"بيانات الشجب" تسيطر على الاجتماع الوزاري العربي بشأن القدس

"بيانات الشجب والإدانة" تسيطر على الاجتماع الوزاري العربي بشأن القدس

17 مايو 2018
مطالبة عربية بحماية دولية للشعب الفلسطيني (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

كالعادة، أعاد المسؤولون العرب، من دون اتخاذ أي إجراءات فعلية، بيانات الشجب والإدانة في الاجتماع الوزاري العربي، الذي يعقد بمقر جامعة الدول العربية بشأن القدس، للاعتداءات الوحشية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وسط تساؤلات من قبل عدد من السياسيين والإعلاميين حول جدوى الاجتماع التي دعت إليه السعودية، في الوقت الذي أصبحت فيه السفارة الأميركية في القدس حقيقة، ووحشية إسرائيل مستمرة.

وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تشاورياً اليوم الخميس، قبيل انطلاق اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية.

وتم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر، بشأن بلورة موقف عربي موحد إزاء الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة.

وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مجدداً، على أن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس باطل ومنعدم، ولا أثر قانونياً له، وهو مرفوض دولياً وعربياً، رسمياً وشعبياً، محذراً من أن هذا القرار غير المسؤول يُدخل المنطقة في حالة من التوتر، ويُشعر العرب جميعاً بانحياز الطرف الأميركي بصورة فجّة إلى مواقف دولة الاحتلال.

وأضاف أبو الغيط في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب، أن هذا الموقف الأميركي قد شجّع إسرائيل على المُضي قدماً في ما تقوم به من بطش عشوائي وعنف أعمى وقتل وحشي في حق المدنيين، غير عابئة بالقانون أو حتى بأبسط الأعراف الإنسانية التي لا تُبيح قتل المدنيين العزل من السلاح.

وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية بتحقيق دولي ذي صدقية في الجرائم التي ارتكبها الاحتلال على حدود قطاع غزة على مدار الأيام الماضية، والتي أسفرت عن مقتل ما يربو على الستين شهيداً.

وقال إن "العرب ينشدون سلاماً دائماً وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية، ولكن دولة الاحتلال، بممارستها العنف والقهر والتنكيل، تأبى إلا أن تذكرنا كل يوم بأن الطريق إلى هذا السلام مسدود، وأن السبيل إلى تلك التسوية مُغلق"، مضيفاً أنه "لهذا فإن على إسرائيل أن تتحمل المسؤولية أمام العالم كله عن إهدار الفرص في تحقيق السلام، والتشبث بأوهام السيطرة والهيمنة عبر منظومة احتلال عنصري بغيض ينتمي إلى القرن الماضي ولم يعد له مكان في عالمنا".

وشدد على أن "الاحتلال إلى زوال، والدولة الفلسطينية المستقلة – طال الزمان أو قصر- هي المآل".

من جهته، طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بـ"الالتزام بقرارات الجامعة العربية الخاصة بقطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس"، مشدداً على "أننا في اختبار أمام شعوبنا وأميركا منحازة بشكل سافر إلى إسرائيل".

ورأى أن "المطلب الملح هو ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من دولة الاحتلال".

وأعرب عن تخوفه من إقدام دول أخرى على نقل سفاراتها إلى مدينة القدس المحتلة وحدوث مجازر أخرى في غزة.

أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، فقال إن "لا سلام ولا أمن في المنطقة من دون حل القضية الفلسطينية"، ورأى "أننا نقف أمام منعطف خطير إن لم يتحرك المجتمع الدولي".

ودعت قطر، خلال الاجتماع، المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لتوفير الحماية للمدنيين من الاعتداءات الإسرائيلية وتشكيل لجنة تحقيق دولية.


ورأت الكويت أن الإجراءات الأحادية التي تحاول إسرائيل بها طمس الهوية الفلسطينية والعربية لاغية لمخالفتها الأعراف والقوانين الدولية، مطالبة بـ"ضرورة اتخاذ إجراءات تساهم في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل". 

وحمّل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني ودعمه في استعادة حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية، مشدداً على أن إجراء نقل السفارة الأميركية إلى القدس يشكل مخالفة جسيمة وخطيرة لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة التي تعتبر أي إجراءات تهدف إلى تغيير طبيعة القدس الشريف التاريخية أو الديموغرافية باطلة ولاغية.

وقال الجبير في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي الطارئ الذي ترأسته بلاده، إن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس خطوة تتنافى مع قرارات الشرعية الدولية، وتشكل تراجعاً كبيراً في جهود إحلال السلام، وهي خطوة غير مبررة، وتشكل استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين على مستوى العالم، مشددا على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للمملكة العربية السعودية، منوهاً في هذا الإطار بقرار الملك سلمان بن عبدالعزيز، تسمية قمة الظهران بـ"قمة القدس"، دعماً للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتقديم دعم يقدر بـ200 مليون دولار دعماً للأوقاف في القدس، ومساندة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

بدوره، شدد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي على أن القدس خط أحمر، معتبراً أن ما يحدث يجعل المنطقة في منحدر بالغ الخطورة.

من جهته، أكد مندوب السودان أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس يمثل انحيازاً إلى العدوان الإسرائيلي وتهديداً للسلم الدولي.

واعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري أنّ الوقت حان لبدء مرحلة جديدة في المنطقة "عنوانها السلام"، مطالباً ببدء تحقيق دولي في استخدام الرصاص الحي ضد الفلسطينيين. 

إلى ذلك، حث وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل المجتمع الدولي "على تحمل مسؤوليته وإنصاف الشعب الفلسطيني والضغط على سلطة الاحتلال". 

وفي ختام الاجتماع، طالب وزراء الخارجية العرب "مجلس الأمن والجمعية العامة والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان" بتشكيل لجنة تحقيق دولية في أحداث غزة الأخيرة.

وقال أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء الاجتماع إن "المجموعة العربية في الأمم المتحدة ستتحرك في أكثر من اتجاه، من أجل التوصل الى تحقيق قانوني جاد في الفعل الإسرائيلي"، في إشارة إلى استشهاد قرابة 60 فلسطينياً خلال الأيام الأخيرة على الحدود بين الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.