واشنطن تدعو إلى "رد فوري" على مجزرة الكيميائي بدوما

واشنطن تدعو لـ"رد فوري" على مجزرة الكيميائي في دوما... وروسيا تعتبرها "زائفة"

08 ابريل 2018
استهداف المدينة بالغازات السامة (خليل العبد الله/ الأناضول)
+ الخط -
قالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس السبت، إنّ التقارير عن سقوط ضحايا بأعداد كبيرة في هجوم كيميائي في دوما بسورية "مروعة"، وإنّها إذا تأكدت فإنّها "تتطلّب ردّاً دولياً"، بينما وصفتها روسيا الداعمة للنظام السوري، بأنّها "زائفة".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هيذر ناورت، في بيان، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ "هذه التقارير مروعة، وتتطلّب رداً فورياً من المجتمع الدولي إذا تأكدت".

ومساء أمس، قُتل أكثر من 150 مدنياً، وأصيب أكثر من ألف آخرين، بينهم نساء وأطفال، بحالات اختناق، نتيجة قصف قوات النظام مدينة دوما المحاصرة، في غوطة العاصمة دمشق الشرقية، بالغازات السامة.

وقال الدفاع المدني في ريف دمشق، إنّ قوات النظام استهدفت مدينة دوما ببرميل متفجر، يحوي غازات سامة، ما أدى إلى مقتل 40 مدنياً وإصابة آخرين بحالات اختناق، قبل أن يعود ويعلن ارتفاع عدد القتلى نتيجة الهجمة الكيميائية إلى أكثر من 150، مضيفاً، على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ فرقه لم تتمكّن من إحصاء عدد القتلى بسبب القصف المتواصل.

واستشهدت ناورت، بتاريخ النظام السوري برئاسة بشار الأسد، في استخدام الأسلحة الكيميائية، وقالت إنّ حكومة الأسد وروسيا الداعمة لها "تتحملان المسؤولية"، مشددة على الحاجة "لمنع أي هجمات أخرى على الفور".

وأضافت المتحدثة "في نهاية المطاف تتحمّل روسيا، بدعمها الذي لا يتزعزع للنظام، المسؤولية عن هذه الهجمات الوحشية".


وقالت مصادر طبية من مدينة دوما، إنّ "قوات النظام استهدفت مدينة دوما بغاز السارين المحرم دولياً، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين".

وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأعراض التي ظهرت على الضحايا تشبه أعراض غاز السارين، من صعوبة في التنفس وإقياء وسيلان من الأنف والفم"، مشيرة إلى أنّ "غاز الكلور نادراً ما يسبب حالات وفاة بأعداد كبيرة".

وأضافت المصادر ذاتها أنّ "الغاز المستخدم تم خلطه بغازات أخرى حتى لا يتم اكتشافه في الفحوصات وعمليات التحقيق"، كما أشارت إلى أنّ "الوضع في المدينة مأساوي، ولا تستطيع الفرق الطبية أن تقدم للمصابين أكثر من التنفس الاصطناعي، إذ إن المدينة محاصرة منذ سنوات، والأدوية فيها شحيحة".

وانتزع النظام السوري، السيطرة على الغوطة الشرقية من مقاتلي المعارضة، بعد حملة عنيفة بدأت، في فبراير/شباط الماضي، وظلّت دوما في أيدي فصيل "جيش الإسلام" المعارض.



روسيا تدافع عن النظام: التقارير "زائفة"

في المقابل، دافعت موسكو، اليوم الأحد، عن النظام السوري بعد استخدامه الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما، رداً على تحميل واشنطن المسؤولية لروسيا، ووصفت المجزرة بأنّها "ملفقة" و"زائفة".

وزعمت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأحد، أنّ التقارير عن هجوم الغاز بسورية، "زائفة"، معتبرة أنّ اتخاذ أي عمل عسكري بناء على "هذه الحجج المختلقة والملفقة" قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

وأضافت الوزارة، في بيان، وفق ما أوردت "رويترز"، "يتواصل نشر قصص زائفة عن استخدام الكلور أو مواد سامة أخرى من قبل قوات الحكومة (السورية). فظهرت معلومات ملفقة أخرى عن هجوم كيميائي مزعوم في دوما أمس".

وتابعت "حذرنا مراراً وتكرارا في الآونة الأخيرة من مثل هذه الاستفزازات الخطيرة. الهدف من مثل هذه التخمينات المخادعة التي تفتقر لأي أساس هو حماية الإرهابيين... وتبرير الاستخدام الخارجي للقوة"، على حد وصفها.

وقال الجنرال يوري يفتوشينكو رئيس "المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية"، في تصريحات نقلتها عنه وكالات أنباء محلية، وأوردتها "فرانس برس"، "ننفي بشدة هذه المعلومات (...) نحن مستعدون فور تحرير دوما من المسلحين لإرسال خبراء روس في مجال الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي لجمع المعلومات التي ستؤكد أنّ هذه الإدعاءات مفبركة"، على حد تعبيره.

وفي السياق، قال كوستانتين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، اليوم الأحد، إنّ التقارير عن هجوم بالغاز في سورية "زائفة ومواتية بالنسبة لواشنطن"، وفق ما أوردت "رويترز".

وكتب كوساتشوف على صفحته في "فيسبوك"، إنّ "هذا ادعاء زائف آخر أطلقه صانعو الأكاذيب وهناك سبب واضح تماماً لذلك: تقويض خروج مسلحي جيش الإسلام من دوما وعرقلة هجوم قوات الحكومة السورية"، كما قال.


يُذكر أنّ مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة، تعرّضت لهجوم كيميائي كبير في عام 2013. وفي العام الماضي، خلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أنّ النظام السوري، مسؤول عن هجوم الرابع من إبريل/نيسان 2017، باستخدام غاز السارين المحظور في مدينة خان شيخون بريف إدلب، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.

وخلص التحقيق، في السابق، إلى أنّ قوات النظام السوري، مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015، وإنّ تنظيم "داعش" الإرهابي استخدم أيضاً غاز الأعصاب.