من حق إسرائيل أن تضربنا؟

من حق إسرائيل أن تضربنا؟

14 مايو 2018
احتفت إسرائيل بتصريحات وزير الخارجية البحريني(فرانس برس)
+ الخط -
"يحق لأي دولة في المنطقة، ومنها إسرائيل، أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر"، هذا التصريح لم يصدر عن مسؤول إسرائيلي ولا حتى أميركي بل عن وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة.
على الرغم من وضع وزير الخارجية البحريني تصريحه في سياق "إخلال إيران بالوضع القائم في المنطقة واستباحت الدول بقواتها وصواريخها" إلا أن هذا التصريح يحمل ما هو أبعد من ذلك بكثير.
هذا التصريح يعني عملياً أنه من "حق" إسرائيل أن تضرب عدوها الأول، الفلسطينيين، حيثما كانوا، أفليسوا مصدر الخطر الأول من وجهة نظر الاحتلال؟
لا أعرف لما جالت بخواطر كثيرين منا صور الكومندوس الإسرائيلي وهو يتسلل إلى مدينة سيدي بوسعيد التونسية ليغتال أبو جهاد، ومن قبلها أسراب الطيارات الإسرائيلية وهي تغير على مدينة حمام الشط في محاولة لاغتيال ياسر عرفات، مخلفة وراءها قتلى وجرحى من التونسيين والفلسطينيين.
وهذا التصريح يعني أيضاً أنه من حق إسرائيل أيضاً أن تغتال أمام أعين التونسيين عالماً دعم المقاومة الفلسطينية، محمد الزواري، أليس مصدراً للخطر أيضاً؟
على الأرجح فإن وزير الخارجية البحريني واع بجسامة ما قاله وبتأويله السياسي الخطير، لأن ما قاله يحمل تبعات دبلوماسية خطيرة، ولعلها تاريخية أيضاً تعكس هذه التحولات الكبيرة في موقف عدد من دول العربية، بينها البحرين التي يبدو أنها حسمت أمرها في التطبيع العلني والمتسارع مع إسرائيل.
ولم تكن الدوائر الإسرائيلية بعيدة عن إدراك أهمية وخطورة ما قال الوزير البحريني، إذ أشادت بموقف المنامة، ووصفته بـ"التاريخي". وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، إنّها تشكّل "دعماً تاريخياً" لإسرائيل إزاء "العدوان الإيراني". واعتبر قرا، في تغريدة على "تويتر"، أنّ كلام وزير الخارجية البحريني "هو دعم يعكس التحالف الجديد الذي يتشكل في الشرق الأوسط بفضل الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، بحسب تعبيره.
وهو ليس مخطئاً أبداً فيما قاله، لأن موقف الوزير البحريني يراجع سنوات من عمر الصراع المفتوح مع إسرائيل، وبالتالي يشرّع لكل الاعتداءات الإسرائيلية على "مصادر الخطر" أينما كانت، سابقاً وفي الحاضر والمقبل. وصل الأمر إلى حد بات فيه بعض العرب يعتبرون أن الخلاف وحتى الصراع مع إيران يبرر لإسرائيل أن تضربنا في ديارنا.

دلالات

المساهمون