النظام يدك اليرموك لهدمه... ويضغط على ريف حمص للاستسلام

النظام يدك اليرموك لهدمه... ويضغط على ريف حمص للاستسلام

25 ابريل 2018
لا يتوقف القصف على اليرموك (فادي شباط/ الأناضول)
+ الخط -
تواصل قوات النظام السوري حملتها على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة دمشق، بعمليات قصف تهدف إلى هدم المخيم بشكل كامل، في وقت تُصعّد فيه الضغط على ريف حمص الشمالي للقبول بشروط تسوية في مفاوضات ترعاها روسيا. ويبدو أن قوات النظام تعمل على إنهاء مخيم اليرموك جغرافياً، قبل التفكير باقتحامه والسيطرة عليه، لأهداف أبعد من السيطرة الميدانية على المنطقة التي تمتلك قوات النظام كل مقوّمات تحقيقها خلال فترة زمنية قصيرة، ولكنها تؤثر البقاء على حالة القصف الكثيف إلى حين تدمير كامل المخيم. فقد قصف سلاح الجو التابع للنظام يوم أمس الثلاثاء بأكثر من عشرين غارة مواقع متفرقة في اليرموك موقعاً قتلى وجرحى بينهم مدنيون، وفق ما أفادت مصادر من جنوب دمشق.

وأكد الناشط الإعلامي في جنوب دمشق مروان القاضي، لـ"العربي الجديد"، أن القصف تزامن مع محاولات تقدّم من النظام على حساب عناصر "داعش" و"جبهة النصرة" في محاور شارع الثلاثين في اليرموك، ومنطقة الجورة في حي القدم، وأطراف حي الحجر الأسود من جهة بردى الفاصل بين حي الحجر الأسود وبلدة السبينة، وشارع دعبول في حي التضامن. وأوضح أن قوات النظام تكبّدت خسائر بشرية خلال محاولات الاقتحام، كما تمكّن "داعش" من اعتقال عناصر من النظام في محاور مخيم اليرموك والتضامن. وتأتي المعارك على الرغم من توصل النظام سابقاً إلى اتفاق مع عناصر تنظيم "داعش"، ينص على نقلهم إلى البادية السورية، إلا أن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ نتيجة طلب التنظيم ضمانات بعدم استهدافه عند الخروج من جنوب دمشق.

وقالت مصادر حقوقية، إن القصف العنيف على مخيم اليرموك خلال الأيام القليلة الماضية، أدى إلى سقوط عشرات القتلى من مسلحي "داعش" وقوات النظام، بالإضافة إلى أن الحملة العسكرية المستمرة منذ يوم الخميس الماضي أدت إلى دمارٍ كبير في المخيم. كما ذكرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، أن الطيران الحربي شنّ أول من أمس الإثنين فقط، نحو 160 غارة على الأقل، استهدفت اليرموك وأحياء التضامن والقدم والحجر الأسود، يضاف لها 35 غارة استُخدمت فيها البراميل المتفجرة و42 صاروخ أرض-أرض.


وفي جنوب دمشق أيضاً، عقدت لجنة عسكرية تابعة لفصائل المعارضة اجتماعاً مع وفد للنظام وروسيا في بلدة يلدا، وتم خلاله بحث وقف عمليات القصف التي تطاول البلدة من قوات النظام، وبحث آلية ضبط الخروقات التي تحدث على جبهات المعارضة. وبحسب مصادر من المنطقة، فقد قدّمت اللجنة العسكرية ورقة تتضمن ضمانات للبلدات وللخارجين من أجل دراستها من قبل وفد النظام والروس، وتم تحديد اليوم الأربعاء موعداً لجلسة أخرى للوصول إلى اتفاق سياسي شامل للمنطقة.

