الديمغرافيا في ختام مؤتمر "المركز العربي" عن نكبة فلسطين

الديمغرافيا كأولوية والمؤشر العربي بختام مؤتمر "المركز العربي" عن نكبة فلسطين

14 مايو 2018
شارك في المؤتمر 47 باحثاً عربياً وأجنبياً(العربي الجديد)
+ الخط -

اختتمت الإثنين، أعمال المؤتمر الخامس للدراسات التاريخية "سبعون عاماً على نكبة فلسطين: الذاكرة والتاريخ" الذي عقده "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة على مدى ثلاثة أيام، وشارك فيه 47 باحثاً عربياً وأجنبياً.

وشهدت جلسات اليوم الثالث والأخير للمؤتمر، عرض مجموعة من المشاريع البحثية التي ينفدها "المركز العربي" حول فلسطين، وعرض وجهات النظر العربية والدولية، والسياق التاريخي لوعد بلفور.

وناقشت الجلسة الصباحية، التي أدارها الباحث محمد جمال باروت، مشاريع بحثية هامة ينفذها "المركز العربي" حول القضية الفلسطينية، حيث قدم الباحث يوسف كرباج بحثاً بالمشاركة مع الباحثة حلا نوفل، ركزا فيه على النواحي الديمغرافية للسكان الفلسطينيين.

وحول ذلك، أشار كرباج إلى أن الدراسات السابقة تناولت الأبعاد السياسية والتاريخية والثقافية وجانباً من حقوق الإنسان، في حين ركزت دراستهما "على تقديم أحدث المنظورات المعتمدة في دراسة السكان الفلسطينيين من ناحية النمو السكاني والهياكل السكانية، وتحليل أعداد الفلسطينيين".

وتغطي الدراسة فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة، والفلسطينيين داخل الخط الأخضر 1948، إضافة الى فلسطينيي الشتات في دول عربية وغربية، و"هنا تكمن القيمة المضافة لهذه الدراسة مقارنة بالدراسات السابقة، بخاصة أن الديموغرافيا، مكوّن استراتيجي رئيس لدى الفلسطينيين في فلسطين"، بحسب كرباج.

وقد توصل كرباج الى أن السنوات الـ20 الأخيرة شهدت وفرة في الدراسات التي تناولت السكّان الفلسطينيين، إلا أن الدراسات الديمغرافية لا تزال محدودة جداً، باستثناء ما يتعلّق بدولة فلسطين وإسرائيل، ويعود ذلك الشحّ لأسباب عدة، منها سياسية، فضلاً عن تدنّي الدعم لمعاهد البحوث والصعوبات المنهجية.

واعتبر كرباج أن مسألة تعزيز المعرفة بالفلسطينيين في العالم أجمع، لا في فلسطين التاريخية فحسب، ولكن أيضاً في الشتات القريب أو البعيد، أساسية، ويجب أن تكون أولوية بالنسبة إلى الفلسطينيين أنفسهم وسلطاتهم، وبالنسبة إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان. وقال إنه يجب تشجيع إجراء التعدادات السكانية أو المسوحات الإحصائية، كالمسح الذي خطّط له "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" في الولايات المتحدة الأميركية، والذي لا بدّ من تعميمه على أماكن أخرى في العالم أيضاً.

من جهتها، استعرضت الباحثة في المركز العربي دانا الكرد، نتائج المؤشر العربي 2017-2018 تجاه القضية الفلسطينية، وأوضحت أن المؤشر العربي هو أضخم استطلاع للرأي العام العربي يجريه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بشكل دوري، بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي حول موضوعات عدة سياسية واقتصادية واجتماعية، وكذلك الوقوف على اتجاهات الرأي العام حول قضايا تهمّ المواطن العربي كالديمقراطية والمشاركة السياسية، ومنها القضية الفلسطينية، وقياس مدى تغير مركزية القضية الفلسطينية والاعتراف بإسرائيل لدى الشعوب العربية.

وأكدت الكرد أن نتائج "المؤشر العربي" بنسخته السادسة أشارت إلى أن معظم العرب لا يوافقون على معاهدات السلام المختلفة الموقعة بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، وينطبق ذلك على آراء المستجيبين حيال اتفاقيات أوسلو (إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية)، وكامب ديفيد (إسرائيل ومصر) ووادي عربة (إسرائيل والأردن). كما أكدت أن نتائج المؤشر العربي أشارت إلى أن سياسات الحكومات لا تعكس الرأي العام، الذي يعارض إلى حد كبير الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها. كما أن الجمهور العربي بشكل عام يعبّر عن معارضته مشروع إسرائيل الإستيطاني- الاستعماري العنصري، ولا يعارض إسرائيل على أسس دينية وثقافية، ولا تزال فلسطين قضية مهمة للغالبية العظمى من الشعوب العربية، على الرغم من التحديات الإقليمية الأخرى.