رفض فلسطيني لتصريحات بن سلمان: تطبيع وتنازل

رفض فلسطيني لتصريحات بن سلمان: تطبيع وتنازل

04 ابريل 2018
بن سلمان يجامل إسرائيل على حساب الفلسطينيين(برايان سميث/فرانس برس)
+ الخط -
أثارت تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، التطبيعية مع إسرائيل خلال اليومين الأخيرين انتقادات حادّة من قبل غالبية الفلسطينيين، وقد تصدر الموقف نشطاء التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن انزعاجهم وإدانتهم لتصريحات المسؤول السعودي.

وعقب الموقف الشعبي، أبدت الفصائل مواقف علنية ضدّ تصريحات ولي العهد السعودي، الذي بات وكأنه "يجامل إسرائيل على حساب الفلسطينيين"، وانتقدوا ما أسموه الانحدار الذي تمارسه بعض الشخصيات العربية في التقارب مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت أقوى التصريحات تلك التي أعلنها مسؤول فرع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في قطاع غزة، جميل مزهر، الذي أكد أنّ تصريحات بن سلمان "تستهدف كسب ود اللوبي الصهيوني والكيان الصهيوني في طريق تهيئة الظروف لتقلده مقاليد الحكم في المملكة".

ووصف مزهر تصريحات ولي عهد السعودية بأنها "معادية لشعبنا الفلسطيني"، مشيراً إلى أنها "تكشف الدور الخبيث الذي يقوم به النظام السعودي في ضرب الاستقرار بالمنطقة العربية خدمة للأهداف الأميركية الصهيونية".

ولفت إلى أنّ "تصريحات بن سلمان تشير إلى انتقال العلاقة بين النظام السعودي والكيان الصهيوني من العلاقة السرية والمتواصلة منذ سنوات طويلة إلى العلنية، وتستهدف تطبيع العلاقات الرسمية مع الكيان".

وشدد مزهر على أنّ هذه التصريحات تكشف الدور الوظيفي الجديد لمحمد بن سلمان كعراب لصفقة القرن والتي تسعى الإدارة الأميركية لتمريرها في المنطقة، والتي تستهدف بالدرجة الأساسية حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني.

من جهته، أكد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "الجهاد الإسلامي"، داود شهاب، أنّ تصريحات بن سلمان "مستنكرة ومرفوضة"، وهي "انحدار وتهافت خطير لإرضاء أميركا وإسرائيل على حساب الحقوق والثوابت العربية والإسلامية".



وتدلل هذه التصريحات، وفق تصريح لشهاب على صفحته بموقع "فيسبوك"، على جهل واضح بحقائق التاريخ وطبيعة الصراع، "حقنا في فلسطين حق مطلق وليس نسبي، وهو حق لا يقبل التجزئة ولا المساومة".

وشدد شهاب على أنّ الاعتراف بالكيان الإسرائيلي باطل وغير شرعي، والمواقف التي تعترف بهذا الكيان الاستعماري الاحتلالي لا تمثل مجموع الأمة وهي مواقف باطلة ومرفوضة ولا تعبر عن إرادة شعوب الأمة.

وبينّ أنّ الاعتراف بالكيان الغاصب يعد تهديداً لهوية الأمة الثقافية، وهو مقدمة لتفتيت دولها وكياناتها وإعادة المنطقة كـ"شرق أوسط جديد".

ولم يصدر بيان وتعليق رسمي من حركة "حماس" وحركة "فتح" والسلطة الفلسطينية بشكل مباشر على تصريحات بن سلمان، لكنّ عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، موسى أبو مرزوق، كتب على "تويتر" لبن سلمان دون أن يسميه، قائلاً "إلى كل من يخاطب الأميركان والصهاينة الغاصبين بعبارات ملتبسة أو بتنازلات يحسبونها هينة، ابتغاء مرضاتهم وكسبهم أو تحيدهم هم واهمون؛ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين".