إدارة ترامب ماضية بــ"صفقة القرن": استخفاف بموقف العرب

"وول ستريت": إدارة ترامب ماضية بــ"صفقة القرن" متجاهلة الموقف العربي

18 مايو 2018
من الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب أمس (الأناضول)
+ الخط -
يبدو أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ماضية في التحضير لإطلاق خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "صفقة القرن"، وسط تجاهل تام لتبعات مجزرة "مليونية العودة" في غزة، ونقل السفارة الأميركية في إسرائيل للقدس، واستخفاف بالموقف الصادر عن جامعة الدول العربية.

فقد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في تقرير، اليوم الجمعة، عن مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب، قوله إنّ "دورنا ليس فرض اتفاق على أي من الجانبين. يتمثل دورنا في وضع خطة نعتقد أنّها واقعية. دورنا هو التوصل إلى خطة نعتقد أنّها عادلة"، مضيفاً أنّ "على الجميع أن يدرك أن نقاط الحوار المعتمدة من السبعين سنة الماضية، لم تحقق السلام".

وثيقة "صفقة القرن"، التي عكفت إدارة ترامب على العمل عليها على مدى أشهر ومعظمها منتهية، وفق الصحيفة، تحدّد ما تعتبره الولايات المتحدة خطوات رئيسية نحو السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتقترح الخطة معالجة الخلافات حول الحدود والأمن واللاجئين، حسبما قال مسؤولون أميركيون للصحيفة، بعد انهيار الجولة الأخيرة من المفاوضات، خلال إدارة الرئيس باراك أوباما في عام 2014.

وعلى الرغم من الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، أمس الخميس، لبحث مجزرة غزة، وخطوة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، فقد قلل المسؤولون الأميركيون من تأثير أي قرار يصدر عن جامعة الدول العربية.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين في "مسيرة العودة" على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 62 فلسطينياً وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، تزامناً مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة.

وأمس الخميس، أصدر وزراء خارجية العرب، خلال اجتماع طارئ، قراراً يؤكد من جديد التزام جامعة الدول العربية، بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية في المستقبل.

وفي هذا الإطار، قال مسؤول آخر رفيع المستوى في إدارة ترامب، للصحيفة: "ثلاثون عاماً من قرارات جامعة الدول العربية لم تجلب السلام".

وفي ضوء الأحداث الأخيرة في القدس وغزة، كشفت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين الأميركيين، أنّهم الآن لا يتوقعون إطلاق "صفقة القرن"، قبل نهاية شهر رمضان، والذي يستمر حتى منتصف يونيو/حزيران المقبل.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الأوضاع في قطاع غزة، تبقى مرجّحة للتصعيد، مع تحديد يوم موعد جديد لجولة أخرى من التظاهرات، في 5 يونيو/حزيران المقبل، والذي يتزامن مع ذكرى نكسة حزيران 1967، تاريخ استيلاء إسرائيل على القدس الشرقية.

الغضب العربي سيبرد

ولفتت الصحيفة، إلى أنّ عدداً من الحكومات العربية وجدت نفسها في موقف "حرج" يتمثل في انتقاد الإدارة الأميركية التي تحرّكت تماشياً مع مصالحها الإستراتيجية، وبالتحديد في الدفع ضد التوسع الإقليمي لإيران ووكلائها في المنطقة.

ورأى علي الشهابي المقرّب من الحكومة السعودية، رئيس "المؤسسة العربية" وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، أنّ هذه الأحداث كانت بمثابة دعوة للاستيقاظ.

وقال لـ"وول ستريت جورنال"، إنّ ما حصل "يعيد للقادة السعوديين التذكير بأنّ الساسة الأميركيين لا يبدون سوى القليل من الاهتمام بحساسياتهم وطلباتهم السياسية الداخلية، عندما تكون السياسة الداخلية للولايات المتحدة على المحك".

ورغم الموقف الذي عبّر عنه العرب، فإنّ مسؤولي إدارة ترامب يقولون للصحيفة إنّهم يتفهمون الغضب بين الدول العربية، لكنّهم يعتقدون أنّ هذا الغضب سوف يبرد في نهاية المطاف.


وقد تصارع مبعوثو السلام في إدارة ترامب، بحسب الصحيفة، حول كيفية إدراج غزة في خطة السلام على الرغم من أنّها تحت إدارة "حماس"، التي وصفتها الولايات المتحدة بأنّها "منظمة إرهابية". ويقول مسؤولو إدارة ترامب إنّ "حماس ليس أمامها طريق إلى الطاولة إلا إذا نبذت العنف واعترفت بإسرائيل"، في وقت ترفض فيه إسرائيل التفاوض مع الحركة، وفق الصحيفة.

وقال المسؤول الأول رفيع المستوى في إدارة ترامب، للصحيفة، إنّه "لا يمكننا التوصل إلى اتفاق سلام نهائي وشامل ما لم يتم دمج غزة في اتفاقية السلام تلك".

(إعداد: هناء نخال)

المساهمون