجهة، إلا أن ذلك لا ينفي وجود احتمالات كبيرة لاندلاعها بسبب كثافة الوجود العسكري للقوات الجوية والبرية الروسية والأميركية، إضافة إلى القوى الإقليمية الأخرى التي تشارك قواتها المسلحة في الحرب السورية.

وقدم بلال صعب ورقة عن احتمالات اندلاع حرب سعودية- إيرانية. وقال صعب إن احتمال اتخاذ ولي العهد السعودي الشاب قرارًا بشن حرب ضد إيران وارد، رغم فشل المغامرة السعودية في اليمن. لكنه أشار إلى أن القيادة السعودية لا يمكن أن تقدم على قرار من هذا القبيل من دون التنسيق مع واشنطن، وإن كان بن سلمان يسعى إلى مشاركة عسكرية أميركية مباشرة، وتأمين مظلة لحماية السعودية.