وتُجرى المفاوضات في المنطقة لتهجير الأهالي ومقاتلي المعارضة الرافضين عقد تسوية ومصالحة مع النظام، في وقت وصلت فيه القافلة الثالثة من مهجري بلدات جيرود والعطنة والناصرية والرحيبة في القلمون الشرقي شمال ريف دمشق، إلى منطقة الباب شمال حلب. وحملت الدفعة مقاتلي المعارضة المسلحة وعائلاتهم وعدداً من الأهالي الرافضين عقدَ تسوية ومصالحة مع النظام، فيما تستمر عملية التهجير في المنطقة حتى إخراج جميع الراغبين في الخروج. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن العدد الإجمالي للمسلحين وأفراد عائلاتهم، الذين تم إخراجهم من منطقة القلمون الشرقي منذ 20 إبريل/ نيسان الحالي، بلغ 3922 شخصاً. وبهذا، تكون كافة بلدات ومدن القلمون الشرقي، قد باتت خالية من أي وجود للمعارضة السورية، للمرة الأولى منذ ست سنوات.

وفي درعا جنوب البلاد، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام خرقت مجدداً وقف إطلاق النار في المنطقة وقصفت مناطق في بلدة اليادودة ومنطقة علما والحراك في ريف درعا، ما أسفر عن مقتل مدني.
وفي وسط البلاد، واصل طيران النظام قصفه على ريف حمص الشمالي، بهدف الضغط على لجنة التفاوض الممثلة للمنطقة، وطاول القصف الجوي مناطق في قرى سليم والحمرات وعزالدين. ويأتي هذا التصعيد العسكري في مناطق سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي، بعد فشل عقد جلسة تفاوض، بين ممثلين عن ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي من جهة، مع ضباطٍ روس من جهة أخرى، إذ رفضت "هيئة التفاوض" عن مناطق المعارضة الأحد الماضي، الخضوع لطلب الضباط الروس، بتغيير مكان الاجتماع الذي كان مقرراً قرب معبر الدار الكبيرة، قبل أن يغيّر الضباط الروس مكان عقد الاجتماع، وينقلوه إلى مناطق خاضعة للنظام في حمص. وقال الناشط وسيم سعد الدين لـ"العربي الجديد"، إن النظام يضغط على لجنة المفاوضات بهدف القبول بالشروط التي يضعها خلال عملية التفاوض، ويسعى إلى مكاسب من شأنها أن تؤدي إلى تهجير الأهالي من المنطقة.

وقصفت طائرات النظام مناطق في بلدة كفرزيتا وقرية الصخر وقرية الجيسات في ريف حماة الشمالي، ما تسبب بوقوع أضرار مادية. ويقطن في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، نحو 350 ألف مدني. وعلى الرغم من أن هذه المنطقة مدرجة ضمن مناطق "خفض التصعيد"، إلا أن السكان هناك يتخوفون من تنصّل النظام وروسيا من الاتفاق، إذ يهددان ببدء عملية عسكرية كبيرة هناك، ما لم تخضع الفصائل العسكرية لاتفاق "تسوية" شامل.

وإلى شمال البلاد، دارت اشتباكات على محور خلصة في ريف حلب الجنوبي، بين "هيئة تحرير الشام" والمعارضة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، تزامنت مع عمليات قصف متبادل بين الطرفين، أسفرت عن خسائر بشرية في صفوفهما. وتحدثت مصادر عن مقتل شخصين نتيجة قصف مدفعي من قوات النظام استهدف مدينة كفرحمرة شمال حلب.

أما في ريف إدلب المجاورة، فقُتل أربعة مدنيين بينهم طفلة وامرأة جراء قصف جوي من النظام على بلدة معرة حرمة، وفق ما أفاد به مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد"، أضاف أن القصف أسفر عن إصابة ستة مدنيين بجروح. ويواصل طيران النظام قصف مناطق ريف إدلب، على الرغم من نشر الجيش التركي عدداً من نقاط المراقبة لمنطقة خفض التوتر في ريفي إدلب وحماة. من جهة أخرى، اعتقل تنظيم "هيئة تحرير الشام" في مدينة سرمدا شمال إدلب قائد "لواء شهداء الإسلام" النقيب سعيد نقرش المهجّر من مدينة داريا غرب دمشق.