"البرلماني العربي" يدين مجزرة يوم الأرض وتدخلات طهران

الاتحاد البرلماني العربي يدين مجزرة يوم الأرض وتدخلات طهران

05 ابريل 2018
إدانة التدخلات الإيرانية في المنطقة (الأناضول)
+ الخط -

دانت لجنة الشؤون السياسية والعلاقات البرلمانية في الاتحاد البرلماني العربي المجازر الأخيرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين العزل في ذكرى إحياء "يوم الأرض"، وقرار الإدارة الأميركية المتعلق بنقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة، مجددة دعم الشعب الفلسطيني في صموده، والتأكيد أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية.

وثمّنت اللجنة، في تقرير صادر عنها، مساء الخميس، على هامش انعقاد المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي في مقر مجلس النواب المصري، الدور الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية من خلال الوصاية التاريخية، بصفتها راعية للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.

وقال الاتحاد، في مشروع البيان الختامي، إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية، بيد أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني من الاحتلال الاستيطاني على الأرض، والبشر، والمقدسات، مستنكراً بشدة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته، بجميع أشكالها.

وشدد المؤتمر على حق عودة الشعب الفلسطيني في الشتات إلى أرضه التي طُرد منها، استناداً إلى القرار (194)، والعيش في دياره بدولة مستقلة ذات سيادة تامة، داعياً إلى مواصلة الجهود لوضع حدٍّ لسياسة التهويد التي يتبعها الاحتلال بحق مدينة القدس الشريف، وتغيير ملامحها العربية، والإسلامية، والمسيحية، منعاً لتزوير التاريخ، وإيقاف طرد الفلسطينيين منها عبر سياسة هدم المنازل، وعدم إعطاء التراخيص للبناء، والحيلولة دون أبسط شروط حياة يومية عادية، وكريمة.

كذلك، دان المؤتمر واستنكر بشدة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للاحتلال، متجاوزاً وخارقاً جميع الاتفاقيات ذات الصلة، غير آبه بالدعوات العربية والدولية إلى إلغاء القرار خدمة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ومن ثم إعلان نقل السفارة، وتحديد موعده بمنتصف شهر مايو/ أيار المقبل، تزامناً مع ذكرى النكبة، وإعلان قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين اغتصاباً وعدواناً.

وشجبت لجنة الشؤون السياسية واستنكرت كل التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية الداخلية، والاعتداء على أراضيها، وسيادتها الوطنية، وعلى وجه الخصوص التدخلات الإيرانية في اليمن والبحرين، واحتلالها ثلاث جزر إماراتية، وكذلك أي تدخلات أجنبية في شؤون الدول العربية، مؤكدة أن حل القضايا الوطنية لا يكون إلا بواسطة أبناء الوطن، وبشكل سلمي.

وجددت اللجنة تأكيد أهمية دعم الشرعية في اليمن، برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وفقاً لقرارات مجلس الأمن، والمبادرات الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وإدانة دعم النظام الإيراني للمليشيات الحوثية في اليمن، وإطلاقها صواريخ باليستية، في انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن.

ودعت اللجنة المجتمع الدولي إلى القيام بدوره في حماية خطوط الملاحة البحرية، خاصة في المناطق البحرية المحاذية لليمن، مشيدة باعتماد الاتحاد البرلماني الدولي وفد الشرعية اليمنية ممثلاً وحيداً لليمن في الاتحاد، والإدانة الصادرة عن الاتحاد الدولي للمليشيات الحوثية الانقلابية، وإطلاقها الصواريخ الباليستية تجاه المدنيين في اليمن وخارجه.

ودانت اللجنة أيضاً إطلاق المليشيات الحوثية الصواريخ الباليستية على السعودية، معلنة وقوفها إلى جوار الرياض في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها وأراضيها، مع التشديد على أهمية تفعيل الدور الإيجابي للدبلوماسية البرلمانية، بما يحقق المصلحة العربية أمنياً، ويعززها تنموياً.

وأخيراً، أشادت اللجنة بالدور الذي تقوم به دول سلطنة عُمان والكويت ومصر في حل الخلافات العربية، اعتماداً على الحوار، وبشكل سلمي، مع رفض محاولات الولايات المتحدة وإسرائيل إلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ودمجها في ملف المفوضية السامية للاجئين.



انتصار لتركيا

في سياق متصل، اعترض رؤساء برلمانات قطر والسودان والجزائر على اقتراح بإدانة البيان الختامي للمؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي التدخلات التركية في الشؤون العربية، وهو ما دفع الاتحاد إلى الاستجابة لمطلبهم الخاص بحذف اسم دولة تركيا في الجزئية المتعلقة برفض التدخلات الخارجية في دولتي العراق وسورية.

وقال رئيس البرلمان السوداني، إبراهيم أحمد عمرو، في الجلسة الختامية للاتحاد، إنه يرفض أي ذكر لتركيا في هذا البند، أو الحديث عن أي تدخل لها، قائلاً: "نحن مع تركيا قلباً وقالباً، ونرفض رفضاً باتاً أي ذكر لإسطنبول في البيان الختامي".

في المقابل، قال رئيس مجلس النواب الأردني، عاطف الطراونة، إن "ممثلي البرلمانات العربية يرفضون أي تدخل تركي سواء في العراق أو سورية"، مضيفاً "اتفقنا في اجتماع طارئ للاتحاد البرلماني العربي قبل نحو الشهرين على إدانة أي تدخل من قبل أي دولة إقليمية في الشؤون العربية، ونحن ضد أي تدخل تركي في شؤون أي دولة عربية".

فيما أشار مقرر تقرير لجنة السياسات المعنية في الاتحاد، البرلماني المصري، عبد الهادي القصبي، إلى أن وفود دول السودان والجزائر وقطر سجّلت تحفظها على هذه الجزئية في البند، غير أن أغلبية الحضور في اللجنة وافقت على النص متضمناً ذكر تركيا، وهو ما اعترض عليه رئيس الوفد السوداني، مؤكداً أنه تم الرفض وليس التحفظ.

وحول اقتراح بحذف اسم سورية لغياب من يمثلها في الاجتماع، قال رئيس البرلمان المصري علي عبد العال إن "الدولة سواء كانت حاضرة أو غير حاضرة لا تنسلخ عن الوطن العربي.. معنى حذف اسمها لعدم حضورها هو أننا نقر ونستبيح التدخل الأجنبي، الذي يعد مرفوضاً.. وهناك اعتداءات واضحة تتم بصورة يومية، مثلما يحدث من إيران تجاه السعودية بصواريخ تثير مشاعرنا جميعا كعرب ومسلمين".

وتوافق أعضاء الاتحاد البرلماني العربي في النهاية على أن يكون نص البند كالآتي: "شجب واستنكار كل التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية الداخلية، والاعتداء على أراضيها، وسيادتها الوطنية، وعلى وجه الخصوص التدخلات الإيرانية في اليمن والبحرين، واحتلال الجزر الإماراتية، والتدخلات في باقي الدول العربية، وكذلك أي تدخلات أجنبية في شؤون الدول العربية، مع التأكيد على حل القضايا الوطنية بواسطة أبناء الوطن، وبشكل سلمي".

المساهمون